أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
منتديات رحابي


Go Back   منتديات رحابي > رحابي .. كلام كبير > إيمانيات


11/09/2011
6:11:48 PM
 

تاريخ التسجيل : 06/09/2008
عدد المشاركات :29
Lightbulbجوهر الإنسان: المصدر... المسار... المنتهى

البداية كانت الله الحى و لم يكن معه أحياء كان فى عماء ظلمة مياة الإمكان الأزلية الصاخبة.

أما الإنسان منذ ولادته إلى وفاته قد يظن أن بانتهاء حياته فإنه قد انتهى، فإذا بالأديان تؤكد أن حياة الإنسان ليست هذه الحياة الأرضية فقط و أن حقيقة الإنسان وجوهره لا يختزل فى جسد فانى ينتهى معه جوهر الإنسان. و معرفة الإنسان بجوهره هو سبيله إلى الخلود الأبدى، و كما هو الحال بعد الموت بخلود الجوهر إلى الأبد، فأيضا كان هذا الجوهر قبل الحياة فى الأزل. أى أن الأصل هو الموت و ليس الحياة. و هذه المعرفة السامية ترد على مزاعم الملحدين و تعطى الإجابة الواضحة على أسئلة الفلاسفة عن مصدر الإنسان و مساره و منتهاه. فالمصدر كان الأنفس بصفاتها الأزلية فى هذه اللجة الصاخبة غير فعالة ليس لها قدرة، و النفس أزلية ذات طاقات كامنة غير فعالة لأنها لا تستطيع أن تفعل إلا من خلال جسم مادى يعمل من خلال الزمان و المكان الذين لم يكونا قد خلقا بعد.  و هذا كان هو الأصل فى خلقتنا الأولى كنا أموات، و لما استحال على الأنفس المعرفة الكاملة بما اختارت من صفات أزلية و ما سيترتب على تلك الاختيارات فإنها لم تصدق على حكم الله بمن يستحق النعيم و من يستحق الجحيم بعد أن قد شهدوا له بالألوهية الخالصة. و هذا العهد كان كفيل لأن يكون حجة على الأنفس و لكن لما يعلمه الله من ضعف أنفسنا و جهلها بما هى عليه من صفات أزلية فكانت الهبة الأولى التى منحها الله لهذه الأنفس بأن نفخة من روحه نفخة عظيمة كانت بمثابة نسمة الذكاء و الإتزان فدبت الحركة و الحياة فى الأشياء لتتعايش مع بعضها البعض فى كون متناغم متناسق. كل شئ يتحرك و يدرك وفق قانون حكيم و محدد. ثم كانت الهبة الثانية بنفخة الروح فيما سخر الله لنا من أجساد مادية تنفعل لمشيئة أنفسنا الأزلية و من خلال هذا الجسم المادى تستطيع الأنفس أن تتفاعل بشكل فعال مع محيطها المادى، تغيره و تتغير به، تؤثر فيه و تتأثر به. فالكل له إرادة كامنة و لكنها تحتاج تفعيل كى تدرك حقيقتها. هذه هى الحكمة الإلهية العظمى و الغاية الكبرى من خلقنا و خلق الكون. فما أراد الله أن تشعر نفسا أنها قد ظلمت بل أن إرادة الله أن تقنع كل نفس بحكم ربها فما مسها من شر فمن نفسها و ما مسها من خير فإنه فضل من الله، إذ خلق الله النعيم و أسكنه إياه. أليس هذا فضل من الله علينا؟ هل كان لنفس أن تخلق لنفسها نعيم؟ بل هل كان لنفس مجرد القدرة على الفعل؟

كان هذا عالم مصدرنا الأزلى عالم كان لنا فيه الإرادة و لكننا غير قادرين على تفعيلها و هذه هى حالة الموت فأصل خلقتنا هو الموت و عالم مصدرنا هو عالم الأموات.

