.كتاب جميل للكاتب الساخر المصري العظيم بلال فضل بعنوان «قلمين»، دار ميريت، 229 صفحة من القطع الكبير، 2007. والكتاب عبارة عن فقرات مقتبسة من الصفحة التي كان يكتبها بلال فضل أسبوعياً في جريدة الدستور بعنوان «قلمين» من 2005 إلى 2006. شعار الكتاب هو: «كتاب إن لم تضحك عليه، فلن يضحك عليك»!
بلال فضل – لمن لا يعلم – صحفي معروف في منتصف الثلاثينات ومؤلف وسينارست.
(1)
دراسة مستقبلية إسرائيلية كشفت أن إسرائيل ستنهار من الداخل خلال 20 عاما. حلو قوي.. هنكون بقى لنا عشر سنين قد انهرنا.
(3)
مات جمال عبد الناصر وهو يدعو شعب مصر لأن يلبس مما يصنع، ويعيش حفيده جمال أشرف مروان من خير قناة ميلودي التي تدعو شعب مصر لأن يقلع ما يلبس! (ملاحظة: جمال أشرف مروان هو ابن الدكتورة منى جمال عبد الناصر، وصاحب قنوات ميلودي).
(4)
حتى منتصف الثمانينات كان المثقف المصري يحلم بتغيير العالم.. الآن يحلم المثقف المصري بتغيير عربيته!
(5)
رئيس تحرير صحيفة قومية كتب أن الرئيس بوش الأب بعد أن ترك الرئاسة قال إن صداقته بالرئيس مبارك هي الشيء الوحيد الذي سيأخذه معه إلى القبر. أنا شخصيا أصدق ما كتبه الكاتب إياه، وسر تصديقي يرجع إلى يقيني بأنه حتى في أمريكا هناك من يؤمن بعذاب القبر!
(6)
س: يحرص أي وزير داخلية عربي على شرب الشاي بعد كل وجبة.. ليه؟
ج: عشان.. بيحب «يحبس»!
(7)
في عهد شيخ الأزهر الدكتور العلامة محمد سيد طنطاوي أصبح «نفق» الأزهر أهم من الأزهر نفسه! (نفق الأزهر: معبر سيارات شهير تحت الأرض لتلافي الزحمة المرورية قرب الأزهر).
(8)
يحسب للرئيس مبارك أنه حكم مصر وهي تتحدث عن نفسها... وبعد ربع قرن من الحكم جعلها تتحدث مع نفسها!
(9)
يقال أن جرادة شوهدت تضرب زميلتها بالشبشب، وعندما تدخل ولاد الجراد لفض الخناقة قالت لهم الجرادة الضاربة: «تصوروا الحشرة دي ما حرمتش، عايزانا نرجع مصر تاني»!
(10)
أصبح سيل الفتاوي الذي ينهال على برامج الفضائيات أمراً يدعو للسخرية المريرة. لا أستبعد أن نسمع قريبا أحداً يسأل: ما حكم الانفراد بحارس المرمى؟ وهل يعتبر خلوة شرعية؟ وما هو حكم حمل حامل الراية؟
(11)
كدت أنفجر من الضحك عندما قرأت أن محادثات الرئيس مبارك مع الرئيس الروسي بوتين شملت التعاون في مجال الفضاء. فكل علاقتنا بالفضاء إننا بلد دماغها فاضية!
(12)
سألني: إنت ليه مش فارق معاك تعيين نايب للريس؟ قلت له: عشان كفاية النايبة اللي إحنا فيها!
(13)
ليست المشكلة أبداً أن نطالب بالإفراج عن المعتقلين داخل السجون، المشكلة الحقيقية أننا لا نطالب بالإفراج عن المعتقلين خارج السجون!
(14)
أتعجب من بعض أصدقائي الذين يكتبون مطالبين بعض المسئولين بتقديم إقرارات ذمة مالية. واحد ما عندوش ذمة يقدم لها إقرار إزاي؟
(15)
في مصر جميع الحقوق محفوظة.... في ثلاجة القيادة السياسية!
(16)
س: لماذا قامت الحكومة بإزالة اللافتة التي كتب عليها: «حتى الجنين في بطن أمه يقول نعم لمبارك؟»
ج: عشان الجنين طلع طفل خطيئة!
(17)
بعد أن صرح الرئيس مبارك لأكثر من مرة أن محدودي الدخل في عقله وقلبه، لا أدري لماذا يريد محدودو الدخل أن يأكلوا؟ عايزين ينهبوا؟! أنا عن نفسي لو بقيت في عقل وقلب مبارك استحالة أفكر في الأكل!
(18)
قال لي قارئ بحرارة: بجد نفسي أقابل الرئيس مبارك. قلت له: أكيد نفسك تبايعه؟ قال لي: الحقيقة نفسي أديله الـ 500 جنية اللي باقبضهم وأقول له: سعادتك وريني إزاي حتكمل بيهم لحد آخر الشهر؟
(19)
كلما لمست حرص الرئيس مبارك على البقاء في الحكم أفهم لماذا يحرموننا هذه الأيام من الاستماع إلى عبد الحليم حافظ وهو يغني: «إن كنت حبيبي ساعدني كي أرحل عنك.. إن كنت طبيبي ساعدني كي أشفى منك.. إني أغرق أغرق أغرق»!
