أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
منتديات رحابي


Go Back   منتديات رحابي > رحابي .. كلام كبير > إيمانيات


02/08/2011
3:18:15 PM
 

تاريخ التسجيل : 06/09/2008
عدد المشاركات :29
Arrowعقل الإله

إن لكل شئ سبب و لكل سبب مسبب. فإذا تأملنا هذه العلاقة التى نسميها قانون السببية نجدها مرتبطة إرتباط وثيق بمعنى الزمن فلولا إدراكنا للتسلسل الزمنى للأحداث لما قامت السببية التى تحكم منطقنا فى التفكير. ما هو معنى الزمان فى العلم التجريبى و النظرى؟ قدمت لنا الفيزياء الكلاسيكية تصوراً للزمان  كفيض النهر السائر لا يتوقف و أنه قائم بذاته لا يتأثر بشئ و على هذا فهو مطلق. و هذه الصورة تصور الزمان و كأنه سهم إنطلق للأمام و لا يرجع للخلف أبداً. ومع التطور النظرى لعلم الفيزياء نجد أن المفهوم العلمى للزمان قد تغير كلية و قدمته لنا النظرية النسبية على أنه نسبى و ليس مطلق كما هو الحال فى النظرية الكلاسيكية. و هنا أصبح من الممكن أن يتمدد الزمن أو ينكمش، يسرع و يبطئ بل و يتوقف.أصبح من الممكن السفر عبر الزمان إلى الماض و المستقبل. هذا ممكن نظرياً و لولا القصور التقنى لتحقق عملياً أمامنا. بل أنه قد تحقق عملياً على المستوى الذرى مع السرعات العالية للجزيئات التى تتغير ترددات أطيافها الذرية و الذى يعنى بالضرورة تغير أزمنتهابنفس القدر الذى حددته معادلات النظرية النسبية.

و من هنا أصبح السؤال هل الزمان موجود؟ و إجابة العلم هى أن الزمان و المكان خلقا بخلق المادة أى مع خلق الكون. و الزمان ما هو إلا خداع عقلى فالإحساس بالزمن ماض و حاضر و مستقبل كله إفتعال عقلى نتيجة إدراكنا الحسى بالكون المادى، و لكنه ليس ذو وجود حقيقى! و هنا يطرأ سؤال جديد. إذا لم يكن هناك كون مادى، أيكون هناك مكان و زمان؟ و الإحابة لا. فالزمان و المكان من فعل المادة و إذا إنعدمت المادة الكونية إنعدم معه المكان و الزمان. و هنا يكمن السر الكبير!!!

فالكون المادى الذى نعيش فيه و بنينا عليه كل خبراتنا كون تسمح فيه المادة بوجود المكان و الزمان. ومن تفاعل المكان و الزمان تنشأ الحركة فما السرعة إلا مسافة (حيز مكانى أحادى الإتجاه) تتحركها الأجسام فى و قت محدد، و هنا ظهرت أهمية فرضية ثبات سرعة الضوء كأحد الثوابت الكونية. و هنا ظهر مطلق جديد فى الفيزياء الحديثة كبديل للزمن فى الفيزياء الكلاسيكية الذى أصبح نسبى، ألا و هو سرعة الضوء. فكوننا ليس فيه شئ ساكن الكل يتحرك. و بتفعيل الحركة تمايزت المتضادات، وهذا هو حدود علمنا فنحن نعلم الأشياء بضدها.

هل تخيلت عالم بلا زمان و لا مكان، عالم تتجمد فيه الأشياء-والأشياء هنا ليست مادية فلا مادة فى هذا العالم- فالحركة فيه غير معرفة. و نسترشد هنا بالآية القرآنية

﴿ إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُيس ٨٣

أى أن الشئ موجود بالفعل و إلا فما الذى يقول له الله كن؟ إنه الشئ. و لكن أين و متى؟ ليس هناك أين و لا متى فلا مكان و لا زمان. و أما عن قوله "فيكون" أى ينشط و يفعل فى عالمنا المادى المكانى الزمانى ويصبح قادر على الحركة متفاعلاً مع المادة كل بقدره.

