أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
إحصائيات المدونات
عدد المدونات : 496
عدد التعليقات : 1223
إعلانات
المدونات


طريق الوصول
 

الاضافة بواسطة MARWA
تاريخ الاضافة 30/11/2011


ذكر كلمة (الله) صراط مستقيم، و هو الرابط الحقيقى للوصول إلى الآخرة و نعيمها وهو رزق العارفين بالله



{

ذكر (الله) و خطوات الصراط المستقيم








أهم السلوكيات العملية التعبدية لتحقيق شهادة أن لا إله إلا الله هى (الباقيات الصالحات) وأهم ما فى الباقيات الصالحات هو( الذكر ) الذى يعتبر العمود الفقارى للصراط المستقيم وأهم الخطوات التعبدية على الإطلاق.








 أ - ذكر( الله) صراط مستقيم








ذكر كلمة (الله) صراط مستقيم، و هو الرابط الحقيقى للوصول إلى الآخرة و نعيمها وهو رزق العارفين بالله ،قال تعالى:








(...... بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون. أم تسئلهم خرجا فخراج ربك خير و هو خير الرازقين. وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم. وإن الذين لايؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون) المؤمنون 71-74








(والذكر) هو السبيل الرئيسى مع الرسول (صلى الله عليه و سلم) قال تعالى:








(ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتنى إتخذت مع الرسول سبيلا يا و يلتى ليتنى لم أتخذ فلانا خليلا . لقد أضلنى عن الذكر بعد إذ جائنى و كان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان 27-29








وكما تعلم أن وظيفة الشيطان الرئيسية هى تعقيد الصراط المستقيم و طمس خطواته، قال الله تعالى على لسان أبليس :








(قال بما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم) الأعراف 16








وقد أتبع الشيطان طريقا طبيعيا جدا فى تعقيد الصراط المستقيم و هو استغلاله لطبيعة الانسان فى النسيان فأنساه أهم ما يجب أن يتذكره الا وهو ذكر ربه فاستحوذ عليه بهذا النسيان للذكر ، قال تعالى:








(استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا ان حزب الشيطان هم الخاسرون) المجادلة 19








 ب - الأوامر الربانية بذكر الله:








ا- التحذير من نسيان ذكر الله:








قال تعالى عن عدم الجدية فى الاستماع لأوامر الذكر لتنفيذها:








(إقرب للناس حسابهم وهم فى غفلة معرضون. ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث إلا إستمعوه وهم يلعبون . لاهية قلوبهم...) الأنبياء 1-3








وعلى لسان الملائكة يصفون غير الذاكرين بالبوار ، قال تعالى:








(...ولكن متعتهم وأباءهم حتى نسوا الذكر و كانوا قوما بورا) الفرقان 18








وقال تعالى عن الإعراض عن الذكر:








(وما يأتيهم من ذكر من الرحمن الا كانوا عنه معرضين. فقد كذبوا فسيأتيهم أنبؤا ما كانوا به يستهزئون) الشعراء 5-6








2- الترهيب من الإعراض عن الذكر:





قال تعالى:








(ومن أعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا و نحشره يوم القيامة أعمى) طه 124








(الذين كانت أعينهم فى غطاء عن ذكرى و كانوا لا يستطيعون سمعا. أفحسب الذين كفروا أن يتخذواعبادى من دونى أولياء انا اعتدنا للكافرين نزلا)








الكهف 101-102








(ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا) الجن 17








(... فويل للقاسية قلوبهم من ذكر الله أولئك فى ضلال مبين) الزمر 22








(ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا  فهو له قرين) الزخرف 36








(وسواء عليهم أنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون. انما تنذر من اتبع الذكر وخشى الرحمن بالغيب فبشره بمغفرة وأجر كريم) يس 10-11








3 أوامر الترغيب فى الذكر:








قراءة القرآن لون من ألوان . قال تعالى :








(لقد أنزلنا اليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) الأنبياء 10








فربما يعتقد البعض أن (اتباع الذكر) يعنى (القرآن) فقط فالقرآن نوع من أنواع الذكر ويحتوى على تفاصيل (ذكر كلمة الله)








فقراءة القرآن شىء و ذكر الله شىء آخر ... وقد نادى الله المؤمنين ليذكروه فقال تعالى:








(يأيها الذين أمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون) المنافقون 9








(انما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء فى الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) المائدة 91








ونلاحظ أن الله تعالى قد قدم (ذكر الله) فى الآية السابقة عن (الصلاة) رغم أهمية الصلاة فى الفروض الاسلامية، وذلك لأن (ذكر الله) يخص شهادة أن لا إله إلا الله وهى الفرض الأول فى الأسلام ، بينما الصلاة فهى الفرض الثانى فى الإسلام  ...








وأحسن وأفضل الكلمات فى القرآن هى المقصودة بالذكر وأعلاها جميعا هى كلمة (الله) وعدد هذه الكلمات عشرة ، قال تعالى:








(وأتبعوا أحسن ما أنزل اليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة و أنتم لا تشعرون) الزمر 55








( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدى به من يشاء و من يضلل الله فما له من هاد) الزمر 23








ونظرا لأن (ذكر الله) خطوة عزيزة جدا من خطوات الصراط المستقيم و القليل من المؤمنين من يخطوها بعد طول جهاد فى سبيل معرفة الله لذا قال تعالى عن هذه الخطوة العملاقة :








(ألم يأن للذين أمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله و ما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون)  الحديد 16








وهناك علامات تحفز الانسان على ذكر الله اذا وجد واحدة منهن فعليه ذكر الله فورا لتلافى الخسائر الناجمة عن عدم الذكر و هذه العلامات هى النسيان ، و الإحساس بالضطراب وعدم الاستقرار ، وعدم الثقة فى النفس عند المواقف الصعبة ، قال تعالى عن هذه العلامات:


(... وأذكر ربك إذا نسيت وقل عسى  أن يهدين ربى لأقرب من هذا رشدا) الكهف 24








(الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد 28








(يأيها الذين أمنوا إذ لقيتم فئة فأثبتوا و أذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) الأنفال 45








 ج - أهل الذكر :








كل من ذكر الله كثيرا واستمر فى ذكره حتى أوحى الله إليه من فضله هو من (أهل الذكر) وأفضل من ذكر الله كثيرا هم المرسلين و الأنبياء و الشهداء و الصالحين و الشهداء ومن تبعهم إلى يوم الدين ، قال تعالى عنهم :








( و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فسئلوا أهل الذكر ان كنتم  لا تعلمون.  بالبينات و الذبر وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون.) النحل 43-44








(و ما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحى إليهم فسئلوا أهل الذكر ان كنتم  لا تعلمون.  وما جعلناهم جسدا لا يأكلون الطعام وما كانوا خالدين. ثم صدقناهم الوعد فأنجيناهم و من نشاء وأهلكنا المسرفين ) الأنبياء 7-10








أهل الذكر جميعا يتعرضون لمكائد الشيطان لكى ينسيهم ذكر ربهم وخاصة فى المواقف الصعبة  مثل ما حدث مع (يوسف ) عليه السلام وهو فى السجن قال تعالى عن يوسف :