(20)
بدأ مشروع التنوير في مصر بدعوة قاسم أمين لتحرير المرأة، وانتهى بربط الزبالة بفاتورة الكهرباء.
(21)
قال لي صديقي: أكيد الحكام العرب قلقانين قوي بعد الانقلاب اللي حصل في موريتانيا، تفتكر لو حد فيهم جاله واجب عزاء هيعمل إيه؟ قلت له: بسيطة، هياخد الجيش معاه.
(22)
الأمريكان قالبين دماغنا لأن لديهم سيدة ميتة دماغياً قامت بإنجاب طفلة. مثل هذا الحدث العلمي لا يأكل معنا ببصلة، ففي مصر يمكن أن تكون ميت دماغيا وتفعل أشياء كثيرة من بينها أن تحكم شعبا!
(23)
قال لي صديقي: هل يمكن أن نعتبر أن حضور القذافي مراسم اليمين القانونية هو إرهاصة إلى أن الرئيس مبارك سيمكث في الحكم 35 سنة كما فعل القذافي؟ قلت له: اعتبر ده وعد. قال لي: لكن القذافي من أجل أن يفعل ذلك كتب «الكتاب الأخضر»، والرئيس مبارك لم يكتب كتابا مماثلا؟ قلت له: لأن اللي اتعمل فينا ما يتكتبش!
(24)
أقوى فضيحة للنظام الحاكم جاءت على يد الأزهر الذي أعلن تخفيض زكاة الفطر من خمسة جنيهات إلى ثلاثة جنيهات في اعتراف صريح أن الخمسة جنيهات أصبحت فوق قدرة المواطن المصري العادي. كل سنة وأنت مبارك يا شعبي!
(25)
لا أدري لماذا يتحامل العديد من الكتاب والصحفيين قلالات الذوق على سيادة الرئيس فيسألون هل سيقدر على تنفيذ وعوده في عام 2006. ألا يكفي أن سيادته وعد؟! كمان عايزينه ينفذ؟! لا ده كتير، كان يمكن أن لا يعد أصلا، يا ريت لكي نطاع نأمر بما يستطاع!
(26)
صحيفة الأخبار بشرت المصريين على صدر صفحتها الأولى بأن عشرين بريطانيا فضلوا العلاج في المستشفيات المصرية على مستشفيات بلادهم. هل قرأ أحدكم شيئاً عن هروب جماعي من مستشفى الأمراض العقلية في برمنجهام؟!
(27)
أعلنت أجهزة الدولة عن تسليم وثائق انتخابات الرئاسة إلى دار الكتب. كان الأولى تسليمها إلى المركز القومي للمسرح!
(28)
من مساخر مصر أن عدد الذين صوتوا للمتسابق المصري في برنامج ستار أكاديمي أكثر من الذين صوتوا لرئيس الجمهورية!
(29)
بعد الحكم على بأحقية البهائيين في إثبات ديانتهم في خانة الدين في البطاقة الشخصية، تخشى الحكومة أن يطالب الذين كفرتهم سياستها بإثبات حالتهم في البطاقة!
(30)
قرأت حوارا متميزا في جريدة الوفد مع الكاتب العربي الكبير أدونيس قال فيه: «إذا رأيت عالماً يلوذ بباب سلطان فاعلم أنه لص». أخالف أدونيس في صلاحية هذه العبارة للحكم على علماء السلطان في زماننا وبلادنا فهم لا يلوذون بباب السلطان بل يقعدون على حجره!
(31)
عمنا أحمد فؤاد نجم قال في حواره مع الدستور إنه شاف ناس تحب عبد الناصر والسادات، لكن عمره ما شاف حد بيحب مبارك. رؤساء تحرير الصحف القومية أرسلوا برقيات إلى رئاسة الجمهورية يحلفون فيها إن عمرهم ما شافوا عم أحمد في حياتهم!
(32)
قبل أسبوعين طرحت الدستور سؤالا سياسيا بالبنط العريض: «متى يقول الرئيس مبارك للشعب المصري أنا آسف؟». بعد تفكير دام أسبوعين في الإجابة، أعتقد أن الرئيس مبارك سيقول للشعب «أنا آسف» عندما يقول له الشعب: «ممكن تسيب الحكم يا ريس؟».
(33)
عندما قرأت خبراً عن دراسة طبية تكشف أن الجمبري والإستاكوزا يسببان العقم فهمت لماذا ينجب ملايين المصريين كثيراً!
(34)
هيفاء وهبي أحيت حفلا خيريا في القاهرة مخصصا لمرضى الصدر. اختيار موفق!
(35)
نشرت الصحف حادثة مفزعة عن قيام سيدتين في الفيوم ببيع طفل رضيع بخمسة وثلاثين جنيها فقط لا غير، وأخذت تتعجب كيف ينخفض سعر الإنسان في مصر إلى هذه الحد! في اعتقادي أن سر انخفاض مثل هذا الرضيع هو أنه وهو في بطن أمه لم يقل نعم لمبارك، وإلا كان ده فرَق في سعره كتير