بحكم عملي كفنانة تشكيلية قابلت هذه الشخصية الفريدة التي ما إن تجالسها تتعلم منها الكثير
هو شاب في اواخر الثلاثينيات قرنسي الشكل والمنطق والمضمون يدير جاليري للتحف والأعمال اليدوية سواء من مصر أو من الهند أو من الصين... من أي مكان ممكن. ويذهب بنفسه لجلب هذه المشغولات فيتمتع بالسفر ويزداد معرفة لبلد المنشأ ويوفر في أسعار المنتجات لأنه يشتريها من المصدر الأول...
ولأنني أعلم القليل عن فرنسا فلم يسعدني الحظ بزيارتها إلا أن الشيء المشهور عنهم انهم لايحبون الأجانب ولا يتكلمون لغة أخرى داخل بلدهم ... فإذا سافرت الى فرنسا فعليك أن تتكلم لغتها .. هذا مايطلبه الفرنسيون أولا
وسألته عن عدم حبهم للأجانب فأكد على ذلك فسألته هل اتجاه الفرنسيين ضد الأجنبي وحده أم أن الفرنسيين انفسهم لا يتكلمون مع بعضهم البعض
وكانت المفاجأه حيث قال أن الفرنسيين لايحبون التعارف أي أجنبي ولا فرنسي
وقد حددت سؤالي بالجار .. هل هناك علاقة بين الجيران بفرنسا فنفى ذلك بحزم شديد
وأعطى مثالا بأنه لو كان جالسا في قهوة - كوفي شوب- وكلمه أحدهم حتى ولو كان من أهل البلد فإنه ينظر اليه شزرا ولا يرد عليه أصلا
ضحكت وسألته وماذا عنك بعد قضائك ثلاث سنوات في مصر قال لي أكيد تغيرت فالمصريون يتحدثون طول الوقت معي دون أن يعرفوني وذكر لي قصة طريفه
أنه ذات يوم حبس في ميدان التحرير لايستطبع أن يجد مكان يركن فيه لمدة ساعة وهو يدور في الميدان وفي حاجه للذهاب للحمام فترك السيارة وأعطى المفاتيج لأحد الوا قفين يجوار الرصيف ليحرك السيارة أو يركنها وبعد عودته وجد الشاب الغريب والسيارة
وكان تعليقه على ذلك أن هذا من الصعب حدوثه في أي بلد آخر غير مصر كان من الممكن أن بسرق الشاب سيارتي...
أتدرون هناك شيئا لفت نظري في قصة هذا الفرنسي ... لماذا ترك بلاد الفرنجة محط أنظار شبابنا كلهم ليأتي ويدير تجارته في مصر الغلبانه ... لأن مصر مش غلبانه مصر بس عاوزة ناس عارفه هي عاوزة ايه؟؟؟؟
تحياتي