أقسام العقارات والمبوبة والدليل مازالوا تحت التطوير وسيتم الإنتهاء منهم قريباً بإذن الله

 
            أخبار ومقالات     العضوية    
| استعراض كافة المواضيع
 نصائح وإرشادات عقارية
نوع العقار:
في:
رقم الاعلان:
 
منتديات رحابي


Go Back   منتديات رحابي > رحابي .. كلام كبير > سياسة واقتصاد


15/09/2008
4:30:52 PM
 

تاريخ التسجيل : 17/03/2008
عدد المشاركات :18
Postجغرافية الجسد .. بين الفورسيزونيين والدويقيين

 

"جسد المرأة الذي له جغرافيا، سوف يكون له تاريخ صعب".. حكمة قالها (أو ربما تناقلها) أنيس منصور، ولكن للأسف لم تصل إلى أذن الحسناء سوزان تميم فدفعت حياتها ثمنا لجغرافيا جسدها وتقاسيم وجهها، وعاشت تاريخا مأساويا رغم تقلبها في نعيم العاشقين لجمال الخرائط.

وربما يمنعني صيامي (وخلفه حيائي) من الدخول في تفاصيل جغرافيا تكمن وراء هذا الحدث التاريخي الذي يعكس علاقة الثروة والسلطة بالجمال في مجتمعاتنا العربية، ولكنني أترك لخيالك العنان في تخيل ما تريده من خلال الأرقام المذكورة في الصحف ومنها: أن رجل الأعمال العاشق وعدها بخمسين مليون دولار إن هي عادت إليه، واتهمها بسحب 400 مليون دولار من حساباته السرية في البنوك (طبقا لتصريحات زوجها عادل معتوق)، ثم الأخبار التي تقول بأنه دفع مليوني دولار ثمنا لقتلها، فإذا عرفت أن رجل الأعمال لديه القدرة على تقييم الأشياء فلك أن تتخيل جسدا تدفع فيه كل هذه الملايين.

وهذا ما جعل أحد المتابعين للأحداث يحسد من قام بتغسيل جسد سوزان وتكفينها، وتساءل: كم دفع هذا الرجل "المغسل" مقابل تغسيل هذا الجسد الأسطورة الذي انتزع قلوب رجال الأعمال والأمراء وغيرهم.
ولسنا هنا نصدر أحكاما مسبقة ضد أحد؛ فالمتهم بريء جدا حتى تثبت إدانته، وإن كان هذا القول قد تغير بعد أحداث العبارة ومحاكمة ممدوح إسماعيل، وبعد قضية هايدلينا، وقضايا أخرى مماثلة، فالقاضي في النهاية بشر يحكم بما يصل إليه من وثائق وأوراق وشهادات شهود، وكل هذه أشياء يمكن إجراء تعديلات كثيرة فيها قبل أن تصل إلى ساحة القضاء، وهناك محترفون لإجراء مثل هذه التعديلات، خاصة إذا كان المستفيد سيقدر هذه الخدمة بسخاء كما قدر جغرافيا الجسد الساحر.

سيكولوجية المشاهير

ويبدو أن سيناريو رجل الأعمال والفنانة سيتكرر كثيرا، خاصة إذا عرفنا أن سيكولوجية رجل الأعمال تقوم على اقتناء كل جميل أو ثمين أو مبهر، وهو لا يكتفي بالاقتناء، بل يصر على الامتلاك، وعلى الرغم من نجاحات رجل الأعمال في عالم المال إلا أنه أحيانا تنقصه الشهرة، فيحاول أن يعوض هذا النقص من خلال اقترابه من مشاهير الفن، خاصة من تتحقق فيهن معايير عالية في الجمال تغري رجل الأعمال باقتنائها، والشعور بالظفر على أقرانه وهو يمتلك هذا الجمال الأنثوي الأخاذ.

