"الشعب يريد تغيير حاجات كتير"!
(1)
في إحدى الوحدات حديثة التسليم بالمرحلة الخامسة، وجدت صاحبة الشقة رائحة "مش لطيفة" .. وبعد البحث اتضح أن هذه الرائحة هي.. رائحة الضمائر المريضة.. نشع في الحوائط.. فجوات بين الألوميتال والحوائط بالشبر..حفر تحت السيراميك.. كل شيء موجود إلا الضمائر السليمة.
وطبعا بعد الثورة لازم نتغير ونكون إيجابيين.. أخذت صاحبة الشقة بنصيحة إحدى صاحباتها، ممن يرين أن الثورة قد انتقلت إلى كل مكان، وقدمت شكوى للجهاز. تحرك الجهاز بسرعة.. لكن يا لها من صدمة.. جاء المسئول وطلب منها أن تقوم بترضية العمال الذين هم سبب العيوب الموجودة بالشقة .. لكن صاحبتنا لا تزال تظن أن الثورة مستمرة، فرفضت بشدة وقدمت شكوى جديدة للجهاز.
فعلا.. الجهاز استجاب ومنع المسئول من الصعود إلى الشقة وأرسل عمالا لتصليح العيوب.. وبعد أن ظنت أنها تستطيع أن تنتقل لمنزلها الجديد فوجئت أن هناك "نشع" عند الحمام.
بعد البحث وجدت في انتظارها مفاجأة غير سارة! المواسير تحت أرضية الحمام "مخرومة" و"ملفوفة" وتم وضع السيراميك فوقها وهي على هذه الصورة.
السيدة مستمرة في محاولات الانتهاء من تشطيب منزلها حتى الآن.. وقت وجهد ومال وأعصاب.. فمن يدفع الثمن؟ ومن يحاسب المسئول؟ هل تقدم شكوى للمجلس العسكري مثلا؟
الشعب يريد أن يحاسب المسئول.
(2)
بمنطقة المطاعم المفتوحة وبعد الساعة العاشرة مساء.. أفزعني صراخ مجموعة من الفتيات.. ذهبت لأعرف سبب الصراخ فوجدت شابًا يحمل" سويس نايف" يلوح بها مهرجًا في وجه الفتيات. تذكرت الثورة فاستجمعت قواي وذهبت إليه أظهر قوة مصطنعة، وأوبخه بأدب، وأخبره أن القوات المسلحة تعتبر هذا سلاحًا أبيض، ممنوع حمله، وقد يتعرض حامله لمشاكل قانونية. لكن الشاب وقف يلوح لي بيده، وأخبرني بسخرية: قوات مسلحة.. أنا والدي ضابط بالقوات المسلحة.
ما قاله وفعله لا يحتاج إلى توضيح حتى أفهم وأرحل.. ولكن مع إصراري أن أكون إيجابية حتى وإن كنت وحدي، قمت بإبلاغ ضباط الشرطة المتواجدين في المكان..
الشعب يريد إلغاء المحسوبية.. والمساواة أمام القانون
(3)
مشاجرة كبيرة في السوق التجاري صاحب إحدى الكافيهات وصاحب مغسلة ملابس.. حين ترى التداعيات والعدد الكبير من المتفرجين، ومنهم أنا، والألفاظ المستخدمة، والتهديدات، والفترة التي استغرقتها المشاجرة، تتأكد أن السبب لابد وأن يكون جناية.
ومع انتظاري للنتيجة عرفت أن السبب هو أن بدلة صاحب الكافيه غير موجودة بالمغسلة، وأن صاحب المغسلة يرجو من صاحب البدلة الانتظار ليوم واحد لإحضار البدلة، أو دفع الثمن لصاحبها. كل هذه المشاحنات. كل هذا الوقت في غياب رجال الأمن سواء من الشرطة أوأمن المدينة
الشعب يريد زيادة عدد أفراد أمن المدينة.. وتواجد رجال الشرطة.. والشعب -كمان- في حاجة إلى ضبط النفس وحسن السلوك.
مروة فتحي