إن العالم اللامادى هو عالم السكون، عالم أزلى و أبدى هذا هو حقيقة العالم اللامادى. ليس هناك معنى لكلمة قبل أو بعد، عالم الطاقات الكامنة الغير مفعلة، عالم الغيب الذى يكون فيه الماض و الحاضر و المستقبل شئ واحد متحد، تكون فيه كل المتضادات  واحد متحد لا يتمايز. و هنا تتعطل الحواس الظاهرة بكل قوانينها، و يعجز المنطق عن الإستنباط و يتهدم فيه أحد أركان عالم الفيزياء، و هو مبدأ السببية. فلا يتصل حدث بآخر فلا يصح أن نقول إذا حدث هذا سيكون تلك أو أن نقول أنه بسبب ذاك. فكل الأحداث ممكنة و لا يشترط فيها تسلسل زمنى يربط الأحداث بعضها ببعض، و هكذا يتلاشى مبدأ السببية تماماً. وإن أقرب مثالاً لهذا العالم مثل عالم نظرية الكم الذى فيه كل الممكنات. يمكن ملاحظة هذاعملياً فى أحد التجارب الأساسية فى نظرية الكم و الذى فيه يظهر طيف جزئ واحد من فوتونات الضوء على الشاشة بعد مروره على حائل من خلال ثقبين فيه كطيف موجى لموجتين متداخلتين. أى أن هذا الفوتون قد مر فى هذين الثقبين فى نفس اللحظة، وهذا غير مقبول بمنطقنا السببى و ذلك لتأثرنا بخداع الإدراك الحسى للزمان، و لاحظ أن المشكلة تكمن فى لفظ نفس اللحظة!! ففى هذا العالم الذى فيه كل الممكنات و الذى فيه الطاقات الكامنة الغير فعالة فى عالم السكون.

فمن الذى له القدرة على المعرفة و العلم، من الذى لديه القدرة على تفعيل هذه الطاقات تخيلياً-  كما نحدث تفاعل نووى إفتراضى على أجهزة الكمبيوتر فائقة السرعات- بحيث لا يتخلف عن هذا العلم حدث واحد.

و لنتخيل معاً هذا الحوار الذاتى لأحد هذه الأجهزة الفائقة السرعات حتى تعلم أسماء الله الحسنى فخر له ساجداً.

فى أحد المراكز البحثية الكبيرة، و على إحدى أجهزة الكمبيوتر فائقة السرعة. ظل الكمبيوتر يعمل ثلاثة أشهر كاملة دون إنقطاع ليجرى برنامج واقع افتراضى لتفاعل نووى صغير (و هو أحد التقنيات الحديثة لإجراء تجارب نووية دون اللجوء للمفاعلات النووية ولكنه يعطى نفس النتائج تماما كالواقع بعد تغذيته بالبرنامج المخصص لذلك).

بعد إنقضاء مدة الثلاثة أشهر تعجب الكمبيوتر.. إذا إحتاج هو ثلاثة أشهر لإجراء تفاعل نووى واحد و هو أحدث كمبيوتر فائق السرعة. و سأل فكيف يكون الكمبيوتر الذى يستطيع إستيعاب برنامج واقع إفتراضى قد تكون به الكون و الذى به ملايين التفاعلات النووية الأشد طاقة؟!!!

لابد أن هذا الجهاز لا محدود السرعة و لديه قدرة تخزينية هائلة للمعلومات. لابد أن تكون قدرته محيطة بكل المعطيات و النتائج.

و أدرك الكمبيوتر أن المعجزة ليست فى الجهاز العملاق فقط، بل أن القصة أكبر بكثير.

فمن الذى وضع هذا البرنامج الضخم لهذا الجهاز العملاق؟ لابد أنه مبرمج حكيم قدير.

و هذا البرنامج موصوف فيه القانون الأعلى و كل القوانين المتفرعة منه و العوامل المؤثرة عليها بحيث لا يخرج حدث واحد عن الفرضية التخيلية، فمن أعطى هذا المبرمج القوانين التى تحكم هذا العالم ؟ لابد و أنه عالم عليم.

و إذا إسطاع مهندس أن يفعل هذا كله و يجعله واقعاً مادياً ملموساً، لابد أنه خالق بديع.

و إذا كان هذا المهندس يراعى جماليات دقيقة فيما صنع حتى أثناء أقوى و أشد التفاعلات، لابد و أنه فنان مبدع.

ظل الكمبيوتر يتساءل و يتعجب!!!

و بعد كل هذا المجهود أيترك المهندس الأعظم ما صنع لأحد من البشر الذين يجلسون أمامى كل يوم و يغذوننى بالبرامج و يظنون أن لهم عقول فلكية دون ثمن؟ لابد و أنه غنى كريم.

