"لا للحجاب "
شعار في بلد إسلامي
·
محجبة خارج ساعات العمل الرسمية تطلق حملة لحرية ارتداء
الحجاب.
·
المضيفات يجبرن على وضع المكياج وطلاء الأظافر ويمنعن من
الحجاب.
·
مسؤول شهير: "عندي رف للأحكام التي لا تنفذ".
·
الحجاب معرة لا يليق بالوجه الدولي لمصر المسلمة.
·
شر البلية ما يضحك .. المضيفات يطالبن بالمساواة بحرية الحجاب في
بريطانيا.
·
كابتن طيار أصرت على الحجاب .. ففصلت.
كتبت - سارة البسطويسي
حملة على الفيس بووك لجمع مليون توقيع لإعطاء الموظفات الحرية
في لبس الحجاب أثناء عملهن ... ربما تعتقد أن هذا يحدث في الدانمارك أو ربما فرنسا
اللذين اشتهرتا بعدائهما للإسلام ومحاولاتهم الدائمة لطمس أي مظاهر إسلامية، ولكنك
ستذهل عندما تعلم أن هذه الحملة في مصرنا المحروسة، وأن هؤلاء الموظفات هن من طاقم
الضيافة في شركة مصر للطيران وتلك الحملة تحت عنوان – طيران المضيفات
بالحجاب-.
في ميدان التحرير – ميدان الحريات- وبالتحديد يوم 8 إبريل 2011
كانت هناك سيدة تقف وحيدة تحمل لافتة عليها "
اتركوا للمضيفات الجويات حرية ارتداء الحجاب" ، هذه السيدة من سكان الرحاب
قابلناها لنعرف المزيد عن مشكلتها، فكان لنا هذا اللقاء..
س:عرفيني بنفسك..
ج: مايسة عبد الهادي، مضيفة جوية في مصر للطيران منذ 16
سنة.
س: لماذا نزلت للمليونية؟
ج:لأنادي بضرورة تقبل الشركة لحجاب
المضيفات.
س:وهل تلك المشكلة مشكلة عامة؟
ج: نعم، فطاقم الضيافة في مصر للطيران يتراوح بين 1800-
2000موظف وموظفة ربما نصفهم من الإناث، بعضهن يتمنى لبس الحجاب واكتفين بالتمني
لعلمهن برفض الشركة للمضيفات المحجبات وأنهن سيخيرن ما بين ترك عملهن أو ترك فريضة
الحجاب، وأخريات أصررن على الحجاب ودفعوا الثمن بنقلهن إلى إدارة جديدة مستحدثة وهي
إدارة تنسيق الخدمة حيث يفقدن ثلثي راتبهن، أو ربما انضممن إلى أي عمل إداري أرضي
بالشركة، بل وصل ببعضهن الأمر إلى ترك العمل نهائيا والمكوث في المنزل لمن كان
لديهن البديل المادي الذي يمكنهن من العيش الكريم.
حجاب خارج الطائرة
س: وأنت من أي الفريقين؟
ج:أنا من فريق ثالث،
التزمنا بالحجاب في غير أوقات العمل الرسمية ونضطر إلى خلعه ساعة وصولنا إلى
المطار، نخلعه ونتركه في السيارة لحين عودتنا من الرحلة.
س: أنا لا أصدق!! هل تفعلين ذلك يوميا؟
ج:أنا أفعل هذا منذ عامين وهناك من تفعله منذ 6 سنوات، قدمنا
طلباتنا وطرحنا مشكلتنا عدة مرات على المسؤولين في الشركة وكانت دائما تقابل
بالرفض. منذ ست سنوات رفعنا قضية على الشركة، وكان رد المسؤول آنذاك " عندي رف
للأحكام التي لا تنفذ". وبعد الثورة تقدمت رابطة الضيافة الجوية والنقابة بعدة
طلبات تضمنت طلب قبول حجاب المضيفات وكان الرد من المسؤول " أنا مش هأضيف حاجة
جديدة مكانتش موجودة.. إنسوا ".
س: لماذا هذا الإصرار.. هل يؤثر الحجاب على سير
العمل؟
ج: نحن فعلا نطرح عليهم هذا السؤال ما الإعاقة التي ستحدث نتيجة
لبس الحجاب، فالمضيفة لديها مؤهل جامعي عالي ويجب أن تلم بعدة لغات وبعضنا يجيد
لغات نادرة كاللغة اليابانية مثلا، لدينا مقاييس محددة في المظهر نمر باختبارات
طبية ونفسية واختبارات القدرة على التعامل مع الجمهور، كل هذه المقومات هل ستفقد
إذا ارتدينا الحجاب ؟؟؟
الحجاب لا يليق
س: إذاً ما حجة
المسؤولين في الشركة للرفض؟
ج: حجج رفضهم عديدة، منها أولا.. أن مصر للطيران شركة عالمية
(انترناشونال) ولا يليق أن تكون واجهتنا على العالم محجبة.
