في محاضرة بنادي الرحاب .. د. طارق درويش: احذروا الإنسان السلبي

 كتب أحمد غانم وسالى مشالى

"تفاءلوا بالخير تجدوه" بهذه الكلمات البسيطة بدأ الدكتور طارق درويش المدرب العربي الدولى وخبير علم الشخصيات محاضرته لجمهور المركز الثقافي بنادي الرحاب الرياضي التى أقيمت مساء الجمعة 1-1-2010 تحت عنوان "من الإيجابية إلى السلبية.. وأسرار فى الصحة النفسية"

أكد د.درويش على أهمية التفاءل فى حياة الإنسان كرافد من روافد الإيجابية محذرا من العزلة التى قد تصيب صاحبها بالإحباط واليأس وتدمر الحياة البشرية.

وأشار درويش إلى الدور الروحي والعبادي، والتقرب إلى الله الذي ُيشعر الإنسان بالطمأنينة والسكينة التى تنعكس بشكل ايجابي على تصرفاته وسلوكياته وعلاقته بمن حوله، موضحا أن أى شئ فى حياتنا مرتبط بالألم أو بالسعادة، فإذا ربطناه بالألم تحول إلى سلوك سلبي، والعكس صحيح؛ فمثلا صلاة الفجر لو ربطها المسلم ببرودة الجو والماء البارد ونباح الكلاب عليه فى الشارع والقلق من منامه سترتبط صلاة الفجر بالنسبة له بالألم، وبالتالي لن يحافظ عليها، لكنه لو ربطها بثوابها العظيم والبركة فى الاستيقاظ المبكر وصفاء الجو وطلب الرزق من الله فإنه سيحافظ عليها، وسيشعر الإنسان بسعادة شديدة لمحافظته عليها.

وأوصى درويش بضرورة البعد عن الشخصيات السلبية وتجنب الاحتكاك بها، حتى لا تؤثر بالسلب علينا لأنها بطبعها شخصيات محبطة ومثبطة، ينعدم لديها الطموح، وتميل إلى خلق مبررات لكل ما يدور حولها، وتفتقد إلى أي رغبة فى التغيير نحو الأفضل، وأحيانا تميل إلى العيش فى دور "ضحية الظروف" حتى لا تتعب نفسها فى الحياة، فهي تميل إلى الدعة والراحة، كما أنها شخصية مترددة متذبذبة تعجز عن إتخاذ قرار أو حسم قضية.

وأوضح خبير علم الشخصيات والإنسان الايجابي هو الذي يحول فشله إلى نجاح، وتعثره إلى خطوة للأمام، ويستفيد من أخطائه، ولا يقف عند المشكلة بل يبحث عن حلول لها، وضرب مثلا بموظف فقد ترقيته لأنه لا يجيد اللغة الانجليزية ولا الكمبيوتر وبدلا من أن يندب حظه ويبكي على اللبن المسكوب حدد مشكلته وتعرف على عيوبه وفى خلال شهور وجيزة دخل فى تحدٍ مع ذاته، وأتعب نفسه، وأتقن اللغة الانجليزية وأجاد التعامل مع الكمبيوتر واستحق ساعتها أن ينال الترقية بعد أن أثبت للجميع أنه أهل لها.

وقال د.درويش إن الوصول للغاية والهدف يحتاج إلى عزيمة وإصرار وجهد وعرق وعلم وتخطيط وصبر، ولو تعرض الإنسان للفشل مرة فسينجح مرات، شريطة أن يحدد هدفه بدقة ويأخذ بكافة الأسباب للوصول إليه مستشهدا بقوله تعالى "إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا" و"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

تخلل المحاضرة بعض الألعاب الترفيهية والتمرينات الرياضية والمسابقات فى محاولة من د. درويش لتجديد النشاط وزيادة التركيز والتفاعل مع الجمهور.