د. إيهاب محمد: لهذا تركت الرحاب..
* الهدوء والنظافة والزراعة والأمن والخدمات والاستثمار... الأركان الستة الأساسية التي جئت إلى الرحاب من أجلها.. أين هي الآن؟
* الرحاب.. مدينة تعمل من اليوم الأول لكنها لم تعد تعمل كاليوم الأول.. فرحاب 2001 ليست رحاب 2011
حوار: جنة ممدوح
الرحاب.. تلك الرؤية الجديدة للحياة في مصر، هل ما زالت كما حلم بها من تملكوا عقاراتها قبل أن تُبنى؟ أم تغيرت مكانتها في قلوب ساكنيها وتغيرت رؤيتهم لها حتى فكروا في الانتقال منها إلى غيرها؟ . د.إيهاب عاش بالرحاب 10 سنوات ثم تركها، فكان لشبكة "رحابي . نت" هذا الحوار معه، لنعرف منه الأسباب.
عرفنا بنفسك..
دكتور إيهاب محمد، طبيب أطفال، من ملاك الرحاب من عام 2001، وشرفت بكوني عضوًا من أعضاء مجلس إدارة جمعية "تطوير" لكني اليوم أتحدث كواحد من ملاك الرحاب، لا كعضو من أعضاء الجمعية. وقد تركت الرحاب منذ شهرين ونصف تقريبا.
في أي مجموعة كنت تسكن؟
كنت أسكن في مجموعة (18)، وهي تعتبر مجموعة مميزة وقريبة من النادي ومن محطة الأتوبيس، وعلى مساحة خضراء واسعة ولهذه الأسباب اخترتها.
لماذا فكرت في السكن في الرحاب؟
أظن أن كل من جاء للسكن في الرحاب – وأنا منهم- في بداية إنشائها عام 2001 تقريبا، جاء ينشد ما لم يكن موجودًا خارج الرحاب في ذلك الوقت؛ من نظافة، ومساحات خضراء، وخدمات، وأمن، وهدوء، وغير ذلك. وفعلا.. لا أنكر أن المدينة في بدايتها كانت تتمتع بكل ذلك. كانت الرحاب "الأفضل على الإطلاق" مقارنة بالأحياء السكنية الأخرى الموجودة حولها مثل التجمعات ومدينة نصر. وكنا نحاول جاهدين – كملاك- الحفاظ على تلك المدينة.
أطماع توسعية حولت الرحاب إلى مدينة سياحية
ما الذي تغير الآن؟
تقريبا في عام 2004 - 2005 بدأنا نلاحظ بعض التغيرات في المدينة. أصبحت الإدارة تنظر للمدينة وكأنها مدينة سياحية يجب أن تجلب أكبر قدر من الربح، وبدأ مستوى الخدمات في التدني تدريجيًا لأن عدد السكان زاد إلى 6 أضعاف تقريبا (120 ألف نسمة) دون زيادة في الخدمات تفي باحتياجات هذا العدد. فلم يزد عدد أفراد الأمن وإنما على العكس بدأ عددهم في الانخفاض، مع ازدياد أعداد السكان. وبدأت خدمات الزراعة والمواصلات تزداد سوءًا.
وكانت الطامة الكبرى بعد اختفاء هشام طلعت مصطفى من الساحة وبعده عن الإدارة، وكان هذا –في رأيي- خسارة كبيرة جدًا للملاك. فقد تقابلت معه شخصيًا مرتين، آخرها كانت في يونيو 2004، وهو رجل ذو فكر جيد، ويعرف جيدا متى يأخذ ومتى يعطي ومتى يكافئ ومتى يعاقب. وكنا مجموعة من الملاك ذهبنا لمقابلته حرصًا على المدينة التي نراها "أفضل" مكان في مصر، والدليل على حبنا لها أن كل واحد من سكان الرحاب شجع أقاربه وأصدقاءه ومعارفه على الانتقال للرحاب والسكنى فيها لما يرى فيها من مميزات. فالرحاب كانت تجربة عقارية غير مسبوقة، لكن المشروع – للأسف- فشل إداريًا، وسوء الإدارة يؤثر على المشروع بالكامل وعلى المشاريع القادمة بعده أيضًا. وأذكر أنه كان هناك استفتاء في موقع "رحابي.نت"، ولأول مرة كانت النتائج أن هناك من يريد ترك السكن بالرحاب.