(وقال الذى ظن أنه ناج منهما أذكرنى عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث فى السجن بضع سنين) يوسف 42








ومن أهل الذكر موسى و هارون قال تعالى :








(.... ثم جئت على قدر يا موسى . واصطفيتك لنفسى . اذهب أنت و أخوك بئاياتى و لا تنيا فى ذكرى ) طه 40-42








 و سليمان و حب الخير عن الذكر : كان سليمان عليه السلام محبا للخير جدا عن ذكر ربه فكان يقضى معظم وقته فى عمل الخير كقضاء  حوائج المحتاجين والقضاء بين الناس وحل مشاكلهم فلما أوحى الله اليه بأهمية الذكر وأفضليته عن عمل الخير أستغفر ربه عن اعتقاده الأول (مع العلم بأن عمل الخير هو خطوة تؤهل المؤمن ليكون من أهل الذكر) قال تعالى:








(ووهبنا لداود سليمان نعم العبد انه أواب اذ عرض عليه بالعشى الصافنات الجياد . فقال انى أحببت حب الخير عن ذكر ربى حتى توارت بالحجاب . ردوها على فطفق مسحا بالسوق و الأعناق . ولقد فتنا سليمان وألقينا على كرسيه جسدا ثم أناب. قال رب أغفر لى وهب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى إنك أنت الوهاب.فسخرنا له الريح تجرى بأمره رخاء حيث أصاب. و الشياطين كل بناء و غواص) ص 30-37








وتعبير (الصافنات الجياد) التى عرضت على (سليمان) عليه السلام ما هى الا (الكلمات التامات)  وكان ملك داود وسليمان من بعده من فضل هذه الكلمات التامات.








محمد (صلى الله عليه وسلم) و ذكر الله:








لقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) المثل الأعلى المضروب للناس فى إتباعهم لذكر الله ، فهو القدوة الحسنة للذاكرين ، فقال تعالى :








( لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كام يرجو الله واليوم الأخر و ذكر الله كثيرا) الأحزاب 21








وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) المرشد لأهل الذكر فى الأمة الاسلامية يبين لهم كيفيته ، وها هى بعضا من هذه الإرشادات:








عن أبى هريرة(رضى الله عنه ) قال : قال النبى صلى الله عليه و سلم:








"لا يقعد قوم يذكرون الله تعالى الا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة و نزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تعالى عنده." (رواه أحمد ومسلم)








وذكر الله كثيرا هو البرهان الحقيقى على امتلاء قلب المؤمن بحب الله، فمن أحب شيئا أكثر من ذكره ...








فعن أبى الدرداء (رضى الله عنه) قال : قال النبى (صلى الله عليه وسلم ) :








" ليبعثن الله أقواما يوم القيامة فى وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء .. قال : فجثا إعرابيا على ركبتيه فقال :








يا رسول الله حلهم لنا نعرفهم ، قال:








"هم التحابون فى الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه" (رواه الطبرانى)








ما معنى ذكر الله كثيرا ؟








الذكر ما هو الا ترديد كلمة (الله) كثيرا دون الجهر من القول ، و الذكر عبادة قائمة بذاتها و تعتبر (مع التسبيح و الحمد ) قمة العبادات جميعا التى تحقق شهادة أن : لا إله إلا الله ... والعبادات المختلفة من صلاة و زكاة  وصوم وحج هى جزء من الذكر








الصلاة و الذكر : قال تعالى:








(فاذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا و على جنوبكم فاذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) النساء 103








(أتل ما أوحى إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون) العنكبوت 45








وصلاة الجمعة مقدمة و سعى لذكر الله:








(يأيها الذين أمنوا إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فأسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون. فإذا قضيت الصلاة فانتشروا فى الأرض وابتغوا من فضل الله وأذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) الجمعة 9-10








 الزكاة و ذكر الله: الزكاة لا تغنى عن ذكر الله أما ذكر الله يمكن أن يغنى عن الزكاة لمن لم يجد الأموال للزكاة. قال النبى صلى الله عليه وسلم:








" أيما رجل مسلم لم تكن عنده صدقة فليقل فى دعائه : اللهم صلى على محمد عبدك و رسولك وصل على المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات فإنها له زكاة."








الصوم و ذكر الله: الصوم العاجى بالامتناع عن شهوتى البطن و الفرج من الفروض الاسلامية الخمس و لكن هناك صوم عالى المرتبة جدا هو صوم خاص بذكر الله ، وفيه الامتناع عن الكلام كلية فيما عدا بعض الاشارات التى تدل على بعض الاحتياجات فقط من الصائم و من يتعامل معه ويمتنع عن الكلام من أجل الذكر فيذكر الله طوال الوقت و لا ينطق بحرف واحد لمدة يوم أو يومان أو ثلاثة أيام حسب مقدرته مثل صوم مريم إبنة عمران عن الكلام يوما كاملا عندما نذرت للرحمن صوما و صوم زكريا عليه السلام ليرزقه الله بيحيى. قال تعالى  مبينا (صوم الذكر): فور رحيم .








(قال رب إحعل لى آية قال أيتك ألا تكلم الناس ثلاث أيام إلا رمزا وأذكر ربك كثيرا و سبح بالعشى والإبكار) آل عمران 41








(فكلى و أشربى وقرى عينا فإما ترين من البشر أحدا فقولى إنى نذرت للرحمن صوما فلم أكلم اليوم إنسيا) مريم 26








وهذا النوع من الصيام هو نوع من أنواع ذكر الله عالية التركيز.








الحج وذكر الله:








أسرار الحج البرور تكمن فى احتواء مناسك الحج المختلفة على عنصرين هامين جدا من عناصر الصراط المستقيم هما (الاستغفار) و (ذكر الله) ...








بل ان أهم ما فى مناسك الحج هو (ذكر الله عند المشعر الحرام و بعد قضاء المناسك كلها) ، قال الله تعالى :








( ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فأذكروا الله عند المشعر الحرام و أذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين. ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس و استغفروا الله ان الله غفور رحيم فإذا قضيتم مناسككم فأذكروا الله كذكركم أبائكم أو أشد ذكرا ...) البقرة 198-200








وبالرغم من أن الحج فرض قائم بذاته من فروض الاسلام الخمسة  ، الا أنه يقوم أساسا على عبادة (الذكر) وهى أهم خطوات الصراط المستقيم التى تحقق شهادة أن لا إله إلا الله.








الدعاء وذكر الله:








الدعاء يكون بالتوجه إلى الله  ندعوه بأسمائه الحسنى كلها أو بعضا منها ، و يشتمل طلب منفعه أو رد ضرر ....