وإذا انتقلنا إلى سيكولوجية المشاهير من الفنانات (خاصة فنانات الدرجة الثانية والثالثة) نجد أنها تقوم على الاستعراض والتحرر والتعددية، بمعنى أنها تسعى نحو استعراض ملكاتها وإمكاناتها وجمالها وجاذبيتها أمام أكبر عدد ممكن من الجمهور، وهي تشعر بالنجاح والطمأنينة كلما زاد عدد المعجبين والمفتونين بها، وإذا خيرت بين الزواج المستقر في أحضان رجل واحد وبين تصفيق وإعجاب الجماهير العريضة فإنها تفضل الجماهير، ولهذا حين تقترن الفنانة برجل الأعمال تحدث أزمة ربما تؤدي إلى التورط في القتل؛ حيث يعمد رجل الأعمال إلى امتلاك تلك التحفة الجمالية وحده، بينما ترى تلك التحفة أنها أغلى وأثمن وأروع من أن يمتلكها رجل واحد مهما كان ثراؤه، وهنا يحدث الصراع بين الاثنين، وربما ينتهي ذلك الصراع بقرار من رجل الأعمال بتصفية الفنانة حتى لا يمتلكها أحد غيره، وهو في غمرة إحساسه بالغيرة والهزيمة من ناحية، وإحساسه بتضخم نفوذه وقوته وثروته من ناحية أخرى يشعر بأن من حقه أن يفعل ذلك، وأن ثروته ونفوذه وعلاقاته سيحولان بينه وبين القانون، فلا تقع عليه عقوبة أو يناله قانون، وهنا تحدث الكارثة.

وتزداد الأزمة وتتعقد حين يكون رجل الأعمال ملتحفا بالسلطة في صورة عضوية الحزب، أو الأمانة، أو المجلس، هنا يصاب بحالة من الثقة والطمأنينة الزائدة، فهو قد جرب مرارا اختراق حواجز القانون، وشعر أنه يملك ويمتلك كل شيء بما فيها أراضي الدولة، وأجساد الحسناوات.

أجساد المعدمين

ومن المفارقات أن حادث مقتل سوزان تميم مع تفاصيل الملايين التي ألقيت حولها وعليها يتزامن مع حادث انهيار صخور المقطم على أكواخ المعدمين في الدويقة، وربما تتعمد الصحف المعارضة والمستقلة نشر صفحات متقابلة عن الحدثين،  وربما يكون القاسم المشترك بين الحدثين هو أن الجسد يموت، سواء في شقة شديدة الفخامة في حي راق بمدينة دبي الأسطورية، أو في كوخ تحت صخور جبل المقطم، والأجساد كلها تتعفن، سواء تلك التي ألقي عليها الملايين أو ألقي عليها الصخور، وكل يبعث على نيته، ولكن الشيء المختلف هو أن جمال جسد سوزان تميم (في حياتها طبعا) يجعل رجل الأعمال يسرع كثيرا في نثر الملايين على تضاريس ذلك الجسد، بينما تشوهات أجساد أهل الدويقة (جراء الفقر، والجهل، وفيروس c، والفشل الكلوي، والأمراض الجلدية، وآثار انحناءات الظهر ذلا وتسولا وقهرا) تجعل رجل الأعمال نفسه يتردد كثيرا قبل أن يتبرع للدويقيين بجنيه واحد، أو أن يفكر في تطوير عشوائيتهم أو عشوائيات غيرهم، وربما يدعوهم إلى شراء شقق وفلل في مشروعاته المعمارية المنتشرة بطول مصر وعرضها، متهما إياهم بالتكاسل عن حضور معارض شركاته، والتراخي عن ركوب الأتوبيسات المكيفة التي تنقلهم إلى مدنه الجديدة ليروا على الطبيعة القصور والفلل وحمامات السباحة وأراضي الجولف الخضراء.

وأهل الدويقة مسئولون عن تشوهات جسدهم، وعن روائح عرقهم، وعن تلوث أحيائهم، تلك الأشياء التي منعت جموع المتبرعين من رجال الأعمال ورجال الحزب ورجال الأمانة (أي أمانة) من الوصول إليهم، واكتفاؤهم بعمل صور مركبة على الكمبيوتر تبين تواجدهم وسط الفقراء، ويتم أخذ تلك الصور في حي العجوزة أو مصر الجديدة.

والدويقيون لا يعرفون الموت بمعناه التقليدي الذي يعرفه الناس؛ إذ إنهم عاشوا أمواتا بين الأحياء يتسولون، وإذا "طلعت أرواحهم" تحت صخرة ثقيلة فإنهم ينتقلون إلى حياة أفضل في رحاب الله الكريم الرحيم، وقد استبدلوا الشقق التي وعدهم بها المسئولون عشرات السنين بقصور شاسعة، واستبدلوا أحياءهم المحشورة بين الصخور بجنة عرضها كعرض السماء والأرض، أي أن موتهم كان مكسبا يحسدهم عليه الأحياء منهم.

