أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
منتديات رحابي


Go Back   منتديات رحابي > رحابي .. كلام كبير > سياسة واقتصاد


12/01/2009
7:22:29 AM
 

تاريخ التسجيل : 23/12/2007
عدد المشاركات :161
Postما كتبته الجزيرة عن مصر

محمد بن المختار الشنقيطي

دموع مدرارة ذُرفتْ على غزة، لكن دموعا أكثر يجب أن تُذرَف على مصر.

فقد صرح وزراء الخارجية الأوروبية الذين زاروا إسرائيل من أيام بعد زيارتهم لمصر بأن الرئيس المصري حسني مبارك قال لهم بالحرف "لا يجوز السماح لحماس بالخروج من القتال الحالي منتصرة" (صحيفة هآرتس 06/01/2009).

"
الشعب المصري الأبي لا يستحق الإهانة أو جرح المشاعر مهما فعل حكامه الأفاعيل، لكن القيادة السياسية المصرية تستحق سماع الحقيقة العارية حول دورها الرديء في المذبحة الدائرة بغزة
"
لست مع إهانة الشعب المصري الأبي أو جرح مشاعره الوطنية العميقة الجذور، فهو لا يستحق الإهانة أو جرح المشاعر مهما فعل حكامه الأفاعيل، ولست مع تعميق الجفوة بين الشعوب العربية فقد نالها ما يكفي من التمزق على خطوط الطائفية والسياسة والأديولوجية.. لكن القيادة السياسية المصرية تستحق سماع الحقيقة العارية حول دورها الرديء في المذبحة الدائرة بغزة.

كتب المحلل السياسي الإسرائيلي آلوف بن يوم 04/12/2009 في صحيفة جيروزالم بوست أن "المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومصر يمنح إسرائيل الوقت لإكمال هجمتها البرية على غزة من أجل إضعاف نظام حماس إضعافا مزمنا". وأنهى الكاتب الإسرائيلي تحليله بغبطة قائلا "إن الدعم المصري غير المتوقع لإسرائيل في صراعها مع حماس كان مفاجأة سارة لإسرائيل، طبقا لدبلوماسيين إسرائيليين".

وفي صحيفة نيويرك تايمز كتب الكاتب الصهيوني ولسان المحافظين الجدد الأميركيين وليام كريستول في اليوم ذاته، مطمئنا أحباء إسرائيل في أميركا أن خسارة إسرائيل في لبنان على أيدي حزب الله عام 2006 لن تتكرر في غزة على أيدي حماس.

والأسباب ثلاثة بحسب كريستول "فجنوب لبنان منطقة جبلية يحدها شمال لبنان والأرض السورية التي يستطيع حزب الله التزود منها بالسلاح من سوريا ذاتها ومن إيران. أما غزة فأرض منبسطة تحدها إسرائيل والبحر ومصر، فلا يوجد صديق لحماس".

وهكذا رضيتْ القيادة المصرية أن تتساوى مع العدو الإسرائيلي الغاشم ومع أمواج البحر الصماء.. في انعدام الإحساس الإنساني بمأساة غزة وأهل غزة، كما رضيتْ بأن يقوم الجيش المصري المجيد -الذي كان في الأيام الغابرة رأس الحربة في التصدي لإسرائيل- بدور المساند للجيش الإسرائيلي.

وإلا فما الفرق بين أن يذبح "حزب الكتائب" مئات الفلسطينيين العزل في صبرا وشاتيلا والجيش الإسرائيلي يحاصر ويراقب من بيروت، وبين أن يذبح الإسرائيليون مئات الفلسطينيين العزل والجيش المصري يحاصر ويراقب من معبر رفح؟!

يؤسفني هذا التشبيه –فلا يستحق الجيش المصري المجيد هذا التشبيه- لكن أرواح الشهداء المزهَقة، ودماء الجرحى النازفة، وآهات الثكلى الآخذة بنياط القلوب، وذبح الأطفال تحت سمعنا وبصرنا.. يستلزم منا تسمية الأمور بأسمائها.

فالقيادة السياسية المصرية اليوم شريك أصيل في المذبحة الدائرة في غزة، حقدا على حركة حماس، واستهتارا بالدم الفلسطيني، وإرضاء للإسرائيليين والأميركيين.

"
القيادة السياسية المصرية اليوم شريك أصيل في المذبحة الدائرة في غزة، حقدا على حركة حماس، واستهتارا بالدم الفلسطيني، وإرضاء للإسرائيليين والأميركيين
"
إن أولوية الأوليات بالنسبة للنظام المصري هي إرضاء الأميركيين. أما الأميركيون فقد استعبدهم الإسرائيليون وأعموا بصيرتهم، فبرهنوا على غباء ما بعده غباء، وزرعوا بذور الظلم والحيف التي ستطاردهم عقودا مديدة.

