كيلوا .......ونص لحمة

جلست معهم أناقشهم , أستوحي الأفكار من نظراتهم , أنظر بعين محدقة إلي عيونهم يلتهمها بؤس الفاقة وخسة الحياة , ارتميت في أحضان كلامهم مازحا حينا ومتقلدا عباءة الأسف حينا أخري ويا لهول ما تسمعه الأذن إن أخذ بعين الاعتبار .

هؤلاء من اتخذت منهم لي أصحابا , واغترفت من معينهم من خبرات الحياة كتابا , مررت بأحدهم عابرا مازحا , يا أبتاه ما حالك مع الحياة ؟

فأجابني ضاحكا أبكاني صليله حين عاجلني بتلك الجملة الطاعنة " كيلو الفراخ بقي ب15 جنيه ؟؟؟؟؟؟؟؟"

قالها ضاحكا بملء فيه , فاستقبلتها بملء القلب حزنا وأسفا , هل حكم علي هؤلاء بتذوق كلمة اللحم علي ألسنتهم بدلا من تذوق طعمها , فعاجلته لا تقلق يا أبتاه مادام الله قد منحنا الخيال !!!!!!!!!!!!!



ضحك ............يتبعه بكاء

أب آخر من آبائي خرجت أتبعه مازحا فقد تعودت مزاحه , فقلت يا أبتاه إلي أين خفك الوجد ؟

فرد علي بعين حزينة , وابتسامة عريضة قد ارتسمت علي شفتيه وقال لي ما حال أبيك ؟
قلت علي خير حال , فعاجلني بكلمة لم أفهم لها معني فقال : كم تساوي ديتي ؟ , فقلت ولم ؟
قال : أبوك يشاكلني بسيارته هذا الصباح فقلت له : كم يشتاق لممازحتك .
فقال : ولكن عليه إعداد ثمن الدية أولا , فاستئنفنا الضحك ثانية فعاجلني بكلمة أخري حينما يعود أخبره أن يرسل لي كل أسبوع كيلوا ونص لحمة وأنا موافق علي أنها من الدية .
فعاجلني الهم من جديد !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


حسرتي عليك ............يا فلاح مصر

جلست مع نفسي أفكر ........كم تساوي قيمة كيلوا ونص لحمة في زمننا ....أحقا تساوي أن تكون دية لحياة بشر .

هل إلي هذا الحد وصل البؤس والفاقة بكم يا آبائي , وانطوي زمن الأمان , إن كان هذا منتهي آمالهم فكيف يطلبون الأمان لأبنائهم من قسوة الحياة .

تركتهم ويتردد في خاطري كلمات لأحمد محرم زادت من أساي وبؤسي :

ويلي علي فلاح مصر أما كفي
ما ذاق مــن عنــت ومن إرهاق
يــغنـي ألـوف المــترفين بماله
ويــعيش في فقر وفي إمــلاق
سبحان من شرع السبيل لخلقه
أهــكذا يــكون تــفــاوت الـأرزاق


حساب في الخيال ........في خيالي

لو تخيلت وتخيلت معي من المسئول عن ذالكم .......وهل يقف للحساب , وبعد وقوفه ومثوله ...................ماذا ؟؟؟؟
أتركه لوحي الخيال .