وثانيا..أن على المضيفة الالتزام بالزي الموحد.. والحجاب خارج عن الزي الرسمي
للشركة. فلا يصح أن تلبس إحدى المضيفات الحجاب وتكون الأخرى
بدونه.
س: وهل لديك رد يفند تلك الحجج؟
ج:بالطبع لدينا رد، نحن نسألهم أليس الخطوط السعودية والعراقية
والجزائرية والتركية والماليزية والأندونيسية شركات دولية عالمية ويسمحوا بلبس
الحجاب بل أن الزي الموحد لهم به غطاء للرأس كما هو موضح في الصور.
بل إن بريتيش إيروايز ( الخطوط الجوية البريطانية) تسمح
لمضيفاتها البريطانيات وغير البريطانيات المسلمات ممن يرغبن في لبس الحجاب بلبسه
على متن طائراتهم من باب الحرية الشخصية وحرية العقيدة. وفي كندا وغيرها من الدول
الغربية يسمح لأصحاب عقيدة السيخ من الرجال لبس عمامتهم الخاصة سواء كان مضيف أو
كابتن طيار أو حتى شرطي.
س:يحزنني أن أسألك هل تطالبين بالمساواة مع البريطانية المحجبة
في بلد غير إسلامي؟
ج: صراحة أخجل أن أربط بين الحجاب وحرية العقيدة في بلد إسلامي
كمصر، ولكن إن كنا سنتحدث عن مصر كدولة عربية إسلامية فالحجاب فرض لا داعي للجهاد
للحصول عليه، وإن كنا نتحدث بعد 25 يناير عن دولة مدنية ديمقراطية حقة تسودها
الحريات فارتداء الحجاب حرية شخصية تماما كالحرية التي تأخذها المضيفة في لبس الزي
الموحد النص كم بدلا من الكم الطويل.
س:أليس هناك حجج أخرى للشركة؟
ج: هناك هواجس أن الشركات الأمريكية والأوروبية لن تتعامل مع
الشركة إذا أبيح لطاقمها لبس الحجاب، فند هذا الزعم عندما ذهبت إحدى المضيفات
واسمها مها شاهين للسفارة الأمريكية بالحجاب لتجديد تأشيرة دخول أمريكا كطاقم ضيافة
وحصلت عليها بالحجاب
غطاء رأس نعم .. حجاب
لا
س:هل لديكم حرية اختيار الزي؟
ج:نعم، مسموح لنا اختيار الزي الذي يناسبنا من ثلاثة أشكال،
فالمصمم راعى شكل الجسم المصري، والشركة تصرف لنا
زي جونلة أو بدلة أو فستان ونحن
نختار ما يلائمنا. أي أن حتى الزي الموحد به بدائل فما الضرر من وجود غطاء
للرأس.
س:أعتقد أن الكاب أحد المظاهر المرتبطة بالمضيفة
الجوية؟
ج: فعلا، في التسعينات كنا نلبس كاب على الرأس وكنا نجازى إذا
لم نلبسه فما الفارق بين الكاب والحجاب أليس كلاهما غطاء للرأس. فلتطلب الشركة من
مصمم الزي الموحد إختيار غطاء للرأس تقبل به وبشكله وتجده لائقا لعمل المضيفة وخاصة
وأن هناك أحاديث تتناقل عن أن الشركة الآن ترغب في تغيير الزي الموحد وأوكلت العمل
لمصمم أعاد الكاب مرة أخرى للزي فما المانع من إضافة حجاب "ستريتش " بسيط ذو شكل
لطيف للزي وخاصة أن الآن هناك العديد من أشكال الحجاب الجميلة مثل " السبانيش"
مثلا.
س:وهل طالبتم بذلك؟
ج: لقد قمنا بالفعل بجمع توقيعات لمضيفين ومضيفات من جميع
الديانات لا يعترضون على إدخال الحجاب لمن ترغب في الزي الموحد. وخاصة أن العقد
الموقع بيننا وبين الشركة لا يضم بند يمنع ارتداء الحجاب، وليس هناك قانون في
الدولة يمنعه أيضا. أعتقد أن النظام السابق كان ضد الحجاب، أما الآن فببعض الجهد
أعتقد أن إدارة الشركة ستوافق عليه، ألسنا في عصر الحريات.