وذكر الله يقتصر على ترديد كلمة الله فقط و لا دخل للأسماء الحسنى فى الذكر ، لذا فدرجة الذكر أعلى كثيرا من الدعاء ، قال تعالى فى حديث قدسى :








" من شغله ذكرى عن مسائلتى أعطيته أفضل السائلين"








والذكر يقتصر على كلمة الله بالإضافة الى التسع كلمات التامات و هن أعلى الكلمات الحسنى على الإطلاق بينما الدعاء يشتمل على أسما ءالربوبية  بينما الذكر يحوى أسماء الألوهية و هى العشر كلمات الحسنى كلمة  الله  و تسع كلمات وهى غير معروفة إلا بالكشف عن طريق الذكر بكلمة الله.








ماذا نذكر ؟  و كيف نذكر ؟  ومتى نذكر؟








 قال الله تعالى :








( و أذكر ربك فى نفسك تضرعا و خفية و دون الجهر من القول بالغدو و الآصال ولا تكن من الغافلين. إن الذين عند ربك لا يستكبرون عن عبادته و يسبحونه و له يسجدون) الأعراف 205-206








(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات و الأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار) آل عمران 190-191








الوقت مفتوح للذكر ليلا و نهارا لأن الانسان خلال ساعات الليل و النهار يكون فى احدى الحالات الأربع و هى : قائما فى سعيه الى العمل و أثناء القيام بأعماله التى تتطلب القيام ، أو قاعدا و هو وضع عمل أو راحه أو متكئا على الجنب و هو وضع الراحة و الاستجمام ، أو نائما وهو وقت اللوعى للاستغراق فى النوم و هو الوقت الوحيد الذى يخلو من الذكر .








البيع و التجارة هى مجمل الأعمال و رمزها ، و بالرغم أن العمل  شىءهام جدا فى حياة الانسان إلا أنه مطلوب بألا يلهينا عن الذكر.








قال تعالى : (رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله يخافون يوما تتقلب فيه القلوب و الأبصار.) النور 37








قال تعالى ( وأذكر أسم ربك بكرة و أصيلا) الانسان 25

"




 وقال  تعالى : (وأذكر أسم ربك و تبتل إليه تبتيلا) المزمل 8








والتبتل الى الله هو بأن يخلو الانسان بنفسه فى أحد حجرات بيته أو فى ركن من أحد المساجد ، قال تعالى :








(فى بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال.) النور 36








 








الرسول و (كيفية) ذكر الله: 








عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال : قال النبى (صلى الله عليه وسلم ) : يقول الله تعالى :








 " أنا عند ظن عبدى بى ، و أنا معه اذا ذكرنى ،فان ذكرنى فى نفسه ذكرته فى نفسى ، وان ذكرنى فى ملأ ذكرته فى ملأ خير منه، و ان تقرب الى شبرا  تقربت اليه ذراعا ، و ان تقرب الى ذراعا تقربت اليه باعا، و ان أتانى يمشى اتيته هرولة " (رواه أحمد و مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه)








و عن الذكر الفردى بصوت خافت هامس لا يدل  علييه  سوى حركة الشفتين








عن أبى هريرة (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ان الله تعالى يقول:








" أنا مع عبدى ما ذكرنى و تحركت بى شفتاه."








الرسول و (أوقات) ذكر الله:








1-      وقت (قبيل شروق الشمس) المسمى قرآنيا (بإدبار النجوم) :








عن أنس ابن مالك (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) :








" من صلى الصبح فى جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة و عمرة ، قال:








قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم ) : تامة  ... تامة ... تامة .








و فى حديث آخر : روى عن أبى أمامة (رضى الله عنه) يرفعه قال :








" من صلى الفجر ثم ذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين أو أربع ركعات لم يمس جلده النار." (رواه البهيقى)








وفى حديث آخر : عن سهل بن معاذ عن أبيه (رضى الله عنه) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):








" من صلى صلاة الفجر ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة."








2-      الوقت (من العصر وحتى غروب الشمس) مقارنا بوقت (قبيل الشروق)








عن أبى امامة (رضى الله عنه) قال أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) قال:

;"




"لأن أقعد أذكر الله تعالى ، و أكبره ، و أحمده ، و أسبحه و أهلله حتى تطلع الشمس أحب الى من أن أعتق رقبتين من ولد اسماعيل، ومن بعد العصر حتى تغرب الشمس أحب الى من أن أعتق أربع رقبات من ولد اسماعيل."








3-      الوقت المفتوح نهارا و ليلا








وقت الذكر مفتوح خلال ال 24 ساعة اليومية (اذا ظل المؤمن محتفظا بوضؤه)  ... أما وقتى (قبيل الشروق و قبيل الغروب) فهى أوقات مفضلة للذكر ، و فى حديث للرسول ( صلى الله عليه وسلم) يبين لنا فيه أن وقت الذكر مفتوح أمام المؤمنين لمن أراد ذكر الله ...








فعن معاز (رضى الله عنه) قال : قال النبى (صلى الله عليه و سلم ) :








" ليس يتحسر أهل الجنة على شىء الا ساعة مرت بهم لم يذكروا الله عز وجل فيها." (رواه الطبرانى و البهيقى)








الإستغفار والتوبة صراط مستقيم :








التوبة قرينة الاستغفار فكل منهما ملازم للآخر، و التوبة قولا باللسان  فمن يريد الاقلاع عن فعل خاطىء عليه أن يتوب الى الله قولا باللسان أولا فتتنزل مقدرة التوبة من الله فيتوب عليه ليتوب. ( أفلا يتوبون الى الله ويستغفرونه و الله غفور رحيم) المائدة 74








 الاستغفار سبب من أسباب الرزق ووسيلة مضمونة للقوة بكافة أشكالها. يقول الله تعالى على لسان هود:








(ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزيدكم قوة إلى قوتكم و لا تتولوا مجرمين.) هود 52








قال النبى (صلى الله عليه وسلم) : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب".








والاستغفار سبب للفتح:








(إنا فتحنا لك فتحا مبينا .ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما.) الفتح 1-2








الأوقات المفضلة للإستغفار  :








وقت السحر و يشمل الثلث الأخير من الليل ودبر كل صلاة من الصلوات الخمس المفروضة ووقت الذهاب الى فراش النوم.








( إن المتقين فى جنات و عيون . أخذين ما أتاهم ربهم إنهم كانوا قبل ذلك محسنين .كانوا قليلا من الليل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون."الذاريات 18_15








قال النبى (صلى الله عليه و سلم) : " من استغفر الله دبر كل صلاة ثلاث مرات ، فقال ، استغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم و أتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف."








" من قال حين يأوى الى فراشه : استغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم و أتوب إليه غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر ، وإن كانت عدد ورق الشجر ، وإن كانت عدد رمل مالح ، وإن كانت عدد أيام الدنيا "








الاستغفار بكثرة مهم جدا وخاصة فى بايات سير المؤمن على الصراط المستقيم فى  وقت السحر .








سيد الاستغفار و سمى بذلك لأنه يحتوى على كلمة من الكلمات العشر التامات.








قال النبى (صلى الله عليه وسلم) : سيد الاستغفار أن تقول :








"اللهم أنت ربى لا إله الا أنت خلقتنى و أنا عبدك و أنا على عهدك ووعدك ما أستطعت أعوذ بك من شر ما صنعت و أبوء لك بنعمتك على و أبوء بذنبى فأغفر لى فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت."