أرى أن ملاك الأراضي في التجمع الخامس استفادوا من الأفكار الإيجابية الموجودة بالرحاب وطبقوها في تجمعات سكنية جديدة، لكنهم تجنبوا السلبيات الموجودة فكان ذلك لصالحهم على حساب الرحاب. فمثلا هنا في الرحاب كانت إقامة البوابات على مداخل المدينة فكرة جيدة لكن –في المقابل- البوابات لا تميز بين المالك والزائر، وهو ما ينتج عنه الكثير من المشكلات. والمواقف أمام منطقة المطاعم المفتوحة لا تكفي لعدد السيارات الموجودة، والسوق لم تعد حركة السيارات فيه ممكنة، وقل مستوى النظافة، وبدأت المساحات الخضراء في الرحاب في التحول تدريجيًا إلى مساحات صفراء. فلم تعد هناك زراعة جيدة، ولم يعد تجميع القمامة تحت رقابة أو إشراف، ولم يعد هناك أمن، والسور المهلهل يدخل من خلاله اللصوص لسرقة "مواسير" أجهزة التكييف من الدور الأرضي إضافة إلى سرقة الملابس المنشورة في الشرفات وسرقة الدراجات والسيارات مما لا يليق بمدينة يفترض أن لها مستوى معين، وتزايدت الشكوى من خدمة المواصلات.
فلماذا إذن أبقى بالرحاب؟ لم تعد هناك خدمات تساوي المبالغ المدفوعة فيها. وصبغت الرحاب بصبغة المدينة السياحية فأصبحت نسبة المؤجرين مثلا 60-65% بجنسيات مختلفة، لا تطبق عليهم أي قوانين تنظم وجودهم في المدينة وتعاملهم مع جيرانهم.
رقم 120 ألف نسمة، ما مصدره؟
مصدره جهاز المدينة، فكانت إحصائياتهم أن الرحاب بها 120 ألف نسمة، و26 ألف أسرة، وفي الصيف يزيد هذا العدد 15% - 20%.
عندما جئت إلى الرحاب عام 2001 هل كانت هناك استجابة من الجهاز لأي شكوى توجهها إليه؟
من عام 2001 إلى 2004 كان التعامل جيدًا، وإن كانت طريقة عملهم تركز على الشكاوى الفردية وليس على المشكلات العامة أو الجماعية، لكن بعد عام 2004 أصبحت الاستجابة ضعيفة ولا تحدث إلا بالضغوط والتكرار والإلحاح، فيمكن أن يتجاهل الجهاز شكواك مرة واثنتين وثلاث وعندما تبدأ نبرة صوتك في الارتفاع ويصبح أسلوبك حادًا تحدث الاستجابة، وأحيانا لا تحدث حتى مع استخدام الحدة.
تفرد الإدارة بالقرار .. سلبية كبيرة
في رأيك، ما هي أبرز السلبيات التي تؤخذ على طريقة الإدارة في المدينة؟
من أبرز السلبيات تفرد الإدارة بكل ما يخص المدينة دون الرجوع للملاك ورفضها لعمل اتحاد شاغلين. وقانون اتحاد الشاغلين هدفه بالأساس مصلحة وفائدة جهتين؛ الجهة الأولى هي الشركة أو المنمي العقاري، والجهة الأخرى هي الملاك. لكن ما يحدث الآن هو النظر إلى مصلحة الشركة فقط والاستئثار بإدارة المدينة، وأنا أرى أنه إن لم تكن هناك إدارة مشتركة بين الملاك (أو حتى المستأجرين) وجهاز المدينة في إدارة هذا المكان فسنصل إلى ما وصلنا إليه الآن؛ وهو التفرد بالقرارات والعمل لمصلحة جهة واحدة فقط وهي الشركة. ولو نظرنا إلى مثال واحد فقط وهو المساحات المزروعة فسنجد أنها قد شوهت بالإعلانات دون مراعاة للقواعد المنظمة لذلك وفي غياب هيئة التنسيق الحضاري، وأصبحت مرتعًا للسيارات في "الكرنفالات" وغيرها في مقابل الربح المادي.