و إذا البشرأعطوا هذا كله دون عناء فخربوا هذا الخلق دون علم فهم أصغر من أن يعقلوا كل هذا، فأعطاه الخالق الأعظم الطريق المناسب، لابد و أنه هادى.

فإذا علمت أن البشر ضل الطريق مراراً و تكراراً و كل مرة يذكرهم الخالق بالطريق، لابد و أنه رحمن و رحيم.

و إن علمت أن هذا الخلق أساء و أصر على طريق الخراب فتركهم علهم يهتدون، لابد و أنه صبور حليم.

و إذا علمت أن هذا الخلق حتى و إن خرب الكون كله و جاء للخالق معتذراً فيسامحه و يفرح به، لابد أنه غفار و غفور و متعال و ودود.

و إذا علمت أن الخالق الأعظم ظل يصلح ما خرب الخلق و ما شغل بنفسه عنهم قط و ما غفل، لأنه أن غفل طرفة عين لانهار الكون على من فيه، لابد و أنه حى قيوم.

إشتدت حيرة الكمبيوتر و إزدادت حيرته و تعجبه عندما علم أن كل هؤلاء الجهاز العملاق ذو القدرة اللانهائية فى السرعة و التخزين، و المبرمج القدير، و العالم الأول، و المهندس الأكبر، و الفنان المبدع، و المتبرع، و المتسامح، و المدير، كل هؤلاء هم واحد.

و هنا علم الكمبيوتر عظمة من كان يتساءل عنه فخر ساجداً لهذا الواحد القهار الملك. إنه الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذى يذل له الكون كله بمن فيه. يالعظمته اللامحدودية فهو الإله هو الله طليق القدرة عظيم الأخلاق واسع المغفرة القوى العزيز.

و كان هذا مثلنا فى عالم السكون جهلاء لا نستطيع حتى الحركة، كنا أمواتاً. و هذا مصداقاً لقوله

﴿ كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ البقرة 28

و إن كان بعض المفسرون فسروا ذلك بأن قوله كنتم أمواتاً فأحياكم أى كنا فى ظلمات الجهل أمواتاً فأحيانا ربنا بنور الإسلام. أما قوله ثم يميتكم ثم يحييكم و هذا يكون يوم القيامة. لكن هناك آية أخرى صريحة

﴿ قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ غافر 11

و لكن علم الله واسعاً و كلماته تفيض بالحكمة كالسيل المنهمر فإذا لم تنسط إليها جيداً تـتخطاك كلماته و تعود إلى مبتداها دون أن تـتعلم منها شيئاً.

 
  اضافة رد




03/08/2011
6:35:22 PM
 

تاريخ التسجيل : 06/09/2008
عدد المشاركات : 29
Lightbulbعقل الإله 2

يقول البعض بخصوص التفكر فى الغيبيات و التفكر فى الذات الإلهيه أو الروح فهذه من شأنها أن تؤدى إلى الجنون فقد إختص بها الله وحده و إلا كان علمها لرسوله عليه الصلاة والسلام لكنه سبحانه وتعالى قال (الروح من أمر ربى لا يعلمها إلا هو). فإنى لا أتفق مع هذا الرأى فنحن نسيير وراء الإشارات القرآنية و النبوية حتى نكون فى أمان من أى إيحاءات شيطانية و الإيمان بالغيبيات هو أحد أركان عقيدتنا و لو كان التفكر فيها خطأ لحجبها الله عنا تماماً و ما أخبرنا بشئ منها. أما عن عدم علم الرسول (ص) بها فأنا لا أوافق على هذا الرأى أيضاً، فكون الرسول (ص) لم يكاشف الناس بالنور الكامل فهذا لا يعنى عدم معرفته به و لا تنسى أن الرسول (ص) هو الوحيد من مخلوقات الله الذى تخطى حجاب النور ليرى الآية الكبرى عند سدرة المنتهى و ما تخطى هذه المنزلة أحد إنسا أو جناً أو ملاكاً. و سدرة المنتهى هى منتهى علم المخلوقات و لو بالوحى كالملائكة. و من المعلوم لدينا من السيرة النبوية أن الرسول (ص) كان يخاطب الناس قدر عقولهم فكان الأعرابى يأتى للرسول طالباً منه معجزة كما كانت تفعل الممالك القديمة مع أنبيائها فكان رسول الله (ص) ينادى جذع النخل فيأتى ثم يأمره بإذاً الله فيرجع إلى النخل و هذا كان علم بمنطق الزرع من لدن الله عز و جل و لكنه ليس غايتنا و كان رسول الله (ص) فقط يلبى طلب الأعرابى حتى يؤمن فكان غايته صلى الله عليه و سلم أن ينقذ الله به نفساً من النار و نعلم جميعا مدى فرحته و تحمله الأذى فى سبيل ذلك، فهو حقا كان رحمة للعالمين. عذراً للإطالة فالكلام عن سيد الخلق يصعب إيقافه.