سكان المقابر

ولكي تفهم الصورة أكثر دعني آخذك لجيرانهم سكان المقابر، وقد عشت ليلة كاملة بينهم في ظروف استكشافية إعلامية وعلمية، ورأيت بعيني ولم يحك لي أحد كيف يعيشون، ويأكلون، وينامون، ويتزاوجون، ويفرحون، ويحزنون، ويحبون ويكرهون، ويموتون، ووجدت أن موتهم أبسط بكثير من موت غيرهم، وربما تكون هذه هي الحكمة التي من أجلها يعيش حوالي مليون من أهل القاهرة في المقابر، فهم مع معايشتهم للأموات تجري لهم عملية تقليل حساسية تجريديا (حسب أقوال علماء النفس السلوكيين) للموت فلا يخشونه أبدا، فالمسافة بين موتهم وحياتهم مجرد جدار يفصل بين فناء القبر والقبر ذاته.

وأذكر أنه في تلك الليلة القبورية التي قضيتها بينهم (الله لا يعودها)، كنا نتحرك بحذر شديد؛ حيث إن أجساد الرجال والنساء كانت مبعثرة هنا وهناك بلا تمييز (على الأقل لنا)، وكنا نخشى أن ندوس أي جسد دون أن نقصد، ففي ظلمة المقابر تستوي الحجارة والأجساد، وحتى المستيقظين من سكان القبور كانوا يجلسون في هيئة تجعلهم يظهرون في الظلام وكأنهم شواهد قبور، فإذا اقتربت منهم سمعت سعالا مختنقا، أو صوت أنفاس متحشرجة.

وبحكم مهنتي واهتماماتي وفضولي أتنقل بين أقصى الطبقات فقرا وأقصاها غنى ورفاهية، وهذا يجعلني أشبه بالبندول الذي يتحرك بين الطبقات الاجتماعية المختلفة صعودا وهبوطا، ويوقظ وعيي بما يحدث هنا وهناك، ويجعلني أشفق على من يعيشون تصورا أحاديا للطبقات كهؤلاء الذين يعيشون في رحاب القصور الرئاسية، أو المقرات الحزبية، أو المدن العالمية التي هي على أرض وأجساد مصرية، وأشفق أيضا على أولئك الدويقيين الذين لا يجدون ميكروباصا ينقلهم إلى مارينا، أو إلى سان إستيفانو، أو فندق الفورسيزون، أو حتى مدينة الرحاب.

وحين كنت أنزل -بشكل عارض حتما- في فندق سان إستيفانو أو الفورسيزون (لمجرد حضور مؤتمر علمي، وأغادره فورا عند انتهاء المؤتمر)، كانت تقفز إلى ذهني المقارنة فورا بين ما أراه في حمام غرفتي (الطارئة) بهذا الفندق أو ذاك، وبين ما أراه في المساكن القبورية أو الدويقية (أو ما أتخيله من حمامات هذه المساكن، إن كان بها حمامات أصلا).

ولست أنكر أنني كنت من المعجبين جدا بمدينة الرحاب النظيفة الجميلة، وبفندق سان إستيفانو الرائع، وبالفورسيزون المذهل، وكنت أفخر بالمجموعة التي قامت على هذه المشروعات المعمارية الراقية والعملاقة، وأصدق فعلا أنهم بناة المستقبل، وصانعو الجمال على أرض مصر العشوائية، ولكنني تراجعت كثيرا عن هذه المشاعر ومعي عدد غير قليل من أهل مصر الأصليين حين تطايرت الأخبار المصاحبة لمقتل الحسناء (صاحبة الجغرافيا والتاريخ) سوزان تميم، والتي تفيد أن العاشق وشركاته قد حصل على ما يصل إلى 40 مليون متر مربع من أرض مصر الحزينة لكي ينشئ عليها مدنه ومشروعاته، ولكي ينفق من ريعها ليس على الدويقيين وأصحاب عزبة الزبالين، وعزبة الصفيح، وإنما على هيفاء لبنانية تقيم في جناح خاص بالفورسيزون، وتذهلني الأرقام المبعثرة تحت أقدامها ويدفعني خيالي الساذج إلى تصور إنفاق هذه الملايين من الدولارات على تطوير بعض العشوائيات والقبوريات، ولكني أعود إلى وعيي وأقول أين جغرافيا الجسد التي تصنع التاريخ في تلك المناطق؟ ثم أتساءل في سذاجة: ولماذا لم ينثر بيل جيتس أمواله على أجساد الحسناوات وتحت أقدامهن، وفضَّل بدلا من ذلك أن يقضي بقية سنوات عمره في المشروعات الخيرية؟ فيأتي الرد مرة أخرى بأن بيل جيتس على الرغم من ذكائه الهائل إلا أنه كان ضعيفا في الجغرافيا.

