تحية طيبة وبعد،
تعرضت في مشاركتك لنقاط كثيرة واتهامات ومعاني خطيرة، وسأحاول أن أختصر بقدر المستطاع، ملتزماً بأمانة الوضوح في الإجابة، وبالطبع الإلتزام بحدود وأخلاقيات الحوار والمناقشة الإيجابية، لعل أحدنا يصحح للآخر مفاهيمه، فنسير في إتجاه واحد، آملاً أن يكون هذا هو المطلوب.
أولاً لا أعتقد أن أحداً يمكنه أن ينكر عليك حقك أن تنعم بسكنك الذي اخترته لنفسك، وانتقلت إليه هرباً من ويلات القاهرة. هذا حقك تماماً ولا يستطيع أحد أن ينكره عليك.
في تجربة عشتها منذ أواسط الخمسينات وأوائل الستينات الماضية، كان حى مصر الجديدة نموذجاً رائعاً للهدوء والنظافة والنظام والأمان. وكان من شأن هذه الملامح أن تنعكس على الساكنين كباراً وصغاراً، وبالطبع على سلوكياتهم وصحتهم النفسية، حتى أننا - من شدة الهدوء ونحن نلعب في بيوتنا، نشعر إذا سار بعض المارة في الشارع، وإذا كانوا يتحادثون نشعر بأصواتهم في الحديث، فنجري إلى الشرفات بفرح شديد لنشاهد من يسير، تعلوا وجوهنا إبتسامات الطفولة البريئة، ونلوح للعابرين بأيدينا معبرين عن سعادتنا بمرورهم أمام بيوتنا. وإذا تصادف وجودنا بالشارع وقت مرور شخص ما، نجري إليه بنفس الفرحة والسعادة والإبتسامة لنرحب به ونسلم عليه، فيبادلنا السلام والإبتسام، ويمضي في طريقه ونكمل نحن لعبنا. وفي المناسبات والأعياد، كانت كل واحدة من أمهاتنا، تقوم بتحضير ما تجيده من أصناف وأطباق طعام، محتسبة أن للجيران نصيبٌ مما تعده، ليتبادل الجيران تلك الأصناف بمودة، وليسعد ويفرح الجميع. وكان من بين الجيران خواجات مقيمين منذ سنوات في نفس العمارات، لدرجة إجادتهم اللغة العربية. هذه الصورة تحضرني الآن بنفس الوجوه والأسماء، وكأنها العام الماضي!
هل يمكنك أن ترى هذه الصورة؟ هل عشت مثل هذه التجربة؟
بحلول أوائل السبعينات، بدأ التغيير السلبي والإنحدار إلى أن فلت زمام الأمور تماماً مع مرور السنين وتفحش الإهمال الإداري ليس فقط في مصر الجديدة، بل طال مصر كلها. فكنت من أوائل من سارع بالإستجابة لإعلانات شراء مسكن في الرحاب. وعندما تسلمت سكني وانتقلت إلى الرحاب، رأيت فيها أمل العودة لما حرمت منه خلال عشرات السنين الهدوء والنظافة والنظام والأمان. وبدأت الرحاب هكذا بالفعل، وكان الجهاز يقوم بما عُهد إليه على أتم وجه، ولم يكن أحد يتدخل في عملهم، فالكل يثق تمام الثقة في أداء الجهاز والحفاظ على المدينة بالحالة التي نرجوها جميعاً وانتقلنا إلى الرحاب من أجلها. إلى أن بدأت بعض الأمور تظهر فجأة، وهنا أدعوك إلى مراجعة ما مشاركات الكثيرين من أعضاء هذا المنتدى، ناهيك عن غير الأعضاء.
وهنا .. اسمح لي أن أوجه إليك بعض الأسئلة: هل من المقبول أن ترى إحدى المالكات، تقصيراً في الصيانة فيما يخص وحدتها، وعندما تحاول تنبيه مسؤولي الصيانة بالجهاز إلى ذلك دون جدوى، فترفض سداد مصاريف الصيانة كردة فعل إحتجاجية، مطالبة بمقابلة رئيس الجهاز، فما يكون منه إلا أن يرفض مقابلتها إلا إذا دفعت مصروفات الصيانة. بل ويأمر بقطع المياه عن وحدتها!! هل تقبل هذا السلوك كرد فعل مسؤول؟ للتفاصيل من فضلك إقرأ ص6 بالرابط (إضغط هنا). ومجموعة جيران آخرون يستنجدون بمسؤول الصيانة، عندما واجهتهم مشكلة نشع مياه في عمارتهم (وهو أخطر ما يصيب المباني)، فما كان منه إلا أن علق: أنتم جيران مع بعض .. اولعوا!! للتفاصيل من فضلك (إضغط هنا).
