إلا إنني و بعد أن بلغ السيل الزبى و فاض بي الكيل لا أستطيع السكوت أكثر ، ناهيك عن ما جاء في مدونات الأهل و الأصدقاء في مدوناتهم حول الأمن و غيره من المرافق في هذه المدينة و ملاحظاتهم على ما يسمى بجهاز المدينة
فقد أثرت في نفسي إشكالات و تعقيدات الحياة التي أعيشها و أطفالي هنا، و كنت أحمد الله أننا نعيش في هذه المدينة العامرة ، ولكن إسمحوا لي ، إن هناك تشابها لا نستطيع إنكاره بين الحالتين ، الرحاب و غيرها من المناطق والعشوائيات وعلي استطيع تلخيصه أو تلخيص جله في بعض النقاط
* الإنقطاع الدائم و المتكرر للمياه و الكهرباء و التفسيرات العبيطة و التي لا تقنع أطفالي ، فتارة يقول لك جهاز المدينة إنها بسبب إنفجار أنبوب في التجمع الخامس أو الأول أو في موريتانيا مما يؤثر على مياهنا و يقطعها
فهل ينتظر منا الجهاز اللذيذ الذهب الإبريز أن نصدق هذه السخافات و على إعتبار ولو جدلا أن ما يقولونه صحيح ألم تتخذ الإجراءات اللازمة لعدم تكرار هذا الخطأ غير المقصود منذ المرة الأولى التي حدث فيها؟؟ ألم يكن حريا بالإخوة الأفاضل الشماليل في جهاز المدينة الصامد أن يغيروا حججهم و تبريرات فشلهم و تقصيرهم؟؟
ما أشبه ما يحدث في العشوايات بما يحدث في الرحاب ، فعندما ينقطع التيار الكهربي أو المياه هناك تتحجج بعض الجهات هناك بأن السبب خارجي إستعماري أطلسي تآمري أو السبب هو السكان الذين لايعرفون كيف يستخدمون المياه و الكهرباءو لا تتخذ أي تدابير آخرى تحسن الإدارة و تغير النظام و تتلافى حدوث نفس الخطأ مرة أخرى ، و يا عيني لا يظلم في هذا إلا المواطنين الغلابة
الأمن ، الأمن في الرحاب يتبع نظرية - غطيني و صوتي- فهو مكون من مجموعة من الشبان الغلابة ، بمرتبات ضئيلة يمتلك كل خمسة أو ستة أشخاص جهاز لاسلكي واحد ،لا يغني و لا يسد رمق و إذا حاولت الإستغاثة بهم عليك أولا أن تتعلم كيف تصفر و ترسل أبناءك في مظاهرة و رحلة بحث و تنقيب حتى تخرجهم من تحت الأشجار و الأسوار التي يلوذون إليها لتقيهم حر الشمس و الرمضاء صيفا و برد الشتاء ، كارثة ، و بكل عنجهية و تبجح يرسل لنا جهاز المدينة المنشورات التي تحثنا على التأكد من البادجات و الكارتات التي يحملها عمال الديليفاري و غيرهم من عمال الخدمات و أن نذهب لتجديد هوية الرحاب التي لا يعرفها أحد و لم يتم التنسيق مع اي جهة تابعة للداخلية بصددها و ندفع نحن المغلوبون على أمرنا الشئ و الشويات في إستصدار هذه الكروت علما بأن كاتب هذه الاسطر قد تعرض بيته للسرقة و إستدعى عدد من القائمين على الأعمال الهندسية ليطلب منهم التحقيق الداخلي بعيدا عن الشوشرات و لا حياة لمن تنادي و راحت بعض المجوهرات في أعمال السباكة الفاشلة أدراج البلاليع البشرية التي تغزو بيوتنا و شققنا بحجة التسريب في مجاري المياه المقطوعة أصلا ، و سلمولي على الجهاز اليقظ
أما أعمال التطوير و البناء في المراحل الجديدة فحدث ولا حرج ، حاولت أن أفهم و اتابع على مدى اسابيع و أشهر كيفية عمل و تخطيط العمل للعمال و المهندسين في المراحل قيد االإنشاء فرايت العجب العجاب،ملاحظين و مشرفين لا يشرفون و عمال يعملون خمس دقائق و يستريحون خمس ساعات أرض تحفر لتثبيت انابيب و كابلات ثم تردم و تسوى و تزرع الحشائش ثم تبقر بطنها من جديد و يقولون لك نسينا سلك اي شئ في أي شئ ثم تردم و ينسى إعادة الحشائش و إعادة ما كان على إعتبار أن هذا يقتضي إذنا جديدا من المخازن و خلاص هي قد زرعت مرة واحدة وهذا حظكم و نصيبكم يا أهل الرحاب-
يضيق صدرك بما تشاهد و تتألم من هذا العذاب فتقوم بالإتصال بجهاز مدينة الرحاب الصامد المرابط لتستوضح أو تعلق أو تشتكي ـ طبعا بعد أن تنام على السماعة و هم يحولوك من إسطوانة مسجلة لإسطوانة مدمجة و يخيروك و يحيروك و يأخذو بصمة صوتك و يتخيل لك أنك تهاتف البنتاغون أو الكريملين يقولون لك في الرسالة المسجلة إضغط صفر لتنال شرف التحدث إلى أحد موظقي خدعة العملاء ثم يأتيك الرد بأن جميع الخطوط مشغولة فتبدأ من جديد و هكذا
طبعا هذا الوضع من إنعدام أمن مسلح و مدرب و لديه من الأساليب اللوجيستية و الإتصال و هذه الحالة المزرية للخدمات من نظافة و مياه و كهرباء و صيانة كل إشينكان وغيرها يؤثر في قيمة الرحاب و سعر وحداتها فقد بدأنا نسمع من الكثيرين ممن كانوا يرغبون في شراء أو تأجير وحدات في رحابنا الصامد أنهم يتراجعون أو يبخسون التثمين بسبب هذه الخدمات الرديئة و الإدارة السحرية غير المرئية لجهاز المدينة الذي لا نعرفة و لم ينتخبه أحد من الملاك و لا نعرف كم يتقاضى العاملون فيه و لماذا و كيف يتم إختيارهم و توظيفهم و تحديد رواتبهم و من أين يأتي تمويلهم؟؟
إنني هنا أدق ناقوس الخطر ، يا أهلنا في الرحاب إننا أمام ظاهرة غريبة ، تقاعس في الأداء و الصيانة و سرقات و تشويه و بناء وحدات و عمارات بطريقة إجري إجري خلص شلفق سلم مفتاح و الحق على عبد الحق منتهزين حاجة بعض السكان للسكن السريع ووعود من جهاز مدينة لا نعرف عنه شيئا سوى أنه مسلط على رقابنا دون حق
