لحمة وخضار بالافكار
مسكينة بلدي داسها الحصان والجمل وهرسها العرب والعجم،
وتعرضت عبر التاريخ للعديد من الحملات مثل حملة "نابليون"
الفرنسية وحملة "فريزر" الإنجليزية وحملة "التطعيم" المصرية،
وآخرها حملة "تبرعوا"، التي شارك فيها كل الأمم ضد شعب
يتبرع حكامه بالنصائح، ويتبرع شعبه بالنقود والكلي والبطاطين ثم
الطعام، لكن كل شيء في مصر ينسي بعد حين.. فاكر حضرتك
مسرحية توفيق الحكيم "الطعام لكل فم".. فاكر حضرتك هوجة
"بنك الطعام"، الآن لا حس ولا خبر فنحن في بلد يتساوي فيه من
"عبر" ومن "هبر" اختفت أخبار البنك وكأنهم شفَّروه، أو أصدر
القاضي قراراً بحظر النشر عنه لأنه افتتح فرعاً في "دبي" أو أنه
أمن قومي.. وقومي هم العرب الذين يتحول كل شيء عندهم إلي
صابون ورغاوي كلام.. وعظمة الفكرة أنها عيش وملح بين الغني
والفقير "مغامسه"، لكن دون تفاوض مباشر بل عبر وسيط هو
"بنك الطعام" فكلاهما لا يعترف بالآخر.. سكت الكلام عن بنك
الطعام ناس تقول إنهم جمعوا الطعام وبدأوا يأكلونه علي مراحل،
وأنهم الآن في مرحلة "الحلو"، و"الحلو" كما هو معروف ما
يكملش.. ويزعم آخرون أنهم هربوه للمطاعم، وأنهم ضبطوا بعض
الفراخ وعليها ختم البنك في مطاعم الحسين، وهي نسخ
مختومة لا تباع، بينما تؤكد الحكومة أن ودائع البنك "آمنة" وليست
"هنادي" التي ضاعت في الوباء، وأن البنك المركزي يشرف
بنفسه علي الحلل والطواجن، وأن بنك الطعام لم يتحول إلي
طعام البنك، لأن كل شيء تحت السيطرة وفوق المائدة لكن
الفقراء رفضوا العزومة.. علي أرض مصر تعيش الأشجار والأبقار
لكن لا تعيش الأفكار.. ولا اللحمة والخضار
|