ثقافة التعايش
لا أعلم لماذا لا نستطيع أن نعيش مع بعضنا وإن كنا مختلفين عن بعضنا ومتنوعين في أذواقنا ولا أعلم لماذا نفرح كثيرا عندما نجد من يشابهنا في الرأي وفي الذوق وكأننا أصبحنا نسخة واحدة عن بعضنا ومن الصعب أن نتقبل من يخالفنا في الرأي ومن يعارضنا في الفكر.
الحياة ألوان ولو تشابهت الأذواق لبارت السلع ولفسدت الأسواق في الاختلاف هو حكمة ربانية والتنوع هو أجمل ما في الحياة وخلقنا الله سبحانه شعوبا وقبائل مختلفين في التفكير وفي أسلوب الحياة لنتعارف ونتآلف وليس لنتعارك ولنتحارب كما يروج لنا البعض.
عندما نجلس مع بعضنا البعض نادرا ما نسمع كلمة أنت صح وكلامك جيد ولكن لي رأي مخالف ودائما ما نسمع أن كلامك خاطئ واعتقادك متخلف ورأيك غبي وفي أحسن الحالات كلامك فاضي.
أصبحنا لا نطيق بعضنا وأصبح الكل يظن أنه هو العلامة الذي يجب أن يستمع له الناس وأن ينظر في الحياة كيفما يشاء وغير مستعد لتقبل فكرة أو رأي أي شخص آخر ومستعد أن يبحث كثيرا ويجادل طويلا ليثبت خطأ الآخرين وصوابه هو.
في كل مكان وفي كل بقعة من حياتنا نجد الاختلاف والتنافر ولا نجد الاختلاف والائتلاف وكلما بدرت إلى الشخص فكرة أو رأي كلما شنت عليه حربا عشواء كسرت من مجاديفه وقضت على بوادر الإبداع والإتقان عنده.
هناك معنى جميل لو تعلمناه وعلمناه لغيرنا لانتشر الخير بين الناس وقل التنافر بينهم وهو معنى "التكامل" بين الشخصين وبيني الزوجين والشريكين ويعني ذلك أن كل إنسان هو جزء مكمل للآخر وليس جزء مشابه له فالزوجة تكمل زوجها والشريك يكمل شريكه وكلما نظر الأول للثاني أن الاختلاف هو تكميل لبعضنا البعض لهانت علينا الحياة وأصبحنا ننظر لبعضنا البعض نظرة احترام وتقدير وإن اختلفنا وتعارضنا.
نحن بحاجة شديدة لتعلم ثقافة التعايش والتآلف مهما كان درجة اختلافنا لأننا أصبحنا لا نطيق بعضنا ولا نطيق الحياة وفي نفس الوقت الحياة لا تطيق السلبيين أمثالنا وكأننا نريد أن نعيش في كوكب لوحدنا.
منقول مع تحياتي
|