صيغ الاستغفار بالاسماء الاستغفارية و ذلك فى مجال الدعاء بالاسماء الحسنى فقط وقد جعل الله لكل اسم استغفارى ذنوبا يغفرها:








الأسماء الحسنى الاستغفارية المفردة: الغفور،الغفار، الغافر، ذو المغفرة، أهل المغفرة ، واسع المغفرة و خير الغافرين.








الاسماء الحسنى الاستغفارية المزدوجة: الغفور الرحيم – الغفور الحليم – الغفور الشكور – الغفور الودود – الغفور ذو الرحمة








الرحيم الغفور – الحليم الغفور – العفو الغفور – العزيز الغفور – و العزيز الغفار.








يجب أن تتواجد فى أى صيغة استغفارية الرب الذى نستغفره فنقول مثلا : استغفر الله الغفور الرحيم – استغفر الله الغفور الحليم و هكذا.








والغفور الرحيم هو الاسم الرئيسى للاستغفار فى القرآن جاء ذكره 71 مرة أهم مميزاته لمن يستغفر الله به هى غفران الذنوب للافراد و الجماعات و الدخول فى الرحمة الألهية.








قد يظن البعض ان الاستغفار لمن يخطىء فقط وقد يظن البعض انه لا يخطىء فلا يستغفر ربه و ذلك من الشيطان فلا  يوجد بشر لا يخطىء ، حتى أن الانبياء و المرسلين و الشهداء و اأولياء الله الصالحين كانوا يستغفرون الله و يأمرون أهلهم و قومهم بالاستغفار و التوبة .  فالاستغفار عبادة و ذكر  لله قبل أن يكون اعتذار عن ذنب ارتكبه الانسان وتنفيذا لأحد خطوات الصراط المستقيم.








قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أن أبليس قال :








" أهلكتهم بالذنوب فأهلكونى بالاستغفار ، فلما رأيت ذلك أهلكتهم بالأهواء فهم يحسبون أنهم مهتدون فلا يستغفرون" (رواه ابن أبى عاصم)








فالاستغفار هو الماحى للذنوب وبقدر استغفار الانسان تقل نسبة الذنوب وبالتالى تقل تدريجيا شدة قبضة الشيطان على الانسان و سيطرته عليه ويزول الران من على قلبه فتقوى البصيرة المشاهدة لحقائق التوحيد فى السماوات و الأرض و بهذا تتحقق شهادة أن لا إلا الله مصداقا لقوله  تعالى فى العلاقة بين شهادة لا إله إلا الله و الاستغفار :








(فاعلم أنه لا إله إلا الله و أستغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات والله يعلم متقلبكم و مثواكم) محمد 19








 








الصلاة على (الرسول ) من الصراط المستقيم و تحقق الشق الثانى من الشهادة أن محمدا رسول الله:








من شروط الاستجابة للدعاء الصلاة على الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال النبى (صلى الله عليه وسلم) : "الدعاء محجوب عن الله حتى يصلى على محمد و أهل بيته"








و قد أمرنا الله عز و جل بالصلاة على رسول الله  (صلى الله عليه و سلم)، قال تعالى :" ان الله و ملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما ". الأحزاب 56








قال رسول الله (صلى الله عليه و سلم): " أكثروا من الصلاة على يوم الجمعة فان صلاة أمتى تعرض على فى كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم على صلاة كان أقربهم منى منزلة ." و " من صلى على يوم الجمعة مائة مرة غفرت له خطيئة ثمانين سنة." و " من صلى على يوم الجمعة ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة."








قال (صلى الله عليه و سلم): ألا أنبئكم بأبخل البخلاء ألا أنبئكم بأعجز الناس قالوا بلى يا رسول الله قال من ذكرت عنده فلم يصل على ." و " ويل لمن لا يرانى يوم القيامة فقالت عائشة (رضى الله عنها) ومن لا يراك يا رسول الله قال البخيل ، قالت  و من البخيل ، قال الذى لا يصلى على اذا سمع باسمى."








وقال صلى الله عليه و سلم   :" من صلى على  مرة واحدة صلى الله عليه عشر مرات و من صلى على عشر مرات صلى الله عليه مائة مرة و من صلى على مائة مرة صلى الله عليه ألف مرة  و من صلى على ألف مرة حرم الله جسدة على النار و ثبته  بالقول الثابت فى الحياة الدنيا و الآخرة عند المسألة و جاءت صلاته على نور ا يوم القيامة على الصراط مسيرة خمسمائة عام و أعطاه الله بكل صلاة صلاها قصرا فى الجنة قل ذلك أو كثر و فى رواية من صلى على ألف مرة زاحمت كتفه كتفى  على باب الجنة .








قال صلى الله  عليه و سلم :" أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة". و" ليس أحد يسلم على الا رد الله على روحى حتى أرد عليه السلام.








و قال صلى الله عليه و سلم : " من قال حين يسمع الأذان و الاقامة : اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت سيدنا محمد الوسيلة و الفضيلة و الدرجة الرفيعة و أبعثه اللهم مقاما محمودا الذى و عدته انك لا تخلف الميعاد ، حلت له شفاعتى." "وقال " من صلى على فى كتاب لم تزل الملائكة يستغفرون له ما دام اسمى فى هذا الكتاب."








و يورد الامام أبى حامد الغزالى فى كتابه العظيم أحياء علوم الدين  ج 1 فى فضل الصلاة على رسول الله انه روى عن ابى الحسن قال: رأيت النبى (صلى الله عليه و سلم ) فى المنام فقلت : يا رسول الله . بم جوزى الشافعى عنك حيث يقول فى كتابه الرسالة :" و صلى الله على محمد كلما ذكره الذاكرون  و غفل عن ذكره الغافلون"؟ فقال (صلى الله عليه و سلم) جوزى عنى أنه لا يوقف للحساب.








وفى كتاب أفضل الصلوات على سيد السادات  للقاضى الشيخ  يوسف بن اسماعيل النبهانى المتوفى 1350 ه يورد الشيخ النبهانى حديثا للرسول عليه الصلاة و السلام :  "من قال جزى الله محمدا ما هو اهله أتعب سبعين كاتبا ألف صباح" ذكرها  سيدى عبد الوهاب الشعرانى فى عهوده الكبرى و قال هى من أورادى فأقولها ألف مرة صباحا و ألف مرة مساء كل يوم و الحمد لله.