لذلك لا عجب أن تكون الآن بمعبر رفح قوة من سلاح المهندسين الأميركي تساعد القوة المصرية هناك على إحكام إغلاق المعبر.

ولعل مهمتها الحقيقية مراقبة الجنود والضباط المصريين الذين تتقطع قلوبهم حزنا وهم يقومون بهذه المهمة القذرة، وخوفا من أن يبدو من أي منهم تعاطف إنساني مع إخوانهم الذين يتم ذبحهم بدم بارد في نطاق مغلق.

إننا نحصد اليوم الثمرات المريرة لزيارة السادات المشؤومة إلى القدس، وتسليم مفاتيح المنطقة لأميركا وإسرائيل. كان السادات مصابا بمركب النقص تجاه القوة الأميركية والإسرائيلية، وتجاه شعبية عبد الناصر وكارزميته، فقرر أن يبحث عن طريق جديد "لإثبات الذات" (عنوان مذكراته)، فارتكب المنكر السياسي الذي نجني مراراته اليوم. ثم جاء حسني مبارك فتوغل أكثر في ذلك الطريق المشؤوم، حتى رأينا اليوم ما كان تصديقه مستحيلا من قبل، حتى في أيام السادات.

قد يفهم الإنسان أن لا تريد القيادة السياسية المصرية انجرار مصر إلى حرب مفتوحة مع إسرائيل في ظل ميزان قوة مختل (حتى وهي أول مسؤول عن اختلاله)، وقد يفهم حرصها على اتفاق كامب ديفد مع إسرائيل حرصا على البقاء في السلطة تحت الحماية الأميركية (وقد كان التحامها بشعبها واعتمادها عليه أولى).. أما أن تمنع دخول الأطباء إلى غزة، وخروج الجرحى من غزة، وترد الجسور الطبية والمساعدات الإنسانية القادمة من قطر وليبيا، وتصر على أن يستمر الحصار القاتل على شعب أعزل يُقتَّل تقتيلا.. خوفا من الكاميرات الإسرائيلية على المعابر (كما يفهم من تبريرات الرئيس مبارك نفسه).. فهو أمر يدعو إلى الاشمئزاز حقا.

لقد خذلت القيادة المصرية الحالية دماء الشهداء المصريين، وروابط الأخوة مع الفلسطينيين، وريادة مصر للعرب أجمعين.. وحولت مصر من بلد قدوة، يقود كتابها كل العرب نحو التنوير، ويقود جنودها كل العرب نحو التحرير.. إلى بلد في مؤخرة المؤخرة، يسحب العرب من أذنابهم إلى بيت الطاعة الأميركي ذي السيد الإسرائيلي.

ولا يستحق الشعب المصري الأبي مكانة الذنَب، وهو لم يقبل بهذا الدور الرديء قط طيلة تاريخه الضارب في القدم. لكنه حصاد منطقي للاستسلام لعدو لا يعرف رحمة، ونتيجة منطقية للانكفاء على الذات المتضخمة.

"
الاستمرار في إغلاق هذه المعابر جريمة حرب في القانون الدولي الذي يلزم الدول بفتح حدودها أمام ضحايا الحروب، وهو فضيحة في العرف الإنساني الذي يلزم بنصرة المظلوم، وإطعام الجائع، ومداواة الجريح
"
لقد أحسن الشيخ حسن نصر الله صنعا حينما طالب المصريين النبلاء بفتح معبر رفح بصدورهم، وأنا أضم صوتي إلى صوته، وهو صوت كل عربي أبي.. فلا خير فينا إن لم نقلها، ولا خير فيهم إن لم يسمعوها.

أما رد القادة المصريين على ذلك بأنه إعلان حرب على مصر، فهي محاولة باهتة للتستر على السوءة التي انكشفت، والعار الذي لا يمكن غسله. فمتى كان شعب مصر متواطئا مع عدوه وعدو أمته؟! ومتى ماتت فيه الشهامة والكرامة والعزة والإيمان حتى يكون دعوته للنصرة حربا عليه؟!

وأما قول صحيفة الأهرام إن فتح المعابر "توريط لمصر" فهو قلب للحقائق رأسا على عقب، فالذي يورط مصر هو من يستعبد شعبها ويدمر اقتصادها، ويربي أبناءها على الهوان، ويعزلها عن أمتها وامتداها الإستراتيجي. فليست مصر بحاجة إلى من يورطها اليوم، فقد ورطتها قيادتها التي فرضت عليها ثلاثة عقود من انهيار القوة وانحسار الدور.

رحم الله الأيام الخوالي التي كان الجيش المصري يتحرك فيها لتحرير فلسطين، وكانت القيادة المصرية تحاصر إسرائيل بالدبلوماسية الدولية النشطة في مؤتمر باندونغ وغيره.. فلا أحد يريد هذا اليوم ولا يطمح له.. إن ما نريده اليوم هو فتح معابر غزة مع مصر، وهي الشريان الوحيد الذي يستطيع سكان غزة التنفس منه، وتضميد جراحهم، وشراء قوتهم، واستقبال ما يجود به الضمير العربي والإنساني من فُتات.

إن الاستمرار في إغلاق هذه المعابر جريمة حرب في القانون الدولي الذي يلزم الدول بفتح حدودها أمام ضحايا الحروب، وهو فضيحة في العرف الإنساني الذي يلزم بنصرة المظلوم، وإطعام الجائع، ومداواة الجريح، بغض النظر عن الدين والعرق والوطن.

فإذا لم يتم فتح هذه المعابر اليوم، فلتبك البواكي على مصر، لا على غزة.

 
  اضافة رد




12/01/2009
8:38:29 AM
 

تاريخ التسجيل : 06/03/2008
عدد المشاركات : 303
Postومزيد للأسف...

السياسة المصرية في مأزق العدوان على غزة    
 
 

 

ياسر الزعاترة

كان مثيرا للدهشة أن تلجأ الدبلوماسية المصرية لتركيا من أجل طرح مبادرة بشأن ما يجري في قطاع غزة، فمصر التي رأت نفسها على الدوام المحور الأكثر أهمية في الإقليم تبعث بوزير خارجيتها إلى أنقرة للاستنجاد برئيس وزرائها على أمل الخروج من مأزق اتهامها من قبل الجماهير العربية والإسلامية -وبعض الأنظمة كذلك- بالتواطؤ مع العدوان على قطاع غزة.

الأتراك أنفسهم أصيبوا بالدهشة، كما عسكت ذلك صحافتهم وتصريحات بعض سياسييهم. وقد كشفت بعض المصادر التركية كيف كال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أقذع الشتائم لحركة حماس، ما اضطر الأتراك إلى الرد عليه.

"
لا خلاف على أن القاهرة في مأزق، الأمر الذي تعكسه وصلات الردح السياسي اليومية في الصحافة والمحطات التلفزيونية ضد منتقديها، وقد وصل الأمر بصحيفة قومية أن تكتب في عنوانها الرئيسي: العميل رقم واحد، وتقصد السيد حسن نصر الله
"
لا خلاف على أن القاهرة في مأزق، الأمر الذي تعكسه وصلات الردح السياسي اليومية في الصحافة والمحطات التلفزيونية ضد منتقديها، وقد وصل الأمر بصحيفة قومية أن تكتب في عنوانها الرئيسي "العميل رقم واحد"، وذلك في وصف السيد حسن نصر الله، وبالطبع على خلفية مطالبته المصريين بالخروج إلى الشوارع احتجاجا على سياسة نظامهم حيال الفلسطينيين في قطاع غزة، بينما رد أبو الغيط شخصيا على نصر الله والإيرانيين بطريقة مثيرة تتحدث عن تدمير حزب الله للبنان وهزائم إيران وإمكانات الجيش المصري الكبيرة!!

في هذه الأجواء كان من الطبيعي أن تتجاوز القاهرة الأعراف الدبلوماسية وتغامر بطلب النجدة من تركيا التي لم يجد رئيس وزرائها بدا من اهتبال الفرصة رغم انشغاله بالحملة الانتخابية لحزبه (العدالة والتنمية) في البلديات، حيث طار سريعا إلى عدد من العواصم لمتابعة الملف، وذلك في سياق ما قيل إنه مصالحة عربية (نعم مصالحة عربية!!)، مع أن الهدف الرئيسي هو إيجاد مخرج لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

في هذه الأجواء وبعد زيارة أبو الغيط لأنقرة، جاء خطاب الرئيس المصري ليزيد في مشاعر الخيبة التي تعتمل في نفوس المصريين، حيث أصر الرجل على عدم فتح المعبر إلا بالتوافق مع السلطة الفلسطينية والاتحاد الأوروبي، في حين يؤكد قضاة وحقوقيون مصريون أن القانون الدولي لا يفرض على مصر إبقاء المعبر مغلقا، مع العلم أنهم منعوا من تنظيم مؤتمر لهذا الغرض، في حين يعلم المعنيون أن اتفاق المعابر الذي وقع بترتيب من محمد دحلان بموافقة الرئيس الفلسطيني محمود عباس عام 2005 كان بين السلطة والدولة العبرية والاتحاد الأوروبي.

الرحيل إلى أنقرة من زاوية النظر المصرية -وإن بدا جزءا من مساعي الخروج من مأزق العدوان على غزة- هو من جانب آخر محاولة لاستقطاب تركيا في المواجهة مع إيران التي تشعر مصر بتمددها المستمر في المنطقة على حسابها، مع ما ينطوي عليه ذلك من تأكيد لمقولات بعض السياسيين حول واقع أن اللاعبين الأساسيين في المنطقة هم تركيا وإيران وإسرائيل، بينما تكتفي مصر بمتابعة المشهد من دون تأثير يذكر، ولا قيمة بالطبع لمقولات السياسيين المصريين المؤكدة على أن أحدا لن يتمكن من تحجيم الدور المصري لأن السياسة هي موازين قوى وفعل على الأرض وليست مجرد كلام وتمنيات.

في زيارته لأنقرة طرح أبو الغيط مبادرة لحل المعضلة في قطاع غزة من أربع نقاط خلاصتها إعادة التهدئة وفتح المعابر (ليس بينها معبر رفح)، أي إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل انتهاء التهدئة الأخيرة، الأمر الذي لا تقبله حماس نظرا لما ينطوي عليه من إبقاء للقطاع بين الحياة والموت، وبالطبع انتظارا لأجواء سياسية يعتقد المصريون والسلطة بأنها ستكون أفضل لإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل انتخابات مطلع 2006.

"
نجحت القاهرة في تجاوز مطلب قطر وبعض الدول العربية الأخرى بعقد قمة عربية طارئة واستبدلته بلقاء لوزراء الخارجية، إلا أن من المشكوك فيه أن ينطوي ذلك على تبرئة لها أمام الجماهير العربية والإسلامية، أو إخراجاً لها من مأزق تراجع دورها وحضورها في المنطقة
"
صحيح أن القاهرة قد نجحت في تجاوز مطلب قطر وبعض الدول العربية الأخرى بعقد قمة عربية طارئة، واستبدلته بلقاء لوزراء الخارجية كانت قراراته في جوهرها نصرة لها في مواجهة "المزيادات"، إلا أن من المشكوك فيه أن ينطوي ذلك على تبرئة لها أمام الجماهير العربية والإسلامية، أو إخراجاً لها من مأزق تراجع دورها وحضورها في المنطقة، لاسيما أن القناعة السائدة بشأن مؤسسة الجامعة العربية هي أنها صارت أقرب إلى فرع للخارجية المصرية.

والحال أن محددات الموقف المصري من حماس إنما تعود إلى جملة من العوامل، لعل أبرزها التعاطي مع الحركة بوصفها امتدادا لحركة الإخوان المسلمين المطاردين في الداخل، إضافة إلى التراجع التقليدي أمام الضغوط الأميركية والمطالب الإسرائيلية، وهو تراجع يتعلق بصفقة تجنب ضغوط الإصلاح الأميركية مقابل الدفع من جيب القضايا التي تهم واشنطن وتل أبيب، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والعراقية، وربما سائر القضايا الحيوية الأخرى (السودان، الصومال وسواهما).

وهنا تحديدا تبرز مسألة الحرص على تمرير التوريث من قبل عائلة الرئيس المصري وحلفائها من السياسيين ورجال الأعمال، مقابل حرص مدير المخابرات عمر سليمان -الممسك عمليا بملف السياسة الخارجية- على إثبات أفضليته للمنصب، ربما لأنه يضيف إلى المواقف المطلوبة على الصعيد الخارجي قدرة على التحكم بالوضع الداخلي في ظل تنامي المعارضة الداخلية وعلى رأسها الإسلامية (الإخوانية)، الأمر الذي قد يمنحه الأفضلية بالفعل في عرف الدوائر الأميركية.

عودة إلى السياق المتعلق بالهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة والذي عاشت مصر خلاله واحدة من أسوأ أوضاعها أمام الرأي العام العربي والإسلامي الذي حمّلها بشكل مباشر مسؤولية الهجوم، حيث اتهمها بالتحريض، فضلاً عن التواطؤ، الأمر الذي انعكس مظاهرات واعتصامات أمام سفاراتها في عدد من العواصم العربية، بل وصل الأمر حد اقتحام إحداها كما في مدينة عدن اليمنية.

حدث ذلك في ظل تخبط وارتباك في الموقف لم يسبق له مثيل، بدأ بإعلان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني الحرب على حماس وقطاع غزة من قلب القاهرة، وتواصل بتحميل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط المسؤولية لحركة حماس، وإلى جانبه محمود عباس، وبالطبع بدعوى وقفها العمل بالتهدئة..

ثم تواصل بإصرار الرئيس المصري على عدم فتح معبر رفح من دون وجود السلطة ومندوبي الاتحاد الأوروبي، واختتم بتصريحات أبو الغيط حول ضيق المعبر وعدم قدرته على استيعاب تدفق المساعدات بشكل جيد.

والخلاصة التي فهمها المعنيون منذ زمن، هي تلك التي عبّر عنها رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب المصري بقوله إن مصر لن تقبل بإمارة إسلامية في قطاع غزة، والتي لا يمكن النظر إليها بوصفها محض رد من قبل القاهرة على رفض حماس حضور الحوار الفلسطيني قبل أسابيع، لأن هدف الحوار في الأصل هو التمديد للرئيس محمود عباس، إلى جانب تهيئة الأجواء لانتخابات تعيد الأوضاع في القطاع إلى ما كانت عليه قبل الانتخابات، ونسخ ذلك التحول من كتاب السياسة الفلسطينية.

"
على المصريين أن يفصلوا بينهم وبين نظامهم السياسي، تماما كما تفعل سائر الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، لاسيما أن معاناتهم منه تبدو أكبر من معاناة الأمة
"
ما ينبغي التركيز عليه هنا أن الأمر لا يتوقف عند معضلة الموقف المصري من حماس، بل يتعداه إلى القضية برمتها، فالقاهرة هي التي مررت قتل ياسر عرفات حليفها التاريخي، وهي التي رتبت الخلافة لأعدائه المطلوبين أميركيا وإسرائيليا وما زالت تمنحهم الرعاية رغم علمها ببرنامجهم المعادي للمقاومة وسقفهم السياسي البائس في المفاوضات كما أكدت ذلك مسيرة العامين الأخيرين، والتي كان يمكن أن تتوصل إلى صفقة سيئة لو وافق الإسرائيليون على منحهم -أعني قادة السلطة- بعض التنازلات فيما يتعلق بملف القدس، وهي التنازلات التي سيكون بالإمكان الحصول عليها إذا فاز حزب كاديما، لاسيما أن الفريق الصهيوني المحيط بالرئيس الأميركي الجديد يؤمن بهذا الطرح، ويعتقد بأن على الدولة العبرية أن تهتبل الفرصة قبل وقوع تحولات دولية، الأرجح أنها لن تكون في صالحها.

هكذا تعيش الأمة أزمة دولتها الكبرى، وتراجعها الكبير على إيقاع تمرير التوريث وصراع السلطة وإرادة النظام قمع المعارضة الشعبية من دون ضجيج وانتقادات خارجية، وبالطبع على حساب دور مصر وحضورها وأمنها القومي، الأمر الذي ينبغي أن يواجه بمزيد من الحراك الشعبي الداخلي، ونقول بمزيد، لأن حراكا كهذا يتوفر بالفعل، وإن لم يرق إلى حجم التراجع الذي تعيشه الشقيقة الكبرى.

بقي القول إن مأزق التعاطي مع الشأن المصري من قبل المحللين يتمثل في رفض بعض إخواننا المصريين لأي انتقاد خارجي لسلوك نظامهم، واعتباره شكلا من أشكال الانتقاد للبلد والشعب برمته، وهي معضلة لا ندري كيف يمكن التعامل معها، لاسيما أننا كحريصين على هذه الأمة ندرك أن مصر هي الشقيقة الكبرى وشعبها هو الأكثر حرصا على قضايا الأمة.

وهذا يدفعنا إلى أن نتمنى عليهم أن يفصلوا بينهم وبين نظامهم السياسي، تماما كما تفعل سائر الشعوب العربية والإسلامية الأخرى، لاسيما أن معاناتهم منه تبدو أكبر من معاناة الأمة.. حفظ الله مصر من كل سوء، وأبقاها وشعبها الأبي ذخرا للإسلام والمسلمين.
ــــــــــ
كاتب فلسطيني

 
المصدر: الجزيرة
 
اضافة رد
عدد الردود 1







الرئيسية | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا