خصائص مرحلة المراهقة ودور
الوالدين تجاهها
كتبت: مروة فتحي
كان هذا موضوع المحاضرة التي ألقتها الأستاذة
منى المراغي، الاستشاري الأسري بأكاديمية الفرحة بدبي، ومدرب ومحاضر العلاقات
الزوجية وتربية الأولاد والتنمية البشرية.
وقد ألقيت المحاضرة- وهي الأولى ضمن دورة في هذا التخصص -
مؤخرًا بمسجد المرحلة الخامسة عقب صلاة الظهر، وكان هناك تفاعل إيجابي من الحضور
منذ اللحظة الأولى.
بدأت أ/ منى محاضرتها بقولها إن خصائص مرحلة المراهقة، ودور
الوالدين تجاهها، جزء من برنامج "مشاكل وحلول من الحياة" وهو
يعتمد على ثلاثة أسس:
الأول: توضيح مفاهيم صحيحة علمية لها
رؤية إيجابية ذات مرجعية إسلامية.
الثاني: بناء علاقات سليمة جيدة بين أفراد
الأسره لحل النزاعات والمشاكل وهذا ركن أساسي في التربية.
الثالث: بناء الثقة بين أطراف الأسرة.
وموضوعنا اليوم هو خصائص مرحلة
المراهقة.
يبدأ سن المراهقة عند البنات من سن 7 سنوات،
وعند البنين من 9 سنوات، وينتهي عند 19 سنة بالنسبة لكليهما. وسن الرشد هو21 عاما.
وقد يحدث اختلاط بين مرحلتي المراهقة والبلوغ، وذلك لأن توقيتهما واحد، ولكن
المراهقة تسبق البلوغ.
كما أن البلوغ يشمل جميع
الكائنات، ولكن المراهقة خاصة بالإنسان وحده، وخلال هذه المرحلة تنمو لديه خمس
اتجاهات متشابكة متصارعة وهي :
1- نمو جسماني
2- نمو عقلي
3- نمو لغوي
4- نمو نفسي
5- نمو اجتماعي
ومرحلة المراهقة مرحلة طبيعية حاسمة لأنها
مرحلة انتقالية، يحدث فيها ارتباك ما بين الطفولة والرجولة. فكلمة مراهقة من راهق أي
دنى واقترب من الرجولة وابتعد عن الطفولة، فهو ليس بطفل وليس برجل.
ما يميز هذه الفترة:
1- بناء القيم ووجهات النظر تجاه الأشخاص والأحداث والأشياء فالطفل
من سن 7 سنوات يبني قناعاته وقيمه، وقد تكون الأسرة فى غفلة عن ذلك فتفاجأ بشخص مختلف
معها في البيت.
2- الانفعالات: وذلك بسبب التغيرات التي تحدث للهرمونات خلال هذه
الفترة مما يجعله شديد الحساسية وشديد التوتر والقلق.
خصائص طبيعية للمرحلة:
1- الاختلاء بالنفس: قد يكون فى حجرته أو فى الحمام، وهنا تبدأ الأم
عادة فى القلق وتوجيه الاتهامات "لماذا تجلس وحدك؟" ويصبح متهمًا
بالخلوة وحده.
2- الفوضوية: وعلى الرغم من أن الفوضوية علامة للإبداع إلا أنها
محل قلق وتأنيب من الأمهات، حتى تصبح أكبر مشكلة لدى الأم أن ابني فوضوي، وذلك مع إهمال
أمور أخرى أكثر أهمية مثل: الاهتمام بالنضج العاطفى، واللغوي، والعقلاني، وهذا ليس
تقليلا من شأن النظام، فالإسلام دين نظام، لكن يكفينا منه في تلك المرحلة أن يكون نظامًا
يريح العين، فليست هناك ضرورة للضغط على المراهق بالتفاصيل الصغيرة، ونكتفي
بما يريح العين، وذلك لايبعدنا عن الإسلام، وكذلك لايصرفنا عما هو أهم.
3- الكسل
4- كثرة النوم، والنوم في هذه الفترة مهم للنمو.
5- لايقبل أى قيود أو أوامر إلا بعد توضيح الأسباب.
6- الأسئلة الكثيرة بصورة مبالغ فيها مما يثير غضب من حوله.
7- حب المنافسات.
8- حب الجلوس مع من هم في عمر أكبر منه.
من أين
يأتي التصادم؟
يتوقف التصادم مع الأبناء على كيفية
رؤيتنا لهم، كأن يكون انطباعي عن ابني أنه غير مهذب، أو ثقيل الظل فكيف
سيكون شكل علاقتى به ومعاملتى له؟. يجب
أن أحدد رؤيتي لابني و طريقة معاملتي
له؛ فإن كنت أراه رجلا فإني أتعامل معه على هذا الأساس، أو أراه طفلا فإني أتعامل
معه على هذا الأساس، بلا تذبذب أو تأرجح بين الرؤيتين، وعليّ أن أتحمل عواقب
هذه الرؤية.
أولا: النمو الجسماني
يكون البلوغ عند البنات ما بين 12-13عامًا
تقريبًا، وعند البنين ما بين 13- 14 عامًا.
خصائص البلوغ
البلوغ يعنى أنه الآن يصلح للزواج، وتبدأ الظواهر الثانوية في
الظهور أولا مثل:
1- ظهور الشعر في بعض الأماكن.
2- الإحساس بالألم في الصدر لدى الأولاد والبنات.
3- الجهاز التناسلي الداخلي يزيد بنسبة 90% ما بين سنتين وأربع
سنوات.
4- زيادة فى القوة والنشاط.
5- يحدث احتلام لدى الأولاد والبنات، والحيض لدى البنات.
ويجب الاهتمام بالنمو الجسماني من حيث
الغذاء، والرياضة، والمعرفة، والطهارة في وقتها، لأنه لا يمكن تدارك الإهمال فى
هذه الأمور بعد فوات الأوان، فإن كنت أرغب في الوصول بابني إلى مستوى رياضي متقدم
فلا أستطيع أن أبدأ بعد البلوغ.
متى أبدأ في التحدث مع ابني
أو ابنتي في هذه الأمور؟
أبدأ بالتحدث معه إذا بادر هو بالسؤال، أو
مع ظهور العلامات الثانوية. والأفضل أن يتحدث الأب مع ابنه، وإذا لم
يتوفر ذلك فتقوم الأم بهذا الدور. ويجب ألا أسخر منه لأنه قد يبتسم ولكن يخفي في
داخله الحزن. كما يجب أن أضع –كأم- بعض الظواهر محل اهتمام ومتابعة: كظهور حب
الشباب بصورة مبالغ فيها، أو أن يحدث البلوغ فى سن أصغر أو أكبر من المعتاد، أو
القلق والتوتر
الشديدين، أو انحناء الظهر بلا مبرر.
وبعد
المحاضرة بدأت مناقشة حرة بين الأستاذة منى المراغي
والحضور عن المشكلات المختلفة والتجارب الشخصية. وانتهت المحاضرة الأولى على أن تستأنف بقية المحاضرات بعد شهر رمضان بإذن الله.