و يورد الكتاب عن أبو الليث عن سفيان الثورى أنه قال:   كنت اطوف فاذا انا برجل لا يرفع قدما و لا يضع قدما الا و يصلى على النبى فقلت له يا هذا انك قد تركت التسبيح و التهليل و اقبلت على الصلاة على النبى ، فهل عندك من هذا شىء فقال من أنت عافاك الله فقلت أنا سفيان الثورى فقال لولا انك غريب فى أهل زمانك لما أخبرتك عن حالى و لا اطلعتك عن سرى ثم قال خرجت أنا ووالدى حاجين الى بيت الله الحرام حتى اذا كنت فى بعض المنازل مرض والدى فقمت لأعالجه فبينما أنا ذات ليلة عند رأسه اذ مات و أسود وجهه فقلت انا لله و انا اليه راجعون مات والدى فاسود وجهه فجذبت الازار على وجهه فغلبتنى عيناى فنمت فاذا أنا برجل لم أر أجمل منه وجها و لا أنظف منه ثوبا و لا أطيب منه ريحا يرفع قدما و يضع أخرى حتى دنا من والدى فكشف الازار عن وجهه فمر بيده على وجهه فعاد وجهه أبيض  ثم ولى راجعا فتعلقت بثوبه فقلت يا عبد الله من أنت الذى من الله على والدى بك فى ديار الغربة فقال أوما تعرفنى أنا محمد بن عبد الله صاحب القرآن أما ان والدك كان مسرفا على نفسه و لكن كان يكثر الصلاة على فلما نزل به ما نزل استغاث بى و أنا غياث لمن يكثر الصلاة على فانتبهت فاذا وجهه ابيض.








الباقيات الصالحات من أحب الكلام الطيب  الثابت إلى الله و هى تغفر الذنوب فهى وسيلة من وسائل الاستغفار.








"من سبح الله فى دبر كل صلاة ثلاثا وثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين فتلك تسع و تسعون وقال تمام المائة :








"لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شىء قدير ." غفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر." حديث نبوى.








قال تعالى : (المال و البنون زينة الحياة الدنيا و الباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا و خير أملا.) الكهف 46








قال النبى (صلى الله عليه و سلم):








" أستكثروا من الباقيات الصالحات : التسبيح والتهليل و التحميد و التكبير و لا حول و لا قوة إلا بالله."








قال النبى (صلى الله عليه و سلم) : ألا أعلمكم ما علم نوح ابنه ... آمرك بسبحان الله و بحمده فانها صلاة الخلق و تسبيح الخلق و بها يرزق الخلق."








العمل بالباقيات الصالحات:








تشتمل الباقيات الصالحات على ثلاثة أعمال رئيسية هى :








1-التسبيح: و هو عمل صالح ينزه الله عن أقوال الكائنات و شركهم.








2-التحميد: وهو أفضل أنواع الدعاء لذا فقد ألحق بالباقيات الصالحات أى أن الحمد خلاصة الدعاء.








3-الذكر:وهو أعلى و أهم الاعمال الصالحة على الاطلاق و يشمل:








أ‌-        قانون التوحيد :           لا اله الا الله       (التهليل)








ب‌-     التكبير :                    الله أكبر             (التكبير لله)








ج- الحوقلة:                  وهى قول لا حول ولا قوة الا بالله








وهذه المشتملات الثلاثة تجتمع على أصل واحد هو :








وجوب (ذكر ) الكلمة المفردة (الله)








فقانون الألوهية (التوحيد) يثبت الألوهية لهذه الكلمة (الله)








والتكبير يؤكد مقام هذه الكلمة الأعلى (فالله) كلمة كبرى لا تكبرها كلمة أخرى على الاطلاق..








أما الحوقلة (لا حول ولا قوة الا بالله) فهى بمثابة حقيقة تقرر بأن لا حول لأى انسان ولا للعالم أجمع ولا يمكن الحصول على القوة الا بكلمة (الله)، هذه الكلمة المقدسة التى جعلها الله للعالمين منبع الحول و القوة لمن أرادها والسبيل الى ذلك هو (ذكر ) هذه الكلمة (الله) و التسبيح  قرين الحمد فى  (التسبيح بالحمد) ، على ذلك فان الباقيات الصالحات تتلخص فى :








التسبيح بالحمد .... ، و ذكر الله ... ، وهما من أهم خطوات الصراط المستقيم .








التسبيح من الصراط المستقيم








وهو تنزيه الله عن الأقوال البشرية و عن الشرك و عن الوصف الباطل.








التسبيح من العبادات التى تشمل الكائنات الحية و غير الحية، ولكل نوع تسبيح خاص به ، ولكن الكل يسبح لله، وفى عالم الانسان يوجد تسبيح مفروض بكلمات معينة هى الكلمات العشر التامات و التى تكشف بذكر كلمة (الله) و يكتشفها العلماء و الدارسين لكتب الله ومن آتاهم الله العلم ، وهم الرسل والأنبياء و الشهداء و الصالحين. ( و أصبر على ما يقولون وأذكر عبدنا داود ذا الأيد أنه أواب .إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشى و الإشراق) ص 17—18








من فوائد التسبيح الدنيوية: أنه يقضى عزيز الحوائج ويلبى خوارق المطالب وهذا واضح فى سيرة زكريا عليه السلام .








والتسبيح نجاة من الكروب والمهالك وهذا واضح فى سيرة يونس عليه السلام.(وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى فى الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من الظالمين .فأستجبنا له ونجيناه من الغم و كذلك ننجى المؤمنين) الأنبياء 87-88








(...فالتقمه الحوت و هو مليم فلولا أنه كان من المسبحين للبث فى بطنه إلى يوم يبعثون) الصافات 144








بعض صيغ التسبيح:








1-      سبحان الله رب العرش عما يصفون .                                                            








2-      سبحان رب السموات و الأرض رب العرش عما يصفون                                       








3-      سبحان الله رب العالمين                                                                        








4-      سبحان الله و تعالى عما يشركون                                                               








5-      سبحان الله و تعالى عما يصفون. عالم الغيب و الشهادة فتعالى عما يشركون                    








6-      سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم                                                         








7-      لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين                                                








8-      سبحانك اللهم سبحانك                                                                      








9-      سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا                                                          








10-  سبحان ربى. سبحانه و تعالى عما يقولون علوا كبيرا                                           








11-  سبحانه و تعالى عما يشركون                                                                   








12-  سبحانه و تعالى عما يصفون                                                                 








13-  سبحان الذى خلق الأزواج كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم و مما لا يعلمون             








14-  سبحان الذى سخر لنا هذا و ما كنا له مقرنين                                                








15-  سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله    








16-  سبحان الذى بيده ملكوت كل شىء                                                        








17-  سبحان الحى الذى لايموت                                                                   








18-  قدوس الله القدوس                                                                         








19-  سبحان ربك رب العزة عما يصفون . و سلام على المرسلين. و الحمد لله رب العالمين.      








20-  اللهم صلى و سلم وبارك على محمد و على آ له و سلم                                        








أوقات التسبيح:








قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ق 39








بكرة و أصيلا الفتح 9








بالغدو والآصال النور 36








عند القيام من الفراش الطور 48








بالعشى والإشراق يس 18








ليلا وإدبار السجود ق 40

 






ليلا وإدبار النجوم الطور 49








أناءى الليل وأطراف النهار طه 130

 






التسبيح المفتوح طوال الليل و النهار مثل الذين عند الله و الملائكة فصلت 38








أما فائدة التسبيح التى تعود على المسبحين فهى تكوين صورة حقيقية لله تعتمد على حقائق المعارف الألهية تكون خالية تماما من شوائب الأقوال المنحرفة و الشرك الخفى والأوصاف الباطلة التى يموج بها الفكر المحلى و العالمى البعيد عن عبادة تسبيح الله.








الحمد و الشكر لله صراط مستقيم:








الحمد قرين التسبيح ... و التسبيح بالحمد مهم جدا ... فهو تنزيه و دعاء فى آن واحد و عبارة (الحمد لله) من أفضل الدعاء .








قال النبى (صلى الله عليه و سلم ) : " أفضل الذكر لا إله إلا الله و أفضل الدعاء الحمد لله"








أهمية الحمد: يعمل على ثبات النعم الموجودة لدى الانسان ، فإذا ما حمد الانسان ربه على شىء يمتلكه حفظه من الزوال وإذا حمده على شىء لا يمتلكه أعطاه الله إياه. فكل شىء فى الوجود يستوجب الحمد لله. (...قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون) لقمان 25 قول








الحمد عند نهاية الدعاء ( ...وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين) ، وفى دبر كل طاعة إلا أن هناك وقتين مميزين للحمد هما وقتى (الظهر و العشاء)








(وله الحمد فى السماوات والأرض و عشيا وحين تظهرون) الروم 18








الزيادة فى الحمد نوع من الشكر لله مثل أقتران الحمد لله بالأسماء الحسنى التى لها علاقة بالحمد مثل أسم (الحميد) فنقول مثلا الحمد لله الحميد المجيد








الحميد المجيد - العزيز الحميد - الحكيم الحميد - الغنى الحميد








يعتبر الشكر من نهايات الصراط المستقيم وبداية خطوات الولاية والشكر له أعلى الدرجات فى الجنة و هو عكس الكفر الذى له أدنى الدركات التى ينحدر اليها المجرمون فى النار. ولأن الشكر أعلى الدرجات التى يصل اليها العابدون ،له شرطين من الصعب تحقيقهما بسهولة لذا نجد أن نسبة الشاكرين من المؤمنين قليلة جدا (حوالى واحد فى الألف)








(وأعملوا آل داود شكرا وقليل من عبادى الشكور) سبأ 13








كيفية شكر الله ؟








تبدأ مرحلة شكر الله بمحاولة زيادة و احسان و اتقان الفروض الاسلامية الخمس ، الزيادة تكون بكثرة النوافل ، فمحاولة التفرغ للعبادة بأكبر وقت ممكن هى شكر لله ففى الحديث القدسى عن شكر العبادة :








" يا أبن آدم تفرغ لعبادتى أملاء قلبك غنى و أملاء يدك رزقا ، يا أبن آدم لا تباعد منى فأملاء قلبك فقرا وأملاء يدك شغلا.








فشكر الصلاة بأداءها  بأتقان فى وقتها  المحدد و نوافل الصلاة تكون شكر   و شكر الصلاة على الرسول بالصلاة مائة مرة و هى الفرض و الزيادة على ذلك العدد يكون شكر وهكذا








الوصول لمقام الشكر يتطلب من المحسنين أقصى مجهود تعبدى وهذا واضح فى قوله تعالى عن طلب الانسان من ربه القدرة على الشكر:








(حتى إذا بلغ أشده و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعنى أن أشكر نعمتك  التى أنعمت على  وعلى والدى و أن أعمل صالحا ترضاه و أصلح لى فى ذريتى إنى تبت إليك وإنى من المسلمين)  الأحقاف 15








أن مقام الشكر يحتاج من الانسان وقتى الليل و النهار يسبح ويحمد و يذكر الله فى كل لحظة من لحظات الليل و النهار أضف الى ذلك الباقيات الصالحات هى المخصصة الكلمات العشر التامات وبذلك يكون قد اجتمع قمة العمل الصالح وهى الباقيات الصالحات مع قمة المعارف الألهية الكبرى و التى يمثلها  الكلمات التامات  فيكون الشكر الكامل باجتماعها ، و اعلى عبادة فى الباقيات الصالحات هو (الذكر)، لهذا يقال بأن عبادة الذكر هى مؤدية الشكر على الوجه الأمثل قال تعالى فى الحديث القدسى:








"يا أبن آدم اذا ذكرتنى شكرتنى واذا نسيتنى كفرتنى."








ما هو الصراط المستقيم؟








آيات كثيرة  تتحدث عن الصراط المستقيم و من أنعم الله عليهم به، ونحن نقول  فى فاتحة الكتاب فى  الخمس صلوات المفروضة  فى كل ركعة 17 مرة يوميا (اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم)








(إن إبراهيم كان أمة قانتا لله و لم يك من المشركين .شاكرا لأنعمه إجتباه و هداه إلى صراط مستقيم) النحل 120-121








وقال الله عن هدى الله لمحمد (صلى الله عليه و سلم) للصراط المستقيم:








(قل اننى هدانى ربى الى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا و ما كان من المشركين) الآنعام 161








(..... وإجتبيناهم و هديناهم إلى صراط مستقيم) الأنعام 87








(ولو نشاء لطمسنا على أعينهم فاستبقوا الصراط فـأنى يبصرون) يس 66








(أفمن يمشى مكبا على وجهه أهدى أمن يمشى سويا على صراط مستقيم) الملك  22








(والذين كذبوا بئاياتنا صم وبكم فى الظلمات من يشاء الله يضلله و من يشاء يجعله على صراط مستقيم) الأنعام 39

 






حديث عن الصراط عن عبيد  بن عمير رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه و سلم قال:








" الصراط على جهنم مثل حرف السيف ،بجنبتيه الكلاليب و الحسك فيركبه الناس فيتخطفون , و الذى نفسى بيده وانه ليؤخذ بالكلوب الواحد أكثر من ربيعة و مضر."








هذا الحديث به رموز فمثلا (الكلاليب و الحسك) اللذان على جانبى الصراط ما هما  إلا نوعين من (الشهوات الدنيوية) الرخيصة التى تتسبب فى خطف اصحابها خطفا من على الصراط المستقيم فيهون فى نار جهنم ،فحب المال و العمل من أجل كنزه بكافة الطرق و الوسائل الغير مشروعة و إرتكاب الموبقات فى سبيل الحصول عليه ما هو إلا (كلوب) هائل يسحب الملايين من الناس من على الصراط ليهوى بهم فى نار جهنم .








ماهو الصراط المستقيم الذى تتحدث عن الآيات و الأحاديث النبوية الشريفة؟

 






أولا: الصراط ليس بطريق مادى منشأ بين الدنيا و الآخرة مارا فوق نيران الجحيم بالمعنى الحرفى للحديث الشريف ، لكنه طريق علم و سلوك تعبدى ذو معالم واضحة موجودة فى كثير من الآيات القرآنية التى تحمل الأوامر الصريحة بإتباع الصراط المستقيم.

 






والصراط المستقيم علم له خطوات لا يتم كشفها إلا بالذكر خاصة  لفظة (الله )








 








ثانيا : للصراط المستقيم بدايات و نهايات يربط بينهما الباقيات الصالحات كمرحلة و سطية أساسية لا يمكن الوصول للنهايات إلا بها .