هذا التفرد كان سببًا في مشكلة كمشكلة المياه مثلا، فقد تنبهنا لمشكلة المياه منذ عام 2008، وذهبنا للجهاز وقلنا وقتها إننا مقبلون على مشكلة في المياه، مخصصات الرحاب من المياه في البداية كانت 70% من مخصصات القاهرة الجديدة، تنخفض عندما تفتح المشروعات والمدن الجديدة حول الرحاب، وهو ما حدث فعلا، وأصبحت مخصصات الرحاب من المياه 30% فقط. وبذلك أصبحت المياه لاتصل إلى كل المباني وخاصة الأدوار العليا. وأخبرونا وقتها أن الحل في خزان مياه ستنشئه الحكومة وتتسلمه الرحاب في أكتوبر 2009 ويبدأ عمله في ديسمبر. ومرت الشهور والسنوات من وقتها وعندما سألنا عن الخزان في عام 2011 قالوا إنهم لم يتسلموه بعد ولن يتسلموه مستقبلا، لأن الجهات الحكومية طلبت أن يغذي هذا الخزان كل المنطقة –بما في ذلك خارج الرحاب- وأن يكون جهاز المدينة هو المسؤول عن صيانته. فرفض الجهاز ذلك رغم أن الرحاب هي الأكثر في سحب المياه في المنطقة كلها.
وطلبنا أيضًا عمل سور فقالوا إنه سيتكلف مبلغًا خرافيا، بينما تأكدت تماما من رئيس جهاز القاهرة الجديدة – في مقابلة شخصية- أنه يمكننا عمل سور دون أن يؤثر على الخدمات أو الكهرباء أو الأسعار داخل المدينة لأن كل ما نقوم به داخل الرحاب نقوم به بأنفسنا أي أنه غير مدعوم.
من ضمن السلبيات أيضًا أننا طلبنا التسجيل، ولم يقبل طلبنا، ورفعنا قضايا وتوقفت، وطلبنا التعرف على مصير ودائعنا لتكون هناك شفافية فلم يحدث، لا لأنهم على حق وإنما لأن هناك طرقًا للالتفاف والتلاعب مما أفقدنا – أنا وغيري- الثقة في جهاز المدينة، وأصبح المفترض هو سوء النية.
وهناك أيضًا نقطة أخرى، وهي أن هذه الشركة شركة إدارة فقط وليست صاحبة المكان، وإنما أصحاب المكان هم مجموعة طلعت مصطفى (الشركة العربية للمشروعات والتطوير العمراني) بالإضافة إلى ملاك الرحاب، وشركة الإدارة تعمل لدى الطرفين. فعندما لا أكون – كمالك- راضيًا عن أداء الشركة فمن الذي يمكنني الرجوع إليه في هذه الحالة؟
ما حدث هو أننا رجعنا فعلا للشركة العربية للمشروعات والتطوير العمراني، ووجدنا أنهم فوجئوا بأن ما نقوله يحدث في الرحاب، وطلبنا منهم التحقق من شكاوانا لكن للأسف الشديد، وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير، أننا اكتشفنا أنه لا يمكن أن تكون الشركة هي الخصم والحكم.
المنمي العقاري مستفيد من شركة الإدارة
كيف تكون مجموعة طلعت مصطفى خصمًا للملاك؟
هي خصم لأن نظام شركة الإدارة التي تدير مشروع الرحاب يدر عليهم أرباحًا، أو يغطي نفقات معينة عليهم لا يستطيعون تغطيتها، وأعتقد أن سبب عدم قدرتهم على إنفاق المزيد من المال يرجع إلى أن ودائعنا ورأس المال الذي يفترض أن يدار به مشروع الرحاب ذهبت إلى "مدينتي" وغيرها. لأنه عندما تكون هناك ودائع بثلاثمائة مليون جنيه يفترض أن تغطي هذه الودائع نفقات المدينة بشكل جيد وهذا ليس كلامي – كمالك عادي- وإنما هو كلام الخبراء. ذهاب 300 مليون جنيه للمشروعات الأخرى جعل هناك نقصُا في الموارد عوضته شركة الإدارة بالأنشطة التجارية والترفيهية والسياحية على حساب الأنشطة السكنية، وهذا يحمّل الملاك متاعب ومشاكل كثيرة وتذهب هذه المبالغ للشركة العربية للمشروعات والتطوير العمراني فتصبح هذه الشركة خصما للملاك، لأنها مستفيدة من شركة الإدارة. فلا يمكنني في هذه الحالة أن أذهب إلى الشركة العربية وأشكو من سوء الخدمة لأنها لن تستجيب لشكواي.