لقمة العيش مقابل الحجاب
س:ألم تفكري في المبادرة ومحاولة إصرارك على عدم خلع الحجاب
أثناء ساعات العمل؟
ج: لو فعلت هذا سأمنع من صعود الطائرة بحجة عدم التزامي بالزي
الموحد فنحن نتعرض يوميا لكشف هيئة من قبل "مكتب مقيمي المظهر" للتأكد من المقاييس المحددة للزي منها طول
الجونلة، طول كعب الحذاء، تسريحة الشعر، وضع طلاء الأظافر، ووضع مكياج
واضح.
س:وما عواقب هذا الأمر؟
ج:سأضار ماديا ووظيفيا، لا أعتقد أن من السهل على المضيفة بعد
سنوات طويلة من العمل والوصول إلى كادر وظيفي ومادي معين أن تترك كل هذا وتبدأ من
الصفر في شيء جديد لا خبرة لها فيه. هذا حكم بالإعدام. فالظروف المادية والأسرية هي
التي تضطرني للاستمرار في هذا العمل بهذا الشكل.
س:ألم تحاول مضيفة أخرى أن تستمر في لبس الحجاب في
العمل؟
ج: لم تكن مضيفة بل كابتن طيار نيرين وكانت ترى كما نرى أن من
حقها الاستمرار في عملها عندما تقرر الالتزام بفرض من فروض الدين، ففصلت من عملها
بسبب اصرارها على الحجاب، وهي تعمل الآن في شركة ممفيس الخاصة، ولم يعوقها حجابها
عن التميز في عملها
المساواة بموظفات العلاقات العامة
بالشركة
س: ألا تضم مصر للطيران أي موظفة محجبة؟
ج:تعمل في مصر للطيران مضيفات أرضيات وموظفات حجز التذاكر
محجبات يصرف لهن من مخازن الشركة حجاب مع الزي الموحد، وموظفات العلاقات العامة
اللاتي يضم عملهن استقبال كبار الزوار وهن واجهة الشركة يصرف لهن الحجاب أيضا وهذا
اعتراف ضمني من الشركة أن الحجاب لا يسيء إلى المظهر العام لها. فلماذا المنع
للمضيفة؟ هل سيرفض العميل استلام الطعام من يد مضيفة محجبة – حقيقة لا أفهم السبب!!
أليس السياح والقادمين إلى مصر يعلمون تماما أن مصر بلد إسلامية ترتدي معظم نساؤها
الحجاب. فما العيب في ذلك؟ وهل ترى الشركة أن الحجاب معرة.
وتضيف: هناك تناقض آخر، فمصر للطيران تتولى في موسم الحج نقل
الحجاج من دول بعيدة ليس لها القدرة على تسيير رحلات للسعودية، في تلك الرحلات
الإستثنائية لنقل الحجاج نضطر إلى المبيت في جدة والمدينة ونضطر أيضا إلى لبس
الحجاب ونحن منتقلين من المطار إلى الفندق وبالعكس، فلماذا توافق على الشركة على
الحجاب هناك؟
ماذا لو مت؟
س:كيف يكون شعورك وأنت تخلعين الحجاب قبل دخول
المطار؟
ج: حالة نفسية سيئة جدا، دائما ما أتساءل لو توفاني الله على
الطائرة كيف سأقابل الله تعالى. هل يجب أن تلوى ذراعي بأكل العيش لأتخلى عن جزء من
عقيدتي؟ لماذا في بلد إسلامي أخير بين تنفيذ كلام ربنا وتنفيذ كلام البشر؟ وخاصة أن
الحجاب لا يسيء إلى المهنة ولن يقلل من خبرتي ومقوماتي التي جعلتني أجتاز كل
الاختبارات التي تحتاجها مهنة المضيفة الجوية.
س: هل لديك ما ترغبين في إضافته؟
ج: إنني أتعجب فعلا لماذا يضحي مسؤلوا الشركة عن ذوات الخبرة
المميزة والطويلة لمجرد إصرارهم على المضي في رفض ارتداء المضيفات للحجاب؟ أليس ذلك
يكلفهم الكثير كإنزال إعلانات لطلب مضيفات جدد بدون خبرة ، واختبارهن والكشف الشامل
عليهن (الذي يضم كشف النظر والأعصاب والقلب والمخ) وتدريبهن على السيميلاتور ثم
تدريبهن العملي. أليس هذا كله يكلف الشركة الكثير ؟؟