  اضافة رد




16/09/2008
3:32:45 PM
 

تاريخ التسجيل : 03/12/2007
عدد المشاركات : 305
Postاكتشاف الجغرافيا

 اكمالا لكلامك أيها الرفيق - ان المرحومة أصلا كانت عايشة في بيروت في منطقة زي الدويقة - وهناك من انتشلها ونظفها وابرز الجغرافيا والتاريخ على رأيك - واذا كان فيه رجل أعمال ذو بصيرة كان راح الدويقة ودور وكان هيلاقي مليون سوزان - يعني كل الفنانات الصاعدات الموهوبات جغرافيا دول أصلهم من فين؟؟
 
اضافة رد

17/09/2008
11:44:32 AM
 

تاريخ التسجيل : 24/08/2008
عدد المشاركات : 5
Postالمتهم بريء حتي......

السلام عليكم- الأخ العزيز كاتب المقال الساحر اعجبني كثيراً ما قرأته في مقالك ولكن لي تعقيب صغير اولاًاشعر بمقالك بالشماته (وانا لست مدافعاً عن احد انا فقط متابع لما يجري من أحداث بأهتمام شديد) ارجو منك قراءة مقال انيس الدغيدي في صوت الأمة الععد الأسبوعي الحالي حيث ستعرف منه الكثير عن حياة سوزان تميم وما فعلته ومدي علاقاتها بالأمراء والحكام والرؤساء لن تصدق انها قد وصلت واكتشفت (جغرافياً ) من هذا العدد الهائل وستكتشف بأن من يسعون لقتلها كثير ممن عرفت اسرارهم واشياء تهددهم ستجد كل الأسماء بالمقال ومن قال لك بان هشام طلعت قد صرف عليها او وعدها بالمبالغ الطائلة المذكورة هذا كله كلام قبل التحقيقات انا اتوقع ان عقلية اي راجل اعمال بهذا النجاح لن تكون بهذا الحجم من الغباء وإلا يعتبر نجاحه سفه
بالنسبة لموضوع بالجيتس -هو ايضاً شاطر بجغرافيا الجسد ولكن لم تحدث مصيبة لتكشفه -وكما تقول بانه تفرغ للعمل الخيري اقولك لصالح اليهود وليس لصالح أمتنا -حتي لو زار مصر سيعطينا الفتات ولن يكون هو احرص علينا من ابناء جلدتنا
آخر شيء احب اعلق عليه موضوع الأراضي التي اخذها هشام طلعت مصطفي حتى لو ببلاش زي ما بتقول فين الكلام ده من زمان وبعدين اخد صحراء وحولها لمجتمع سكني راقي متكامل -روح عيش داخل القاهرة في اي مكان وشوف الفرق بين النظافة والنظام والتنظيم والجو الصحي
-اقولك شوف اي حد تعرفه يخصص لك ارض ولو قدرت تقيم عليها مشاريع زي الرحاب وغيرها باسعار احسن يبقي انت افدت البلد وأفدت الشباب  ولك تحياتي وأعذرني على الأطالة -
اضافة رد

17/09/2008
5:29:28 AM
 

تاريخ التسجيل : 13/08/2007
عدد المشاركات : 634
Postعندك حق ياعاطف!!

 لايجوز الحكم علي شخص دون التثبت 
بسم الله الرحمن الرحيم.

(يا أيها الذين آمنوا اذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.) صدق الله العظيم
 
اللهم استرنا في الدنيا والآخرة
اضافة رد
عدد الردود 3







الرئيسية | أهداف الموقع | من نحن | اتصل بنا | انضم الينا | أعلن معنا