ما أكتبه اليكم اليوم ليس مقالا بقدر ما هو مجموعة من الأفكار المشوشة والأسئلة الحائرة المرتبكة ، ولأنني عاجز تماما عن ترتيب هذه الأفكار ، ولا أجد إجابة شافية لما يدور في رأسي من أسئلة فلقد رأيت أن أطرح عليكم الأسئلة لأشرككم معي لعل بينكم من يخرجني مما أنا فيه من قلق وحيرة وتوجس .
* * *
ما الذي يحدث في مصر الآن ؟
ومن الذي يخطط لإجهاض الثورة ؟
وهل يقود المجلس العسكري قطار الثورة الى الأمام حيث الحكم المدني ؟
أم يعود بها الى بداية الطريق من جديد حيث الحكم العسكري وبراءة الأطفال في عينيه ثم سلطة مطلقة ثم فساد ثم ثورة ومن أول السطر ؟
* * *
من الذي طرح فكرة تعديل دستور معطل ؟
ومن الذي عاد ليقرر إصدار إعلان دستوري بعد أن فرق المصريين الى مهزلة نعم و لا ؟
ولماذا كان الاستفتاء على التعديلات من الأساس إذا كانوا لن يستفتوننا على الإعلان الدستوري نفسه ؟
* * *
من الذي يسعى الى تشويه رموز الثورة وشبابها وقادتها ونخبتها ومثقفيها وخلق حالة من العداء والكراهية بينهم وبين عامة الشعب ؟
هل سقط النظام فعلا ؟
أم أن ما يجري هو مجرد عملية تجميل تحت مخدر قوي ؟
ومن الذي يعمل على تحويل الثورة عن أهدافها الثورية لتصبح مجرد إصلاحات سطحية ؟
* * *
من الذي يشرع لمصر الآن ومن الذي يضع هذه الصياغة القانونية غير المنضبطة للقوانين والمبادىء الدستورية ؟
ومن الذي وضع الإعلان الدستوري واختار نصوصه ؟
ولماذا لم يتضمن الإعلان الدستوري ضوابط صارمة ومحددة تحدد ملامح الفترة الانتقالية ومدتها وآلية منضبطة لانهاء مهمة المجلس العسكري دون عبارات فضفاضة وصلاحيات مطاطة ؟
ومن الذي أصر على ابقاء حصة ال 50 % في البرلمان للعمال والفلاحين والتي تنادي كل الأطياف السياسية المصرية بعدم الابقاء عليها ولم يدافع عنها حتى العمال والفلاحون أنفسهم ؟
ومن الذي له مصلحة في بقاء هذه النسبة من العمال والفلاحين في أهم برلمان سيختار الهيئة التأسيسية التي ستضع دستور مصر الجديد ودستور الثورة ؟
* * *
لماذا تخلى الإخوان المسلمون عن رفاق الثورة عند مفارق الاستفتاء على التعديلات الدستورية ؟
ومن يستخدم من لتحقيق مصالحه ؟
هل يستخدم المجلس العسكري الإخوان المسلمين ؟
أم أن الإخوان المسلمين هم الذين يستخدمون المجلس العسكري ؟
وهل سيتكرر ما حدث بعد 1952 حين ساند الإخوان المسلمون الثورة واستعان بهم الضباط الأحرار ثم بعد أن تمكنوا من الأمر القوا بهم في أقرب سجن حربي ؟
* * *
ما هو شكل الدولة المصرية التي نحن مقبلون عليها ؟
مصر التي يحكمها المدنيون ؟
أم مصر التي يحكمها العسكريون ؟
أم مصر التي يحكمها العلمانيون ؟
أم مصر التي يحكمها الإسلاميون ؟
وعلى ذكر الاسلاميين ، من هم الاسلاميون الساعون الى حكم مصر الآن ...
الإخوان ؟
أم الجهاد ؟
أم الجماعة الإسلامية ؟
أم التكفير والهجرة ؟
السلفيون أم الصوفيون ؟
وهل هم يتفقون فيما بينهم على رؤيتهم للاسلام ؟
وهل ستفسح لهم أمريكا وإسرائيل الطريق الى حكم مصر ؟
أم أنهم يفتحون لهم الطريق حتى نضيق بهم جميعا لنخرج بعد قليل لنهتف
تسقط الثورة ويحيا المجلس العسكري
كما هتف أباؤنا من قبل
تسقط الديمقراطية ويحيا الضباط الأحرار ؟
* * *
من الذي يشعل الفتنة الطائفية ؟
ومن الذي يحرض المسيحين على التظاهر ؟
من الذي يحرك المطالب والتظاهرات الفئوية ؟
من هم قادة الثورة المضادة التي يتحدث عنها رئيس الوزراء ونائبه ؟
ومن الذين يتربصون لإجهاض الثورة؟
* * *
أأأأين زكريا عزمي وصفوت الشريف وغيرهم من رموز دولة الفساد ؟
وما الذي يمنع من محاكمتهم جنائيا وسياسيا ؟
بل ما الذي يمنع من محاكمة الرئيس السابق نفسه وأفراد أسرته سياسيا وجنائيا ؟
* * *
هل تضيع الثورة المصرية في دروب الفترة الانتقالية ؟
هل نسير الى الامام ؟
أم يجب علينا ان نستمع الى آلة التنبيه
( انتبه .... الثورة ترجع الى الخلف ) .
هل تنتظرون مني الإجابات ... أم انتظر منكم الإجابات ... عموما يمكنكم قراءة البرقيات في أول المقال ... لعلكم تجدون فيها مفتاح الإجابة .
انتبه " الوعى هو الحل
"