البدايات : وتشمل خطوات الصراط التى تحقق فرض شهادة أن لا إله إلا الله و تشمل الدعاء و خاصة الأسماء الحسنى و الصلاة على رسول الله صلى الله عليه و سلم و الإستغفار و التوبة بالإضافة إلى الفروض الأساسية كالصلاة و الزكاة و الصوم والحج و نوافلها المعروفة بالإضافةإلى الاعتقدات القلبية كالإعتصام بالله و التوكل عليه و الصبر و الرضا و اليوم الآخر و الأمر بالعدل و كل ما يتعلق بالشرائع المختلفة فى الإسلام.








النهايات : عبارة عن خطوات الصراط المستقيم السرية و تحتوى على أسرار التوحيد فى ملة إبراهيم و بها الوصول إلى المعارف الألهية العظمى ومنبع العلوم اللدنية و المواهب العليا و الملك العظيم و التأييد بالروح و عمل المعجزات التى أشتهر بها الأنبياء و المرسلين و أولياء الله الصالحين وهذه الخطوات تشمل الأسم الأعظم ، و حقيقة الكتاب و كلمات الألوهية التامات بالإضافة إلى آيات الحكمة البينات.








والباقيات الصالحات: هى حلقة الوصل بين البدايات و النهايات...








فنهاية البدايات هى العمل بالباقيات الصالحات بذكر و تسبيح كلمة (الله) التى تعتبر هدف التوحيد و مركز الصراط المستقيم الذى تتلاقى عنده البدايات بالنهايات، و كلمة (الله) هى التى تحقق الشهادة بقانون الألوهية و تكشف بأنوارها بقية  خطوات الصراط المستقيم السرية ، لهذا تعتبر الباقيات الصالحات نهاية البدايات و بداية النهايات.








إذا الصراط المستقيم ما هو إلا عبادة الله بخطوات ثابته مميزة مشروعة بأوامر صريحة من الله و رسوله ، ونظرا لأهميتة هذا الصراط لليشرية لإنقاذهم من براثن أبليس وألاعيبه و الذى به سيدخلون الجنة التى طرد هو منها ، لذا فقد تولى الشيطان مهمة إضلال البشر عن الصراط المستقيم و طمس معالمه تماما حتى أصبحت المسلمين  تتخيل  أن الصراط مجرد طريق فوق النار صعب المرور عليهرلأنه شديد المعاثر و المزالق وأحد من حد السيف ، و لا يعلمون أنه علم دينى ذو معالم ثابتة و محددة يمكن للإنسان المؤمن أن يعلمها و يؤديها بكامل تفاصيلها و هو مازال على قيد  الحياة وقبل يوم الحساب حتى يأتى آمنا يوم القيامة فيكون مروره على الصراط بكل قوة و تمكن لعلمه المسبق بخطوات الصراط المستقيم الواجبة على المؤمنين ، قال تعالى على لسان أبليس :








" قال فبما أغويتنى لأقعدن لهم صراطك المستقيم."   الأعراف 16








وأبليس وذريته و مكائده المستمرة لبنى آدم هم من أكبر خاطفى المؤمنين من على الصراط ، و هم يمثلون الكلاليب و المعاثر و المزالق القائمة على جانبى الصراط كما بينتها الأحاديث النبوية الشريفة.








وكلمة (الله ) هى مركز الصراط المستقيم و تكشف بأنوارها بقية خطوات الصراط المستقيم. وتمام النور لأى نفس بشرية يبدأ بذكر (الله) فى كل وقت ليلا و نهارا وقبل شروق الشمس و قبل غروبها وإدبار السجود و النجوم لأنها اللفظة المانحة للإنوار العليا للمعارف الإلهية العظمى و هى وحدها كاشفة "الصراط المستقيم" الذى فيه أول خطوة هى "الأسم الأعظم لله" متمم النور و مكمل النفوس البشرية بإذن من كلمة الله. فمن لم يأخذ هذه الكلمة النورانية له ذكرا و تسبيحا فقد حرم نفسه من كل النوروسوف يظل فى (جهنم الأرض) ليس بخارج منها.








***








كلمة (الله )








الهدف الأعلى للتدين هو التوحيد و خلاصة التوحيد هو معرفة الله الذات الألهى الحى ذو العرش المجيد ، و هذه المعرفة لا تتكون عند المؤمنين إلا بكلمة (الله) ، فهى النور الممنوح لمذكريها و مسبحيها و هى الأساس لبناء الأنسان روحيا وسر البصيرة كامن فيها  وبدونها لا تتكون للإنسان (بصيرة نورانية) يرى بها الحقائق الكلية للوجود و الموجودات , فبدون كلمة (الله) العالم كله ظلمات وجهالات فى المعارف الألهية ... وكلمة (الله) هى النور الذى يبدد هذه الظلمات ويزيل الجهالات ،قال الله تعالى ضاربا المثل بنور كلمة الله و ظلمات الجهالات:








( أو كظلمات فى بحر لجى يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض اذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور) النور 40








(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) هذه الآية لها وجهين فى معناها .








المعنى الأول : اذا نظرنا لكلمة( الله )فى العبارة السابقة على أنها الذات الألهى (الفاعل) الجاعل النور لمن يشاء من عبيدة .....








فيكون معنى الآية أن: الله بيده النور يمنحه لمن يشاء ويرضى و يمنعه عن من يشاء ، فالنور مرهون بالمشيئة الربانية و لا دخل للإنسان وقدرته للحصول على هذا النور..








والمشيئة الربانية قررت قانون عام للحصول على النور هو : ذكر و تسبيح كلمة الله منبع النور الألهى لكل البشر ، وأنزل تفاصيل هذا القانون كتابة فى شكل أوامر ربانية و آيات قرآنية ، وبذلك أصبحت المشيئة الربانية مفتوحة للجميع بلا أستثناء  و لكنها محددة بقانون شرط الحصول على هذا النور و هو ذكر و تسبيح كلمة الله ، و بذلك يمكننا  أن نقول :

 






"المشيئة الربانية للحصول على النور مفتوحة للكل بشرط  " ولله المثل الأعلى نضرب مثالا لذلك ألا و هو  "شركة النور"








فالشركة يمكنها توصيل وصلات النور الكهرباءية لكل مواطن يسكن فى دائرتها السكنية ، ولكن بشرط وهو أن يكون (مشترك) فى شركة النور ويدفع ثمن كيلوات الكهرباء التى يحددها العداد ... ومن لم يشترك من المواطنين فى شركة النور و لم يقم بكل أجراءات الإشتراك فليس له  الحق فى النور حسب قوانين الشركة المعمول بها . وشرط الإشتراك هذا هو

 






المعنى الثانى:  للعبارة القرآنية :(ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور )








فإذا نظرنا إلى كلمة الله فى العبارة السابقة على أنها الكلمة الممثلة لمنبع النور الألهى فى الأرض باعتبارها مفعول به و الانسان هو الفاعل ففى استطاعته وقدرته الشخصية أن يتناول هذه الكلمة ليسبح بحمدها و يذكرها منفذا أوامر المشيئة الربانية ، وفى هذه الحالة تكون قد وافقت مشيئته الشخصية المشيئة الربانية فيحصل على النور الألهى فى الكلمة الألهية (الله) تماما كما يحصل المواطن على (النور الكهربى) من الوصلة التى وصلتها له شركة النور بعد دفع الاشتراكات المقررة








فالذات الألهى الفاعل يمثله فى المثل شركة النور بقوانينها








والله ككلمة هو الوصلة النورانية الممتدة من منبع النور الى كل من أراد الإنارة بشرط دفع الإشتراكات و هى بالنسبة للنور الألهى ما هى إلا التسابيح و الأذكار اليومية و فى مقابلها النور الألهى الذى يملأ الروح البشرية بأدق و أرفع العلوم و المعارف الألهية الكبرى و حقائق الكون و مكوناته و كائناته.