إن علمنا المحدود بالمكان و الزمان لا يعطى صورة كاملة و هذا فى عالم الشهادة الذى لم نعرف عنه الكثير حتى رغم وجودنا به طيلة آلاف الأعوام. فما بالنا بعالم (الغيب) السكون الأزلى الذى له منطقه و قوانينه هو الآخر. فهل يصح أن نطبق قوانين عالم المادة محدود الأبعاد و الإمكانات على عالم السكون اللانهائى الإمكانات؟ سبحانه و تعالى هو الذى يعلم قوانين عالمى الغيب و الشهادة. ثم بعد ذلك نحد الخالق بقوانين عالم المادة و نتوقع أن نفهم شيئا عن ذات الله؟!!! و لهذا لا يصح أن نسأل مما يتكون الله.

و لكن الإجتهاد فى ذات الله ليس مغلقاً رغم قلة معرفتنا بقوانين عالمنا المادى و شبه جهلنا التام بقوانين عالم السكون الأزلى. و هذا مصداقاً لقوله عز و جل

 

﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ العنكبوت 69

وهى نفس السورة التى أمرنا فيها عز و جل بأن نتفقد آياته فى الكون المادى من حولنا

﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآَخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ العنكبوت 20

و لاحظ أخى القارئ تقديم تفقد آيات الله فى الكون فهى باب واسع لمعرفة عظمة الخالق ثم تأتى سورة العنكبوت فى الآية الخاتمة لتكتمل الغاية فيكون الإجتهاد لمعرفة الله على علم و بصيرة و تكون الهداية هى منحة من الله لمن إجتهد. و نسأل الله أن يعطينا هذه المنزلة العظيمة إن كانت فيها خير لنا.

أما عن السؤال عن الروح بأنه أمر مغلق التفكير فيه بأمر من الله بقوله ( الروح من أمر ربى لا يعلمها إلا هو ) فالآية القرآنية فى سورة الإسراء و التى نصها

﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا الإسراء(85)

فهى كانت إجابة نزل بها جبريل على رسول الله (ص) رداً على سؤال اليهود له عن الروح و لم تكن أمر بغلق الباب للتفكر فى هذا الباب. و لاحظ أخى إقتران لفظة الروح بلفظة الأمر فى عدة آيات اخرى و لكن الله يعلم أن علم الإنسان على العموم لا يوصله لإدراك معنى الآية فقال عز و جل (وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا)

﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ النحل(2)

﴿ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ غافر(15)

﴿ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإذاً رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ القدر (4)

و منذ خلق الإنسان و هو فى إجتهاد و جد متواصل للتقرب من خالقه و خالق الكون و نجد هذا واضح فى أقدم متون دينية عرفتها البشرية المنسوبة لهرمس المصرى و الذى يعرف فى العربية بالنبى إدريس عليه السلام و التى أخذت من معينها فلسفات عدة و تأثرت بها حضارة العالم القديم و الحديث أيضا. كما نجدها واضحة فى الفكر الدينى اليهودى و اللاهوتى المسيحى الأول و الصوفى الإسلامى الملتزم. و كما تنبأ هرمس فى هذه المتون أن الحكمة الإلهية التى خطها بيديه سيأتى يوماً و تضيع، و ستصبح ملغزة على العقول لما أصبحت عليه من مادية و قلة فكر. و هذا هو نصها:

الحكمة الخالصة هي الجهد الروحي في التأمل المستمر للوصول الي معرفة الإله الواحد آتوم.

لكن سيأتي زمان لايطلب فيه أحد بذل جهد في الحكمة بطهارة قلب ووعي.

إن اولئك الذين يحملون الضغينة في نفوسهم سوف يحاولون منع الناس من اكتشاف هبة الخلود التي لاتقدر بثمن.

فالحكمة ستصير غامضة مغلفة بصعوبة الفهم وستفسدها النظريات الوهمية، وسوف تشتبك في حيل العلوم المحيرة كالرياضة والموسيقي والهندسة.

إذ أن  دارس الحكمة الخاصة هو دارس لكل العلوم لا كنظريات مهومة، بل كولاء لآتوم،إذ إن تلك العلوم تكشف عن عالم كامل النظام بقوة الأرقام، فقياس أعماق البحار، وقوة النيران، وضخامة أجرام الطبيعة تذكي الرهبة أمام إبداع الخالق وحكمته .

إن أسرار الموسيقي تشهد علي مقدرة لا حد لها للصانع المتعالى، الذي نظم- في جمال- كل تلك الأصوات المتنوعة في وحدة شاملة، مفعمة بنغم جذاب.

حب طاهر لآتوم يؤيده فكر وتوحد قلب، واتباع الخير الذي يريده، هو الحكمة التي لاتلوثها الأهواء الدنيئة أو الآراء الفارغة.

غير أني أتوقع أن يأتي في قادم الزمان متكلمة أذكياء، غايتهم خداع عقول الناس لابعادهم عن الحكمة النقية.

وفي تعاليمهم سوف يدعون أن اخلاصنا المقدس كان بلا جدوي، وتقوي القلب وعبادة آتوم التي يرفعها اليه المصريون ليستا سوي جهد ضائع.

مصر صورة للسموات ويسكن الكون كله هنا في قدس معبدها.

لكن الإله سوف يهجرها، ويعود الي السماء، ويرتحل من هذا البلد الذي كان مقرا للروحانية.

ستصبح مصر مهجورة، موحشة، محرومة من وجود الإله، يحتلها الدخلاء الذين سيتنكرون لتقاليدنا المقدسة.

إن هذا البلد الزاخر بالمعابد والأضرحة، سيضحي مليئا بالجثث والمآتم.

والنيل المقدس سوف تخضبه الدماء، وستفيض مياهه محملة بالقيح.

هل يحملك ذلك علي البكاء؟

بل سيتبع ذلك ماهو أنكي

فهذه البلاد التي علمت الروحانية لكل الكائنات الانسانية، وأحبت الإله يوما بولاء عارم فتفضل بالإقامة في أرضها، هذه البلاد ستتفوق علي الجميع فى العنف.

سيتجاوز عدد الموتي الأحياء وعدد الذين اختفوا من علي وجه الأرض، وسيعرف المصريون بلغتهم فقط، أما أعمالهم فلن تختلف عن أعمال الأجناس الآخري.

آه يامصر!

لن يبقي من دينك شئ سوي لغو فارغ، ولن يلقي تصديقا حتي من أبنائك أنت نفسك.

لن يبقي شيء يروي عن حكمتك الا علي شواهد القبور القديمة.

سيتعب الناس من الحياة، ويكفون عن رؤية الكون كشيء جدير بالعجب المقدس.

ولسوف تصبح الروحانية، التي هي أعظم بركات الله مهددة بالفناء، وعبئا ثقيلا يثيرا احتقار الغير.

 و لن يكون العالم جديرا بالحب كمعجزة من خلق آتوم، ولا كشاهد عظيم علي فضله الأصيل، ولا كوسيلة للارادة الربانية التي تذكي في مشاهدها الاجلال والحمد.

ستضحي مصر أرملة.

فكل صوت مقدس سيجبر علي الصمت.

وتفضل الظلمة علي النور، ولن ترتفع عين الي السماء.

سيدمغ الصالح بالبلاهة، وسيكرم الفاسق كأنه حكيم.

وسينظر الي الأحمق كأنه شجاع، وسيعتبر الفاسد من أهل الخير.

تصبح معرفة الروح الخالدة عرضة للسخرية والانكار، ولاتسمع ولاتصدق كلمات تبجيل وثناء تتجه الي السماء.

لقد كنت الشاهد من خلال العقل الواعي علي ماخفي في السماء، وبالتأمل وصلت الي معرفة الحقيقة، وصببتها في هذه المتون.

ها أنا ذا هيرميس العظيم ثلاثا، أول انسان وصل الي جماع المعرفة، سجلت في هذه المتون أسرار الاله في رموز خفية، بحروف مصرية مقدسة، في أمشاق علي هذه الصخور، وأخفيتها لعالم المستقبل، الذي سوف يحاول الانسان فيه البحث عن حكمتنا المقدسة.

 
اضافة رد
عدد الردود 1







الرئيسية | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا