أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إعلانات
قسم تحقيقات و تقارير

تحقيقات و تقارير - تاريخ شم النسيم - 2011-04-24



تاريخ شم النسيم


كتبت_ دينا صقر


يعد الاحتفال بشم النسيم تعبيرا حيا عن جوهر الحياة المصرية القديمة وعاداتها وتقاليدها وتراثا قوميا، يشارك فيه المصريون جميعا، فلم يكن شم النسيم فى مصر القديمة مجرد عيد للربيع يقتصر الاحتفال به على يوم واحد فقط مثلما هوالحال فى عصرنا الحالى، إنما كان يمثل مجموعة من الأعياد الدينية ومظاهر الاحتفالات الشعبية، التى كانت تقام طوال شهور فصل الصيف احتفالا ببدء موسم الحصاد، كما كان رمزا للبعث وإعادة تجديد الحياة فى مصر كلها.

 

أطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم "عيد شموش" أي بعث الحياة، حيث اعتقد الفراعنة بأن هذا اليوم هو أول الزمان أو بدء خلق العالم، وحُرِّف الإسم على مر الزمن، وخاصة في العصر القبطي إلى إسم "شم" وأضيفت إليه كلمة النسيم لإرتباط هذا الفصل بإعتدال الجو، وطيب النسيم، وما يصاحب الإحتفال به من الخروج إلى الحدائق والمتنزهات، ليصبح كما هو معروف الإن باسم عيد شم النسيم اي عيد الربيع.

 

وقديما كانت أعياد الفراعنة ترتبط بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة ولذلك إحتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بحلول الربيع، ويبدأ في اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل، ويقع في الخامس والعشرين من شهر برمهات.

 

وقد نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد إتفق يوم خروجهم مع موعد إحتفال الفراعنة بعيدهم، وإحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه إسم عيد الفصح.

 

والفصح كلمة عبرية معناها "الخروج" أو "العبور"، كما إعتبروا ذلك اليوم، رأساً لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.

 

بعد ذلك إنتقل عيد الفصح من اليهود إلى النصارى وجعلوه موافقاً لقيامة المسيح حسب اعتقادهم، ولما دخلت المسيحية مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء –الفراعنة- ويقع دائماً في اليوم التالي لعيد الفصح أوعيد القيامة.

 

احتفال فرعوني


كانت مظاهر الإحتفال كما وردت فى أكثر من بردية من برديات العقيدة الفرعونية تبدأ بليلة الرؤية عند سفح الهرم الأكبر حيث يجتمع الناس في الساعة السادسة مساءاً فى احتفال رسمي أمام الواجهة الشمالية للهرم حيث يظهر قرص الشمس قبل الغروب خلال دقائق معدودة وكأنه يجلس فوق قمة الهرم.

 

ووفقاً لمعتقدات الفراعنة فإنه عندما يشطر ضوء الشمس واجهة الهرم الأكبر إلى شطرين، يكون هذا إيذانا بموعد عيد الخلق وبداية العام الجديد، حيث يقوم الإله رع بالمرور في سماء مصر في سفينته المقدسة وبقرصه المجنح ثم يرسو فوق قمة الهرم الأكبر، ثم يصعد إلى السفينة مرة أخرى وقت الغروب لتكمل مسيرتها.

 

وقد تعود المصري القديم، كما جاء فى البرديات القديمة، أن يبدأ صباح هذا اليوم بإهداء زوجته زهرة من اللوتس.

 

وكانت تخرج الجماعات إلى الحدائق والحقول والمتنزهات، ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، وقد اعتادوا أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم، ويقضوا يومهم في الاحتفال بالعيد ابتداء من شروق الشمس حتى غروبها، وكانوا يحملون معهم أدوات لعبهم، ومعدات لهوهم.

 

وكانت تتزين الفتيات بعقود الياسمين، ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، فتقام حفلات الرقص الجماعي على أنغام الناي والمزمار والقيثار، ودقات الدفوف، تصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع، كما تجري المباريات الرياضية والحفلات التمثيلية.



فسيخ وبصل فرعوني



وكان المصريون القدماء في عيد الربيع يتناولون البيض الملون، وأسماك مملحة، وخس، وحمص، وبصل.

 وبيض شم النسيم الملون يعتبر مظهر من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، وبدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع مع بداية العيد الفرعوني نفسه أوعيد الخلق حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد "أخناتون الفرعوني".

 

كما ارتبطت فكرة نقش البيض وزخرفته، بعقيدة قديمة أيضاً، إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه، حسب زعمهم.


 

أما بالنسبة للسمك المملح أوالفسيخ، فقد ظهر من بين الأطعمة التقليدية في العيد في الأسرة الفرعونية الخامسة عندما بدأ الإهتمام بتقديس النيل، حيث الإله حابى عند الفراعنة الذي ورد في متونه المقدسة عندهم أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة.

 

وقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ، وكانوا يرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعاً معيناً لتمليحه وحفظه للعيد، أطلقوا عليه اسم بور.

 

وظهر البصل ضمن أطعمة عيد شم النسيم في أواسط الأسرة الفرعونية السادسة وقد إرتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير منف القديمة، أما الخس، فكان من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع بإكتمال نموها ونضجها، وقد عرف إبتداء من الأسرة الفرعونية الرابعة حيث ظهرت صوره من سلال القرابين التي يقربونها لآلهتهم بورقه الأخضر الطويل وعلى موائد الإحتفال بالعيد، وكان يسمى بالمصرية القديمة "حب" كما إعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود "من" إله التناسل، ويوجد رسمه منقوشاً دائماً تحت أقدام الإله في معابده ورسومه.


 

وبالنسبة لحمص شم النسيم، فهي ثمرة الحمص الأخضر، وأطلق عليه الفراعنة إسم "حور –بيك" أي رأس الصقر لشكل الثمرة التي تشبه رأس حور الصقر المقدس عندهم، وكان للحمص –كما للخس- الكثير من الفوائد والمزايا التي ورد ذكرها في بردياتهم الطبية، وكانوا يعتبرون نضج الثمرة وامتلاءها إعلاناً عن ميلاد الربيع، وهوما أخذ منه اسم الملانة أوالملآنة.

 

وكانت من بين تقاليد شم النسيم الفرعونية القديمة التزين بعقود زهور الياسمين وهو محرف من الإسم الفرعوني القديم "ياسمون" وكانوا يصفون الياسمين بأنه عطر الطبيعة التي تستقبل به الربيع، وكانوا يستخرجون منه في موسم الربيع عطور الزينة وزيت البخور الذي يقدم ضمن قرابين المعابد عند الإحتفال بالعيد.

 

عدد الزيارات 215

 

التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا