الطريقة التى استقبلوا بها الدكتور محمد البرادعى أمس الأول فى مطار القاهرة لا تختلف عن الطريقة التى عاملوا بها القاضى الجليل المستشار وليد الشافعى فى دائرة البدرشين الانتخابية.. فى مطار القاهرة أخذ الضابط الشاب جواز سفر الدكتور البرادعى وطلب منه الانتظار ـ على جنب طبعا ـ لحين فحصه جنائيا ومراجعة ما إذا كانت هناك أحكام قضائية ضده أو قرارات منع من السفر.
ويبدو أن منطق «على جنب» سيكون الأسلوب المتبع من الآن فصاعدا مع كل من تسول له نفسه أن يتخذ موقفا محترما وشريفا من كل القضايا المثارة على الساحة فى هذه الأيام الضبابية المرتبكة.
وسواء كان الضابط الشاب يعلم أن الدكتور محمد البرادعى حاصل على قلادة النيل، التى تجعله فى مرتبة بروتوكولية لاحقة مباشرة بمرتبة رئيس الجمهورية، وتخول له الدخول والخروج من صالة كبار الزوار، سواء علم الضابط ذلك أم لم يعلم، فإن ما جرى يأتى فى سياق حفلات الاستقبال والتشريفات المحترمة للغاية التى ينتظرون بها الدكتور البرادعى منذ أن اقترف خطيئة الدعوة إلى التغيير والإصلاح.
وغنى عن البيان أن الدكتور البرادعى – ووفقا لموقع الدستور الأصلى- يخرج من صالة كبار الزوار وهى خدمة مدفوعة يقوم بها البرادعى رغم أنه حاصل على قلادة النيل التى تتيح له هذه الخدمة بالمجان، غير أن موظفة بالمطار اعتذرت له متعللة بأنها أسباب أمنية.
هى إذن رسالة استباقية للبرادعى مع عودته بعد غياب طويل، مجرد عينة صغيرة من البرنامج الحافل المعد له قبل أن يستأنف جولاته وأنشطته مع التغيير، وهى لا تنفصل أبدا عن تلك التشريفة التى أكرموه بها، قبل زيارته السابقة للقاهرة، حين اخترعوا قصة المايوه المشينة، وثبت فيما بعد أن فتاة الفيس بوك لم تكن إلا شخصية وهمية استخدموا اسمها فى التحرش بسمعته وسمعة عائلته.
لكن المحك الأساسى الآن هو رد فعل البرادعى أمام ما ينتظره من سخافات سوف تشتد وتتوحش كلما اقترب من موضوع التغيير، ومن ثم فالمطلوب منه هذه المرة أن يعلن بوضوح وبلا مواربة موقفه مما يجرى فى مصر الآن.. هل هى عودة للبقاء ومواصلة ما انقطع من جهد ـ كان واعدا للغاية ـ فيما يتعلق بخلق حالة من الاستنهاض السياسى وقيادة تيار شعبى – كان متناميا للغاية- يحلم بالتغيير ويبدى استعدادا غير مسبوق لتحمل عواقب حلمه ؟
أم أنها عودة تشبه سابقاتها من عودات تأججت فى بداياتها الأشواق والتطلعات، ثم خمدت مع استئناف أسفاره؟