وبالتالي حدث ما حدث من التجاهل من جهة جهاز المدينة، وكان الأسوأ بالنسبة لنا - أنا ومجموعة كبيرة من الملاك الذين يفكرون الآن فعليا في أن يتركوا المدينة- أنه بدأ يكون هناك نوع من أنواع الوقيعة بين الناس، فيستخدمون أشخاصًا "لضرب" آخرين، لدرجة أن البعض أصبح يقول إن سكان الرحاب "ما يستاهلوش". لكني أرى أن سكان الرحاب ليسوا كذلك، بل على العكس لقد خرجت من الرحاب بصداقات أعتبرها من صداقات العمر، وأغلبية من عرفتهم من الرحاب أشخاص أعتز بهم. لكن في كل مكان يوجد الجيد والسيء، والجهاز كان يلجأ للنماذج السيئة "لضرب" النماذج الجيدة. وهذا كان أسوأ ما في الموضوع لأننا لو استمر بنا الحال هكذا فستسوء العلاقات على مستوى الجيران، وهذا كان أكثر ما حفزني لأسرع في الانتقال من الرحاب – رغم تواجدي في المدينة للعمل بها- فيمكن أن أخسر السكن لكن لم أكن أريد أن أخسر أشخاصًا.
وهذه كانت ثلاثة محاور أساسية تسببت في تركي لمدينة الرحاب.
نفس السور الذي يحيط بالمدينة كان موجودًا من قبل.. فما تفسيرك لظهور السرقات الآن فقط؟
نعم، نفس السور كان موجودا لكن لم يكن هناك نفس الحيوية الموجودة داخل المدينة، كانت الحيوية أقل والأمن أكثر. فمثلا لو أن هناك 20,000 ساكن وهناك فردان للأمن في كل مجموعة فإن هذا كاف ومريح جدًا. أما الآن، فبعد التوسعات التي قاموا بها وزيادة عدد السكان بهذا الشكل قل عدد الأمن بدل أن يزداد. في بداية إنشاء المدينة كانت هناك سيارة تدور حول الرحاب من الخارج وأخرى من داخل السور وأفراد أمن عند السور، أما الآن فلم يعد هذا موجودا، والسيارة الدوارة التي تسير داخل المدينة أصبحت تذهب إلى البلاغات فقط.
خارج الرحاب أحصل على نفس الخدمات .. بسعر أقل
وكيف تجد الحياة الآن في سكنك الجديد خارج الرحاب؟
لأكون منصفًا، إذا عقدنا مقارنة سريعة بين الرحاب ومناطق كمدينة نصر ومصر الجديدة سنجد أنه مازالت الرحاب "تكسب" أمام هذه المناطق. لكنها في هبوط، والمستوى بدأ ينخفض.
لا يوجد مكان دون سلبيات، لكن هناك مكانًا به سلبيات، وهو في تحسن وارتفاع، وهذا ما أراه في المكان الذي انتقلت إليه. فهو مكان له سور، وفيه اتحاد شاغلين، والقرارات يتخذها الملاك، وتنفذ على الجميع. وما يراه الملاك من سلبيات يتناقشون فيه ويقترحون حلولا ويتم تنفيذها، وما لا ينفذ يطبق عليه القانون.
هل هناك فرق في مستوى الخدمات والنظافة والزراعة وخلاف ذلك؟
كنت موفقا والحمد لله في المكان الذي انتقلت إليه، فمثلا في الرحاب نظافة السلم كانت تتم مرتين في الأسبوع ولا يتم الإشراف عليها لتتم بالشكل المرضي، لكن في المكان الذي انتقلت إليه يتم مسح السلم يومًا وكنسه في اليوم التالي. وهذه الخدمات مدفوعة وتكلفني أقل مما كانت تكلفني في الرحاب. فتكلفتي الشهرية الآن مقابل ما أحصل عليه من خدمات أقل من التكلفة التي كنت أدفعها في الرحاب في الصيانة مضافا إليها عائد الوديعة. وبالتالي فأنا لا أحس أنني قد خسرت أو فقدت شيئا جوهريا عندما تركت الرحاب. فهناك سور حول المدينة، وأمن في المداخل، وزراعة، ونظافة. فأنا أرى أن الناس لابد أن يكون لهم حق اتخاذ القرارات وليس الإدارة، فالإدارة دورها تنفيذ ما يريده الناس من خلال كيان قانوني هو اتحاد الشاغلين.
أسلوب الحياة في مصر تغير، نسبة كبيرة جدًا، تصل إلى 60- 65% أصبحت تعتمد على خدمة توصيل الطلبات للمنازل، وهذا موجود هنا في المدينة التي انتقلت إليها وفي غيرها أيضا من التجمعات، وكل الأسماء المشهورة من محلات تجارية ومطاعم موجودة وتتوسط المدينة، وكل شيء تستطيعين الحصول عليه في خلال 30-35 دقيقة بطلبها بالهاتف. ويمكن أن أذهب بنفسي فأجد سوقا به ساحة واسعة للسيارات، وأمشي دقيقتين فأصبح في كل المحال التجارية التي أريدها وهي مثل الموجودة بالرحاب بل وأفضل وأكثر اتساعًا ونظافة وأقل في الأسعار، وهناك تقنين ومراقبة من جهاز المدينة فلا تستطيع المحال التجارية أن تتوسع خارج الحدود المسموح لها بها. فإن قارنت هذا بالسوق الموجود بالرحاب الذي يسبب توتر الأعصاب لازدحامه ووجود الأغاني الصاخبة والمقاهي التي تحتل الطرقات سأجد أنني الآن أكثر راحة، فالخدمة التي أدفع مقابلا لها تصلني.
هل تنوي الاستمرار في العمل في الرحاب بعد أن تركت السكن بها؟
نعم، فالعمل هو خدمة أؤديها بمقابل، وأنا دائمًا أجيد الفصل بين عملي وسكني.
هل تواجهك في العمل نفس المشكلات التي كانت تواجهك في السكن؟
نعم أواجه نفس المشكلات، فهناك الكثير من السلبيات التي شكونا منها قبل ذلك، كمستوى النظافة –خاصة أننا في مركز طبي- وعدم وجود أجهزة تكييف، وعدم وجود تجهيزات طبية كافية، وعدم وجود خزانات مياه للعمليات، وأنظمة الحريق لا تعمل. ورغم ذلك فنحن ندفع مبالغ طائلة، فالصيانة هنا تفوق ما أدفعه للسكن 12 – 13 ضِعفًا. لكن من يعمل لا يحس كثيرا بالسلبيات، لكن الساكن يحتك بشكل دائم بالمكان الذي يسكن فيه لتواجده فيه بشكل أكبر وتواجد أسرته أيضًا.
ما رؤيتك لمستقبل الرحاب؟
في ظل هذه الإدارة وبنفس طريقة التفكير أرى أن الرحاب ستخسر كثيرًا. الرحاب تعتمد على مستأجرين، والمستأجر لا تهمه الجودة لأن مسكنه، بالنسبة له، شيء مؤقت في النهاية، وطالما هناك هذا الفكر ستتحول الرحاب إلى "فندق الرحاب السياحي الترفيهي" ولن يكون هناك انتماء للمكان طالما أن نسبة المستأجرين عالية. وهذا لا يمكن أن أغيره، لكن ما يمكن أن أغيره لأقلل من وقوع الضرر من وجود نسبة عالية من المستأجرين هو أن تكون هناك إدارة سليمة وقانون يطبق على الجميع (مالك ومستأجر).
وأتمنى – بغض النظر عن وجودي أو عدمه- أن تتحسن الرحاب فقد كانت حلما جميلا للكثيرين، وبأمانة شديدة إن تحسنت الرحاب وأصبحت أفضل من مثيلاتها من المدن الأخرى فلا أستبعد أن أعود للسكن فيها مرة ثانية وسأشجع غيري أيضًا على السكن بها، فقد رأيت فيها جوانب إيجابية لعدة سنوات.
هل هناك ما تريد إضافته أو كلمة تريد توجيهها لأي جهة؟
أريد أن أشكر موقع "رحابي. نت" على مجهوداتكم الطيبة والتغطيات الجيدة، والاستفتاءات الممتازة التي تنقل صورة حية وتعبر فعلا عما يريد الناس أن يعرفوه، وأرى أن النسب في الاستفتاءات نسب قريبة جدًا من الواقع، وإن كنت أتمنى أن تفعّل نتائج تلك الاستفتاءات وتستخدم في حل مشكلات المدينة.
صورة من جريدة السياسة المصرية بتاريخ 15-6-2011 بعنوان (استغاثة من ملاك الرحاب للدكتور/ عصام شرف رئيس مجلس الوزراء)