أما الإنسان الذى لا ينفذ أوامر المشيئة الربانية بذكر و تسبيح كلمة الله ، فله مشيئة شخصية  و إرادة حرة تعارضت مع المشيئة الربانية و قوانينها ، كفاعل رفض الوصلة الربانية و هى كلمة الله و لم يشترك بأى اشتراكات للنور فلم يسدد ما عليه من ذكر وتسبيح فليس له نصيب فى النور لأنه " لم يجعل الله له نورا فما له من نور"








كلمة (الله) فاعل و مفعول به فى آن واحد:








كلمة (الله) عندما يتناولها المؤمن بالذكر و التسبيح بمشيئته وارادته الحرة المختارة يكون (فاعلا) وهى مفعول به (ككلمة)

"




يذكرها وقتما يشاء ويسبحها حينما يريد ، ورغم ذلك فهى تتفاعل مع المؤمن حيث تمده بالأنوار القلبية والفكرية وتفجر النور فى أعماقة فتصبح هى بذلك (الفاعلة الحقيقية) لتبديد الظلمات و الجهالات من النفس البشرية ، أنها تشبه الدواء للمريض...








فمع أن المريض هو الذى يتناول الدواء فيكون هو (الفاعل )  والدواء (مفعولا به) إلا أنه بعد أن يتناوله يصبح الدواء هو (الفاعل ) بآثاره الشفاءية على المريض.

 






مما سبق يتضح أن : كلمة (الله) هى المعنية و المقصودة  بعبادة (الباقيات الصالحات) فالتسبيح   لها و الحمد لها و الذكر بها وكل الآيات التى قيلت عن (ذكر الله) تخصها ، فالمقصود من مجموع هذه الآيات هى الكلمة المفردة (الله)، قال تعالى يرشدنا لهذه الكلمة المقدسة :








(وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة..) الزمر 45








وقال الله تعالى لرسوله (صلى الله عليه وسلم):








(... قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون) الأنعام 91








فكلمة الله المفردة هى النور الممنوح لكل مخلوقات السماوات والأرض، قال تعالى:








( الله نور السماوات و الأرض مثل نوره كمشكاه فيها مصباح المصباح فى زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية و لا غربية يكاد زيتها يضىء و لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شىء عليم فى بيوت أذن الله أن ترفع و يذكر فيها أسمه يسبح له فيها بالغدو و الآصال .رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله) النور 35-37








فالذات الألهى هو الهادى لنور (الله) المفردة والتى خصصها لأنارة السماوات و الأرض ومن فيهن.








كلمة (الله ) هى البداية و النهاية :








المسبحون بالحمد و الذاكرون لكلمة (الله) هم الذين وصلول لنهاية الصراط المستقيم الظاهرية فليس بعدها من خطوات   على الصراط واضحة المعالم يمكن البرهنة عليها بصريح العبارة مثل الخطوات السابقة ، فبقية الخطوات على الصراط المستقيم التى تلى مرحلة تسبيح و ذكر كلمة (الله) هى خطوات باطنية و أسرار الاهية لا تكتشف إلا بنور كلمة (الله) فهى وحدها التى تكشف بقية خطوات الصراط المستقيم الخفية و ما خفى كان أعظم..








ومرحلة و تسبيح كلمة (الله) مرحلة كبرى فى حياة المؤمنين فيها يرتقون إلى مرحلة (الإحسان) وفيها يعبدون الله وكأنهم يروه سبحانه ،وتستغرق هذه المرحلة سنوات و سنوات قبل أن تكشف بقية الصراط المستقيم السرية .. فالصراط لم ينته عند كلمة (الله) إلا لكى يبدأ بداية جديدة مع الأسرار الألهية والفتوحات الربانية الكبرى ، فبعد قولنا ربنا (الله) تبدأ استقامة جديدة لتكمله بقية (الكلمات العشر الباقيات) التى سيتناولها المحسنون بعد كلمة (الله) بالذكر و التسبيح مثل كلمة (الله) تماما،








قال تعالى عن (الاستقامة) بعد كلمة (الله) المفردة :








" ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا    تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا وأبشروا بالجنة التى كنتم توعدون." فصلت 30








بماذا نذكر ؟








الله،  ربنا، أسم ربنا...








فالله هو الكلمة الأولى من الكلمات العشر التامات ويليه مباشرة : اسم ربنا و المقصود به (الأسم الأعظم) و يخصصه من الكلمات العشر التامات عدد (4 كلمات مترادفة) تذكر على أربع مراحل مختلفة للتحقق بالأسم الأعظم ...








تلى مرحلة (الأسم الأعظم الكلية) مرحلة (الصفة العظمى) ويخصها كلمة واحدة من الكلمات العشر التامات ، يليها مرحلة عظمى هى مرحلة (ربنا) و المقصود هنا هو (حقيقة الرحمن) الذاتية وليس بصفته الرحمانية ويخصه من الكلمات التامات عدد  ( 4 كلمات تامات)  للتحقق بحقيقة الرحمن الذاتية ، و هذه المرحلة و حدها تستغرق (14 سنة) عملا بالباقيات الصالحات








ثم يلى هذا كله مرحلة ذكر الأحدية وهى تجمع بين أعلى كلمتين من الكلمات العشر التامات  وهما (الله) و (حقيقة الرحمن)

 






قال الله تعالى  عن هذه المرحلة الختامية:








" إنما الهكم الله الذى لا إله إلا هو وسع كل شىء علما .كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق وقد آتيناك من لدنا ذكرا . من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزرا . خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا." طه 98 -101








و(حقيقة الرحمن الذاتية) هى الكلمة التى تلى كلمة (الله) فى مقام الألوهية ، وهى وحدها (كتاب) قائم بذاته فى تجلياته النورانية و تجلياته الإلهية و هو المعروف (بالكتاب والحكمة)...








والكلمات العشر التامات فى مجموعهن هن منبع المعارف وأسرار علم التوحيد فى ملة إبراهيم عليه السلام .     

 








تم بحمد الله





 
التعليقات
 
لا نوجد تعليقات مضافة

 

الرئيسية | افتتاحية الموقع | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا