بناءا على رغبة الأستاذ الفاضل / إبراهيم سري يتم إعادة نشرة هذا المقال مرة أخرى
وبرجاء التفريق بين مصر أرض الكنانة كوطن وبين المواطن ذو الأخلاق والشهامة وخفت الدم وبين قلة تحكم الوطن والمواطن (الحكومة) والتمس من السادة القراء أن يشعر بإعتزاز وفخار هذا الكاتب السعودي بوطن غير وطنة وحب إنتماؤه لنا كمصريين وما نكتبة نحن عن مصر الوطن فإما أن نكتب بشجاعة عن القله اللتى نقصدها وأما أن نفتخر بمصرنا الوطن والمواطن
وهذا نص المقال
انصفوا مصر
جميل فارسي (كاتب سعودي) : بتاريخ 18 - 6 - 2008
يخطئ من يقيّم الأفراد قياساً على تصرفهم في لحظه من الزمن أو فعل واحد من الأفعال ويسري ذلك على الأمم, فيخطئ من يقيّم الدول على فتره من الزمان, وهذا للأسف سوء حظ مصر مع مجموعة من الشباب العرب الذين لم يعيشوا فترة ريادة مصر. تلك الفترة كانت فيها مصر مثل الرجل الكبير تنفق بسخاء وبلا امتنان وتقدم التضحيات المتوالية دون انتظار للشكر.
هل تعلم يا بني أن جامعه القاهرة وحدها قد علمت حوالي المليون طالب عربي ومعظمهم بدون أي رسوم دراسية؟ بل وكانت تصرف لهم مكافآت التفوق مثلهم مثل الطلاب المصريين؟ وهل تعلم أن مصر كانت تبتعث مدرسيها لتدريس اللغة العربية للدول العربية المستعمرة حتى لا تضمحل لغة القرآن لديهم, وذلك كذلك على حسابها؟ هل تعلم أن أول طريق مسفلت إلى مكة المكرمة شرفها الله كان هدية من مصر؟
حركات التحرر العربي كانت مصر هي صوتها وهي مستودعها وخزنتها. وكما قادت حركات التحرير فأنها قدمت حركات التنوير. كم قدمت مصر للعالم العربي في كل مجال، في الأدب والشعر والقصة وفي الصحافة والطباعة وفي الإعلام والمسرح وفي كل فن من الفنون ناهيك عن الدراسات الحقوقية ونتاج فقهاء القانون الدستوري. جئني بأمثال ما قدمت مصر.
وكما تألقت في الريادة القومية تألقت في الريادة الإسلامية. فالدراسات الإسلامية ودراسات القرآن وعلم القراءات كان لها شرف الريادة. وكان للأزهر دور عظيم في حماية الإسلام في حزام الصحراء الأفريقي، بل لم تظهر حركات التنصير في جنوب السودان إلا بعد ضعف حضور الأزهر. وكان لها فضل تقديم الحركات التربوية الإصلاحية.
أما على مستوى الحركة القومية العربية فقد كانت مصر أداتها ووقودها. وإن انكسر المشروع القومي في 67 فمن الظلم أن تحمل مصر وحدها وزر ذلك, بل شفع لها أنها كانت تحمل الإرادة الصلبة للخروج من ذل الهزيمة.
إن صغر سنك يا بني قد حماك من أن تذوق طعم المرارة الذي حملته لنا هزيمة 67, ولكن دعني أؤكد لك أنها كانت أقسى من أقسى ما يمكن أن تتصور, ولكن هل تعلم عن الإرادة الحديدية التي كانت عند مصر يومها؟ أعادت بناء جيشها فحولته من رماد إلى مارد. وفي ستة سنوات وبضعة أشهر فقط نقلت ذلك الجيش المنكسر إلى اسود تصيح الله أكبر وتقتحم أكبر دفعات عرفها التاريخ.مليون جندي لم يثن عزيمتهم تفوق سلاح العدو ومدده ومن خلفة. بالله عليك كم دولة في العالم مرت عليها ستة سنوات لم تزدها إلا اتكالاً؟ وستة أخرى لم تزدها إلا خبالا.
ثم انظر, وبعد انتهاء الحرب عندما فتحت نفقاً تحت قناة السويس التي شهدت كل تلك المعارك الطاحنة أطلقت على النفق اسم الشهيد أحمد حمدي. اسم بسيط ولكنه كبر باستشهاد صاحبه في أوائل المعركة. انظر كم هي كبيرة أن تطلق الاسم الصغير.
هل تعلم انه ليس منذ القرن الماضي فحسب، بل منذ القرن ما قبل الماضي كان لمصر دستوراً مكتوباً.
شعبها شديد التحمل والصبر أمام المكاره والشدائد الفردية، لكنه كم انتفض ضد الاستعمار والاستغلال والأذى العام.
مصر تمرض ولكنها لا تموت، إن اعتلت اعتل العالم العربي وان صحت صحوا, ولا أدل على ذلك من مأساة العراق والكويت, فقد تكررت مرتين في العصر الحديث, في أحداها وئدت المأساة في مهدها بتهديد حازم من مصر لمن كان يفكر في الاعتداء على الكويت, ذلك عندما كانت مصر في أوج صحتها. أما في المرة الأخرى فهل تعلم كم تكلف العالم العربي برعونه صدام حسين في استيلاءه على الكويت؟. هل تعلم إن مقادير العالم العربي رهنت لعقود بسبب رعونته وعدم قدرة العالم العربي على أن يحل المشكلة بنفسه.
إن لمصر قدرة غريبة على بعث روح الحياة والإرادة في نفوس من يقدم إليها. انظر إلى البطل صلاح الدين, بمصر حقق نصره العظيم. أنظر إلى شجرة الدر, مملوكة أرمنية تشبعت بروح الإسلام فأبت ألا أن تكون راية الإسلام مرفوعة فقادت الجيوش لصد الحملة الصليبية.
لله درك يا مصر الإسلام لله درك يا مصر العروبة
إن ما تشاهدونه من حال العالم العربي اليوم هو ما لم نتمنه لكم. وأن كان هو قدرنا, فانه اقل من مقدارنا واقل من مقدراتنا.
أيها الشباب أعيدوا تقييم مصر. ثم أعيدوا بث الإرادة في أنفسكم فالحياة أعظم من أن تنقضي بلا إرادة. أعيدوا لمصر قوتها تنقذوا مستقبلكم.
هل مصر أصبحت تاريخ ؟
هل مصر أصبحت من الماضى ؟
هل من المعقول أو المقبول أن تعيش على أطلال ماضيك ؟
كلام جميل و لكنه كلام مخدر
يجب أن يكون لك حاضر حتى تفتخر بماضيك
كانت و كانت و كانت
أين مصر الآن
ماذا مصر الآن
كيف مصر الأن
يا سيدى
إن ما أصابها ليس مرضا يرجى شفاؤه
ولا استعمارا يرجى زواله
فسدت مصر
فسادا طال منظماتها و هيئاتها و شعبها
فسادا استشرى و انتشر فى جميع أوصالها
فسادا و ظلما عاصفا انحنى أمامه الجميع
إنحناءا قسم الظهور و أدهش العقول
تسلم إيديك يا أستاذ عبد الحميد، على هذا الموضوع. حتى المقدمة التي تفضلت بكتابتها لها معاني كبيرة وعميقة. وما أحوجنا أن نستشعر تلك المعاني ونعمل بها.
ولك يا أستاذ أحمد، أقول: كلنا نشعر بما تشعر به من إحباط وألم على ما وصلت إليه أحوالنا. ومع ذلك، لو نظرت لتاريخ الأمم، لن تجد أمة صعدت لقمة واحتفظت بها طوال تاريخها. ولكن هناك دائماً صعود . . وهبوط . . وتداول بين الأمم. وقد وصلت الأمة العربية التي تراها الآن في أسوأ أحوال تاريخها، وصلت لتسيطر على جنوب غرب أوروبا، وتحكمه لما يزيد عن سبعة قرون متواصلة! سجل التاريخ هذا، فهل تصدقه عندما تنظر إلى أحوال هذه الأمة الآن؟
وانظر إلى من تتربع على رأس العالم الآن؟ متى وكيف بدأت؟ منذ مائتي عاماً تقريباً (وهذه فترة قصيرة جداً في قياس التاريخ)، وقامت بواسطة مجموعة من المساجين والمطاريد من أوروبا. اغتصبوا أرضاً بثرواتها ونهبوا وقتلوا وسفكوا دماء أصحابها الأصليين. ولا شك أن هذا هو السر الحقيقي وراء ذلك الدعم اللانهائي لإسرائيل! فعناصر النشأة كلها مماثلة، وقد قامت في قلب الوطن العربي بنفس المنوال، ولكن منذ ستين عاماً فقط.
فهل سجل التاريخ لأي فترة زمنية كانت، أن حضارة مصر وتاريخها قام على سلب أو نهب أي دولة أخرى قريبة أو بعيدة؟ كل حروبها كانت للدفاع عن النفس أو إسترداد ما سلب منها. وهذا يعني أن مصر كانت في تاريخها دولة حقوق ودولة عزة وكرامة، لم تبغ على أحد، ولكنها كانت دائماً هدفاً ومبتغى! وكم أعطت وقدمت من أرواح أبناءها وخيراتها من أجل نصرة المظلومين؟ وهي نفس مصر الآن التي تعجز عن نصرة أبناءها في صميم أحضانها! أليس هذا أمرٌ عجيب؟! ولكنها دورة من دورات التاريخ، ولابد أن يلي هذا التقهقر، تقدم ورفعة. متى؟ هذا حقاً أمرٌ محزن! فقد لا يكون في زمننا هذا، أو زمن هذه الأجيال المعاصرة! وأتمنى أن أكون مخطئاً بإذن الله تعالى.
لمن يحب بعض المعرفة عن فترة هامة جداً في تاريخ مصر المعاصر، عليه بزيارة بعض المواقع على النت، ومنها هذا الموقع المصري:http://www.faroukmisr.net/index.htm
أشكرك على هذا الرد
كلنا نعتز بمصر و نتمنى أن تنهض من هذه الكبوة
و لكن ما يزيد من الإحباط أنه ليس بوسعنا أن نغير أو نساهم فى التغيير
فالأمر خارج عن أيدينا و أتمنى من كل مصرى أن يبذل الجهد فى موقعه
و منصبه و يتقى الله فى مصر وأن يكون قدوة و مثالا يحتذى به فى أخلاقه و معاملاته
فهذا أقصى ما يمكن فعله للمساهمة فى تغيير صورة مصر و المصريين
ومن لا سمح الله شكك في إعتزاز أي منا في مصر؟ وتمنياتنا جميعاً لها بالنهوض من هذه الكبوة الكبيرة والعميقة؟ ومتى كان نيْل المطالب بالتمني؟
لذلك دعني أختلف معك تماماً في تلك العبارة "أن ما يزيد من الإحباط، أنه ليس بوسعنا أن نغير أو نساهم في التغيير، فالأمر خارج عن أيدينا"!! إذا كان هذا هو حقيقة معتقدنا أو قناعتنا في الإصلاح، فلا أمل على الإطلاق في أي إصلاح. وكأن المطلوب أن يُستبدل شعبُنا بشعبٍ آخر! أو أن يعيننا شعبٌ آخر على تغيير وإصلاح مابأنفسنا! أو أن يأتينا غيث من السماء يخرجنا مما نحن فيه! لن يحدث أي من هذا.
فلن يُستبدل شعبنا بأي شعبٍ آخر! سيبقى ويتناسل ويتوارث هذه الأرض الطيبة، ما شاء الله له أن يبقى. ولن يعيننا شعب آخر، فالشعوب التي تريد أن تتقدم وتبني حاضرها ليزدهر مستقبلها، مشغولة بذلك، ولا يعنيها أمرنا في شيء، إلا بما قد يؤثر على تحقيق غايتها. والشعوب التي تسعى للتخلف، مشغولة بتحطيم حاضرها ومستقبلها، ولا يملك أحدٌ ما يقدمه لها، مادام هذا هو إختيارها! ولا تعنينا في شيء، ويكفينا أن نهتم أولاً وأخيراً بأمورنا، على الأقل إلى أن تنصلح أحوالنا. والأمثلة على هذا كثيرة وواضحة من حولنا في العالم كله.
خلق الله سبحانه وتعالى الأرض، وخلق لها وفيها كل مسببات الخير والأرزاق، ثم خلق البشر ليتناسلوا فيها، وجعلهم شعوباً وقبائلَ ليعمروها، وسخر لهم باقي المخلوقات. وأرسل إليهم الأنبياء والمرسلين، ليرشدونا إلى الطريق الصحيح. وأنزل الكتب السماوية لتكون بين أيدينا في كل زمان ومكان، لأن عهود الأنبياء والمرسلين لم تكن لتبقى وتدوم دوام سائر الخلق! ولو أن لنا حاجة لنبي أو رسول، ما كان الله سبحانه وتعالى ليحرمنا من حاجة لنا بين يديه، وهو الرؤوف الرحيم دائم العطاء. كل ما علينا أن نبذل ما في إستطاعتنا وما في وسعنا، ثم نتوكل عليه جل شأنه، فالتوفيق بيديه، ولا يضيع الله أجر من أحسن عملاً.
أنا باحاول أخفف من كم الإحباط الكبير الذي استشعرته من مشاركتك. ودة مش عندك إنت بس، دة عندنا كلنا، وبدرجات متقاربة من بعضنا، ربما إظهاره هوة اللي بيختلف من شخص لآخر.
في النهاية، تلاحظ كلما حبك لبلدك زاد، كلما زادت درجة إحباطك من أي سلبية تقابلها! بدليل تلاقي واحد يسب ويلعن في بلده، لكن لا يطيق إن واحد من غير بلده، يقول ولو كلمة بسيطة في حقها!
المهم إني مقدر مشاعرك جداً، وحاولت أشاركك فيها، وأخفف طبعاً عنك وعني أنا كمان. في النهاية بلدنا مش ح تتغير بدون مجهود كبير. والمجهود دة لابد إحنا اللي نبذله، لأنه مش ممكن حد غيرنا ح يدفع ثمن هذا الجهد.
حاجة مهمة جداً وأساسية نسيت أكتبها، هي أن ما يُكتب في هذا الموقع كغيره على الإنترنت، متاح تماماً للعالم كله أن يقرأه. وبالتالي يعز عليّ وعلى كل مصري مغترب، أن يرى فيب عيون الآخرين، أثر أي أخبار و كتابات تتعرض لأوضاع سلبية في بلدنا، رغم ما عند الغير أيضاً من بلاوي، لكني أحترم جداً كتمانهم لها وعدم عرضها على الملأ، عملاً بالمقولة " إذا بُليتم ... فاستتروا".
الأساتذة الأفاضل/ عبد الحميد، إبراهيم سرى، أحمد مصطفى
أبعث لكم جميعاً بأرق التحيات،،
الحقيقة الكلام اللى مكتوب كلام كبير فعلاً ويحرك المشاعر!!
كلمات هذه المقالة وأكثر منها سمعتها من كثيرين من الأصدقاء فى المملكة السعودية ودولة الإمارات،، هؤلاء الذين عاصروا فترة ريادة مصر!! فريادة مصر لم تكن فقط فى الشرق الأوسط، بل على مستوى الشرق كله وإفريقيا وحوض البحر المتوسط!!
من عاصر هذه الفترة يعلم تماماً قدر مصر ويعلم قدر شعبها وقيمة حضارتها!! حضارة مصر التى قامت على العلم والإيمان والسلام،، والتى لم تستغل الشعوب الأضعف، بل ساعدت كل جيرانها على الرقى ولم تبخل أبداً بما لديها!!
مصر عملاقة بشعبها وبحضارتها وستبقى عملاقة ما بقى الزمن إن شاء الله،، وما نراه الآن من تعثر ما هو إلا قشور خارجية سرعان ما تزول بزوال السبب،، فحضارة مصر ضاربة فى أعماق الإنسان المصرى،، وهذه هى قوة مصر الحقيقية التى لم (ولن) يتمكن مستعمر أو فاسد من التأثير عليها.
وكما قال الكاتب الكريم، فمصر قد تمرض ولكنها لا تموت!!