التعرف على الإسلام

منذ عمر 13 عامًا. كنت أبحث في الدين الإسلامي، والفضل في ذلك يعود إلى جدي حيث كان يحثني دائمًا على القراءة في جميع المجالات  منذ صغر سني. وفى ذلك الوقت بدأت في التعرف على الإسلام.

لم أكن اشعر بارتياح لما أسمعه، فقد كنت أشعر أن الفطرة " مغطاة" وأنه يجب على أن أنزع هذا الغطاء وأبحث عن فطرتي السليمة. كنت اشعر أن ما تربيت عليه لم يكن على أساس ديني سليم.

واصلت القراءة والبحث حتى تقابلت مع أحد الأشخاص المسلمين وسألته عمن هو الله؟ وكنت أعرف وقتها أن الله هو "إله العرب". فقال لي إن الله هو إله واحد لا إله سواه، فشعرت براحة كبيرة عند سماع ذلك؛ أي عندما سمعت أنه إله واحد.. استمررت في القراءة والإطلاع ودراسة الإسلام، بالإضافة إلى دراستي في الكتاب المقدس، وكذلك مؤلفات (الداعية من جنوب إفريقيا) أحمد ديدات، التي كانت مقرونة بالأدلة، وكنت دائمًا أجري مقارنات بين الجهتين.. ومن الأشياء التي لم أستطيع أن أتقبلها هي الـ ""Dogma أي أن هذا الأمر حق ولا يجب أن اسأل عنه.

مثلا كأن يقول لك إن هذا اللون أحمر ولا تسألي عنه، بينما أنا أراه أزرقًا، فهذا ما لم أستطع أن أتقبله.. وترفضه طبيعة الإنسان.

قبل الإسلام كنت اشعر كأني في ماء ولا أستطيع العوم، فأصعد ثم  أغوص إلى العمق، ولكن بعد الإسلام شعرت كأني أسير على الماء بسهولة، وشعرت براحة كبيرة .كما أنني - قبل إسلامي - وجدت ذكرًا لسيدنا محمد في الكتاب المقدس، وكذلك الهجرة وغزوه بدر، وهذا واضح تماما لمن يقرأ بالطريقة الصحيحة وبعقل متفتح، لكنه كان صعبًا عليّ - في هذا التوقيت - أن أتقبل فكرة أن سيدنا عيسى لم يُصلب وأنه رفع.

واصلت الدعاء إلى الله ومرت بي فترة من الحيرة والبكاء، ودعوت ربي  وقلت: يا رب أنت إله نور.. وأسألك أن تهدني إلى النور، وظللت أقرأ وأطّلع، حتى أعلنت إسلامي

الحجامة من حكايات الأم إلى السنة النبوية

كانت معرفتي بالحجامة قديمة جدًا من خلال حكايات أمي عن علاج جدها بـ"كاسات" الهواء. ثم بعد دخولي في الإسلام قرأت عنها في السنة النبوية.

طبعًا.. هناك عدة أحاديث منها ما كان في رحلة الإسراء والمعراج حيت قال سيدنا جبريل لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: يا محمد.. مر أمتك بالحجامة.. وغيره.. وكذلك تكلم عنها ابن القيم في أحد كتبه.

بدأت المعرفة العملية لها لدى عودة زوجي من رحلة للهند، وقد أخبرني أنه كان يُعالَج من ألم لديه في الظهر بالحجامة، وأن الألم قد زال بأمر الله، ومن قام بعلاجه هو "حجام" مصري بالهند. ثم عاد معه إلى مصر وقام بعمل حجامات لعدة رجال في بيتي، وكنت اسمع ردود أفعال أدهشتني عن سرعة زوال الألم، والشعور بالراحة، وهذا ما دفعني لأتعلم الحجامة.

في تلك الفترة استطعت الحصول على كتب لـ Dr.Abeae وهو طبيب ألماني مقيم في بلاك فورست، ويعالج بالحجامة، وقد طبع من أول كتاب له أربع طبعات، وفى كل مرة كان يضيف معلومات جديدة، ثم نشر كتابًا آخر عن الحجامة، وكذلك استطعت أن أحصل على المراجع التي استعان بها. وقد ترجمت أحد هذه  الكتب إلى الإنجليزية، وساعدتني في ذلك دراستي للعلوم.

أحضرتها لي صديقة ألمانية مسلمة تقيم بألمانيا، وفي مكان إقامتها الجميع يتداوى بالحجامة.. حتى من نزلات البرد.

لأن الأطباء دراستهم باللغة الإنجليزية، وقراءتهم لهذه الكتب قد تساعد في تطوير العلاج بالحجامة، وكذلك تحديد الأماكن المناسبة لعمل الحجامة فيها، ومتابعة خطوات العلاج والشفاء بإذن الله.