ثم تأتى المرحلة الثانية القصيرة ألا و هى الحياة الدنيا. دنيا هى مجرد نموذج لتفعل الأنفس إرادتها و تختبر صفاتها وفق قوانين ثابتة و محددة تخضع للأسباب. و يتجلى فضل الله ثانية بمنحه إيانا جسد قادر على التفاعل مع هذه الدنيا بلياقة عالية بل لم يقتصر فضل الله على عباده على هذا فقط بل أرسل الرسل ليعرفوا الخلق و يذكروهم بما خفى عنهم من عالم مصدرهم ليتحلوا بالحكمة اللازمة لتقودهم فى دنياهم السببية وتنير مسارهم ليحققوا غاية خلقهم ألا وهى تحقيق صفاتها الأزلية لتتعرف كل نفس على نفسها عن يقين و تسلم للمعرفة الإلهية الأزلية و الحكمة القديمة و تقر بها و تستسلم لها عن اقتناع كامل. فمن اتبع هدى ربه سلك المسار الصحيح و من تكبر و تعنت ضل الطريق إلى ربه، و لو علم المخلوق عن رحمة ربه لتمسك بما أرسل إليه. و بفناء الجسم المادى الذى يخضع لقوانين التغيير و الفناء تنتهى الخبرة الحياتية الدنيوية و لكنها ليست نهاية الجوهر الإنسانى بل ردته مرة أخرى إلى عالم مبتداه. عالم يظل فيه الجوهر الإنسانى محتفظا بصفاته و إرادته الكامنة لكنها غير قادرة على تفعيل هذه الإرادة فقد فارقت النفس الجسم المادى و عادت لحالة الموت مرة أخرى. و لكن انتهاء الحياة الدنيا هو مفارقة النفس الجسم و  لا يعد هذا فناء جوهر الإنسان نفسه. و بعودة هذا الجوهر إلى عالم مبتداه تكون الميتة الثانية. و هذا الجوهر الإنسانى عندما يفارق الجسم المادى فإنه يظل منتظرا حتى يحكم الله فى أمره يوم الفصل إلا من أذن له الله بالنعيم فإنه يمده بجسم نورانى فيعيش حياة روحية خالصة حتى يوم الحشر و هذه هى درجات الشهداء و النبيين و الصديقين. أما عن المصير النهائى لهذا الجوهر، فإن الله يرد إليه جسده مرة أخرى يوم البعث ليحيا مرة أخرى فى حياة أبدية لا تغير و لا فناء فيها. حياة ينعم فيها جوهر الإنسان نعيم مادى و روحى أبدى أو يهان إهانة مادية و روحية أبدية، فهو خلود لا موت فيه.

أما عما يهمنا نحن الآن فى حياتنا الدنيا هو معرفة هذا الجوهر و نستخدم ما سخر الله لنا لمراقبته و تقويمه و إلا فإن هذا الجوهر سوف يتوحش و يصبح سيدا و يظن أنه إله لهذا الجسد و لكن الحقيقة هى أنه أصبح عبدا لرغباته الحسية و نسى طبيعته الروحية و يظل يغرق فى رغباته الحسية أكثر و أكثر حتى يصبح جوهره غارقا فى ظلمات المادة.أما من يريد أن يعيش فى نورانية الله فعليه أن يمرن هذا الجوهر المتمرد على التخلى عن استخدام ما وهبه الله من جسد فى ملذاته و شهواته و يرتقى بها ليصبح هذا الجسد هو وسيلته لتلقى نور الحكمة الإلهية عن طريق العبادات المختلفة التى سنها له الإله كى يحافظ على طبيعته الروحية و لا يغرق فى ظلمات المادية. فمن سلك الطريق تأتى عليه لحظة الموت فيذهب الجسد إلى المادة التى خلق منها و يفنى فيها. و ما يبقى إلا الجوهر الإنسانى فإما يكون محملا بما كسب فى حياته من نورانية ربانية تقوده إلا الخلاص و الخلود الأبدى فى النعيم، و إما أن يكون محملا بما اكتسب من ظلمات انسياقه وراء ملذاته و شهواته فما يجد من الحكمة النورانية ما يقوده فى رحلة العودة. فالحياة الدنيا هى فرصتك لكسب كل ما تستطيع من نورانية الله و وسيلتك فيها هى اتباع الفضيلة أولا و هو الأصعب و تكون العبادات هى التى تعينك على الترقى على درجات سلم الفضيلة و إلا حبط عملك كله. فعليك مراقبة جوهرك هل هو فى ترقى أم أنه ما زال منشغلا منبهرا باللذات المادية ساقطا على دركات الرذيلة. فحالنا فى الحياة الأرضية تماما كما هو الحال مع من يأتى من الريف بمخزون ثقافى قيم إلى المدينة فإنه إما أن يستخدم وسائل الحياة المدنية لاكتساب الخبرات الحياتية بسرعة حياة المدينة فيثرى حكمته القديمة بخبرات جديدة حتى تكتمل لديه المعرفة و يصبح حكيما و إما أنه يأتى منبهرا بأضواء المدينة و ينسى لماذا جاء إلى المدينة فيضل الطريق و تتلاعب الحياة  بهذا القروى الساذج فيصبح أضحوكة فى عيون سكان المدن و يفقد احترام أهله من الريف فيكون خسرانه عظيم. 
  اضافة رد



عدد الردود 0







الرئيسية | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا