طرابلس ـ عبد الكافي الصمد
جذب معرض «متحف طرابلس المُصوّر»، الذي نظمته «جمعية طرابلس السياحية» بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال، حشداً كبيراً من الطرابلسيين على اختلاف أعمارهم وانتماءاتهم، نظراً لعرضه صوراً ورسوماً ولوحات قديمة ونادرة عن عاصمة الشمال، كانت محور اهتمام الحضور وإعجابهم.
المهندس الدكتور خالد عمر تدمري، الذي أشرف على إعداد المعرض بموجب عقد وقعه مع الجمعية منذ سنتين، قدم شرحاً مفصلاً للحضور عن «المعروضات وأهميتها التاريخية، وكيفية جمعها على مدى سنتين من الزمن، بمساعدة عدد كبير من ابناء المدينة وغيرهم، الذين ساهموا مساهمة فعّالة في إنجاح هذا المعرض».
وأوضح تدمري إلى أنه تمّ «تقصي آثار طرابلس وتراث أبنائها المتناثر في أنحاء العالم، في المتاحف والقصور، ودور الكتب والمحفوظات، والمؤسسات الثقافية والجامعات، ومراكز الوثائق والارشيفات، وخزائن البيوتات الطرابلسية؛ والجهد المتواصل لا يزال مستمراً بهدف جمع أكبر قدر منه ولو عن طريق التصوير، لتعريف أهل طرابلس وأجيالها الطالعة بتاريخ مدينتهم وعراقتها في التراث والحضارة، وأن تكون الوسيلة الى ذلك إقامة هذا المعرض المصور، الذي نأمل أن يكون اللبنة الأولى لإنشاء متحف طرابلس التاريخي الدائم».
وبعدما أشار تدمري إلى الجهد الذي بذله والده الدكتور عمر تدمري، الذي يُعد من كبار المؤرخين في طرابلس، شرح مراحل عمله لانجاز هذا المعرض حيث قام بزيارة المتاحف والمكتبات والجامعات ومراكز الوثائق في عدد كبير من الدول العربية والأجنبية، وصوّر كل ما يتعلق بطرابلس من آثار وإبداعات أبنائها وزوارها، من كتب ومخطوطات ونقود ونقوش، ولوحات ورسوم، وتحف وتماثيل، وخرائط وغيرها، وتمكن من تجميع «ثروة» من صور للكنوز الطرابلسة القيّمة والفريدة. بعدئذ قام بإطلاع «جمعية طرابلس السياحية» على جوانب هذا المخزون الثري، فآثرت أن تقتني مئة صورة من هذه الصور النادرة، لعرضها خلال هذا المعرض.
بدوره، لفت رئيس الجمعية العميد سمير الشعراني الى أن «فكرة المعرض تواكب مشروع الإرث الثقافي في طرابلس القديمة، وهو يمثّل دعوة لإقامة المتحف الحيّ لآثار المدينة في قلعة طرابلس»، منوّهاً في المقابل بدور المدينة التاريخي التي «تعدّ عاصمة الساحل الفينيقي، ولؤلؤة الثغور على البحر الأبيض المتوسط، وهي مدينة تختزن تحت أديمها موروثات حضارات الامم التي تعاقبت عليها قبل نحو 3500 سنة، بدءاً من العصر الفينيقي حتى نهايات العصر العثماني».
والمعرض الذي يُعدّ الأول من نوعه في طرابلس، ضمّ مئة صورة ولوحة جسّدت إبداعات أبناء المدينة وزوارها، من كتب ومحفوظات ونقود ونقوش ولوحات ورسوم وتحف وتماثيل وخرائط ومعالم أثرية متعددة، تمثل مختلف الحقب التاريخية التي يفوق عمر بعضها 3500 سنة، وتنتشر في 22 بلداً عربياً وأجنبياً، فضلاً عن لبنان؛ وقد جُمعت مواد المعرض من 75 مرجعاً مختلفاً من أنحاء العالم. وتخلل المعرض، الذي يستمر حتى يوم الأحد المقبل، عرض فيلم وثائقي مُصوّر عن آثار طرابلس، احتوى حوالى 200 صورة لم تُعرض في المتحف المُصوّر