الحجامة في حد ذاتها سهلةـ ويستطيع أي شخص أن يمارسها، والدليل على ذلك أن أيام الرسول صلى الله عليه وسلم كان العبد هو الذي يقوم بعمل الحجامة؛ أي أنه شخص غير متعلم، ولكن الأطباء لهم دور أكبر من ذلك. وفى رأيي أن هناك شرط واحد يجب توافره في "الحجام"، وفى أي معالج، وهو التقوى.

هذه الملزمة مأخوذة من كتاب Dr.Abeae وترجمها الأستاذ أحمد حفني

أن الحجامة لا تقوم بصرف الألم فحسب، ولكن لها فوائد أخرى كثيرة.

الحجامة والطب الصيني

كنت دائمًا أبحث عن أي موضوع له علاقة بالحجامة حتى وجدت أنها مستخدمة في الطب الصيني، وأنها علم قديم ومعروف لدى الشعب الصيني.

نعم لأنه بالدراسة توصلنا إلى أنه يمكن أن أقوم بعمل الحجامة على نفس الأماكن التي تستخدم فيها الإبر الصينية وتكون لها فوائد كثيرة.

الطب الصيني مختلف عن طب الغرب، فهو مبني على أساس أن للجسم طاقة، وأن لها مسارات؛ 14 مسارًا أساسيًا، و يجب أن تكون هذا الطاقة متوازنة، وإذا حدثت زيادة أو نقصان في الطاقة، يشعر الإنسان بالتعب أو الألم.. والإبر الصينية تعمل على الحفاظ على هذا التوازن، وكذلك الحجامة يمكن أن تساعد في الوصول إلى هذا التوازن.

هناك أكثر من طريقة للحجامة؛ منها الجافة وهى تعمل على زيادة الطاقة، وأخرى بالتشريط وهى تعمل على سحب الطاقة. وفى بعض الحالات يكون هناك تراكم في مسار الطاقة لا يسمح بانسيابها؛ وفي هذه الحالة يمكن للحجامة سحب هذه التراكمات.

أعرف أن من يقرأ هذا الكلام سيجده غريبًا، ولن يستوعبه، بخلاف من لديه معرفة ولو بسيطة بالطب البديل.

ارتباط الحجامة بدورة القمر

ونحن المسلمين نثق أم ما جاء بالأحاديث الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم لابد أنه الصواب، وإن كان هناك ضرر من الحجامة لذكره الرسول صلى الله عليه وسلم..  وأنا من نواياي في هذا العمل إحياء هدى الرسول عليه الصلاة والسلام.

رحلة "كاسات الهواء"

ثم توالت الأفكار واستعانوا بمصنع بالونات لتصنيع بالون مناسب للحجامة. واخترع الأستاذ أحمد بالون مع 6صمامات، فيضع ثلاثة خراطيم متداخلة بصورة معينة تسمح بسحب الهواء ولا ترده مرة أخرى. واستطاع الأستاذ أحمد التعاقد على تصنيع أدوات الحجامة في الصين بسعر مناسب، ونعمل دائمًا على خفض ثمنها حتى لا تستخدم لأكثر من مرة لشخص واحد والآن يتم تصنيعها بمصر.

العدد الكبير كان ملفتًا للنظر، حتى أن إحدى الصحف كتبت عن دروس الحجامة، لا بغرض النشر ولكن للسخرية، وكان العنوان: "كلية طب تحت السلم".. كما واجهتنا معوقات من شركات الأدوية لا بمصر فحسب، ولكن في الدول العربية أيضًا، كما تلقى الأستاذ أحمد تهديدات بالسجن من أحد المسئولين بوزارة الصحة.

هذا أول ما قام به. فبعد الانتهاء من دراسته للحجامة دراسة وافية أخذ كل ما قام بدراسته وتوجه به إلى مراكز البحوث ووزارة الصحة وغيرها حتى تتولى نشر العلاج من خلال قنوات متخصصة، لكن الرد كان الرفض والسخرية فأصر أن يقوم بتولي نشرها لأكبر عدد ممكن.

حصل من فتره طويلة على شهادة بحضوره كورس عن الحجامة بمستشفى أحمد ماهر، والطريف أنه هو من قام بتدريس الكورس للأطباء، لكن حضوره كان بغرض الحصول على الشهادة فقط . كما أنه حصل من وزارة الصحة بالإمارات على ترخيص مزاوله الحجامة، واستمر على نشر وشرح الحجامة في الدول العربية. كما أنه كان مسئولا عن تدريب الأشخاص الراغبين في ممارسه العلاج بالحجامة بالمدينة المنورة والتأكد من توافر الشروط اللازمة فيهم، فلا يسمح لهم بفتح مراكز للعلاج إلا بترخيص منه.

انتشار الحجامة وتفعيلها بصورة عملية في السعودية والإمارات كان أكثر سهولة من مصر.