الجار الكريم/ د. طارق
تحية طيبة وبعد،
أهلاً ومرحباً بك جاراً وأخاً كريماً نتبادل الأفكار والآراء فيما يجمعنا هنا ... ألا وهو مدينتنا السكنية التي مثلت لكل من جاء إليها ملاذاً جميلاً من ويلات التلوث والعشوائية التي طغت على القاهرة وضواحيها، بفضل الإدارة السيئة منذ أكثر من نصف قرن من الزمان!! الأمرالذي نخشاه جميعاً أيتكرر في الرحاب، معاذ الله.
بالطبع لك كل الحق أن تحافظ على سكنك هذا الذي اخترته وتمنيته وأخيراً وجدته، وتسعى إلى ذلك بكل ما تستطيع بدءاً من "الكلمة" وإبداء الرأي فيما تراه موافقاً أو مخالفاً لأفكارك ومفاهيمك. هذا أمر له كل التقدير والترحاب، وبالطبع لا خلاف عليه.
ولكن إسمح لي أن أختلف مع حضرتك تماماً في أسلوب إبداء هذا الرأي، إذا ما لحقت به أو بدأ بعبارات مثل تلك التي بدأت بها ". فصدقني منذ قدمت إلى الرحاب مع أول القادمين إليها لم ألحظ أبداً من صفات "الإستعباط أو الإستهبال أو الإستنصاح" في أي من الأخوة والأخوات الجيران. بل لن أبالغ إذا قلت لسعادتك أني قبل شراء سكني بالرحاب، قمت بعدة زيارات لإدارة المبيعات للإستفسار عن كل شيء بخصوص ما نويت الإقدام عليه من تحقيق حلم كالباقين، ومن خلال ذلك كنت أراقب العملاء القادمين مثلي، والذين سيصبحون جيراني في يوم ما، وكم سعدت برؤية جموع من أبناء بلدي كهؤلاء، محترمون وعقلاء وتبدو عليهم كل سمات الأصول الكريمة التي يسعد أي إنسان بجوارها والتعامل معها. قد لا تكون النسبة مطلقة 100%، ولكن بما يكفي أن توفر السعادة والإطمئنان وهذا ما يهم وكل ما في الأمر.
ثق أن كل ملاك الرحاب يتفقون أن مصاريف الصيانة ضرورية وأساسية للحفاظ على رونق المدينة وجمالها التي استقروا بها وأحبوها، ولكن ممارسات الجهاز والشركة معاً، التي أخذت منحى إنعكس إتجاهه تماماً، وبدأ يتغير عما بدأوا به وكنا نسعد به جميعاً في البداية، هي المسؤولة عن دعوة البعض في المطالبة بعدم سداد فروق الصيانة أو حتى الصيانة كلها. وهم معذورون في ذلك.
ما أود أن أقوله، أنه في جميع الأحوال، لن نتفق جميعاً على الأساليب أو الأفكار حتى وإن كانت الأهداف واحدة، وهذا أمر طبيعي وصحي، ولكن لابد أن نتفق جميعاً على أسلوب الحوار وتبادل الأفكار، على الأقل حتى يمكن لكل منا أن يعبّر عن رأيه باسلوب راقي ومهذب، وينال في المقابل إحترام الآخرين، وآذانهم وقناعتهم كذلك. وفي النهاية، لابد من تمثيل القدوة الحسنة والطيبة لأبناءنا في كيفية الإستماع للرأي الآخر وآداب الحوار إبداء الرأي وكيفية الإقناع به. هذه من ضرورات تربية وتنئة الأبناء وأعلم علم اليقين أنكم تتفقون معي على ذلك.
أرجو ألا أكون قد أثقلت على حضرتك،
لك وللجميع كل الشكر والتقدير،
إبراهيم سرِّي |