لمعرفة بعض الحقائق وملاحظات أحد الملاك وهو خبير إستشاري في الأمور المالية. من فضلك (إضغط هنا)
وبخصوص مصروفات الصيانة، دعني أسألك: هل تكبدك لمصروفات صيانة في سكنك القديم، بالدرجة والمعدل الذي وصفته، مبرراً أو سبباً ملزماً لنا كي نقنع ونتقبل ما يُمليه علينا الجهاز هنا؟
كتبت في مشاركتك: "...ارجوكم دعوا الرحاب لى كما هى لاننى لا اعلم اذا تغيرت القياده فيها ربما تصبح مدينه نصر ثانيه ووقتها لن ينفعنى ايا منكم على الاقل انا اضمن تماما ان مصلحه الشركه لا تتعارض مع مصلحتى..."
فهل ترى أن من حق المخاطبين بالمقابل، أن يطلبوا منك ترك الرحاب لهم، لأن إستمرار إدارتها هكذا لن ينفعهم، ولا يهمهم في ذلك مصلحتك؟
"...اذا كان ايا منكم كان يسكن فى مكان افضل من الرحاب قبل ذلك فاليروى لنا تجربته لعلنا نستفيد ونفيد الجهاز واعتقد ان هذه هى الايجابيه وليس الهدم دون وجود اى مقومات او مؤهلات للبناء عفوا اعتقد انكم اساتم الى الايجابيه باسلوبكم وتركتم كل ما هو سافر وتمسكتم بالقشور...". هل تعتقد أن من حق الآخرين وهم ملاك مثلك، ولهم ما لك، أن يخاطبوك بمثل هذه العبارات؟ أنا عن نفسي، لا أستطيع أن أخاطبك بهذا الأسلوب رغم فرق السن الواضح بيني وبينك، فهل تعتقد أن هذا أسلوبك واختيار عباراتك مناسب، وهل من المقبول أن يستمر هكذا؟. ومع ذلك، رويت لك تجربتي الشخصية، وعن الإيجابية ... أرفق لك إحدى مخاطباتي للأستاذ/ هشام طلعت منذ سنوات، كما أرجو أن تقرأ مشاركتي في هذا الرابط (إضغط هنا).
وللعلم .. لم أر رأياً من كل المشاركات، تطلب تغيير القائمين على الجهاز، ولكن المطلوب من الجميع، هو مشاركتهم في أي قرار مهم يمسهم أو يمس الرحاب، قبل أن يتخذه الجهاز ويفرضه رغماً عن أنف الجميع! المبدأ والأسلوب غير مقبول. فهل في ذلك ما يضير أحد، بمن في ذلك مسؤولي الجهاز؟
فيه حاجة مهمة يجب توضيحها، هي أن علاقة كل مالك فيما يخص ملكيته، ترتبط فقط بالشركة البائعة وفقاً لعقد شراء صحيح ورسمي موقع من كلا الطرفين. شروط وبنود هذا العقد تم وضعه من طرف واحد وهو الشركة. ولذلك أولى بالشركة إحترام وتطبيق كل البنود والشروط لا أن تبدأ هي بمخالفتها. فإذا خالف أحد طرفي العقد أياً من تلك الشروط المتفق والموقع عليها، يكون مرجع هذا الخلاف للطرفين المتعاقدين. فكيف بالله يخرج طرف تالت ليس له علاقة بهذا الخلاف، ويطلب من المالك الذي اشترى وسدد كامل قيمة وحدته، واحترم شروط العقد، إنه إذا كان "شايف إن الرحاب وحشة يعزل"!!! طلب صريح أن يتنازل المالك عن حقوقه في التمسك بتنفيذ بنود العقد الذي وضع شروطه وخالفه الطرف الأقوى، بل ويتحايل على تلك الشروط للتملص منها!!! فهل ترى أن هذا طبيعي ومقبول؟
أستاذ/محمد ديدي، قدمت لك ما استطعت من رد وتوضيح. فأرجو أن أكون وفقت في هذا، كما أرجو أن تتصل بجمعية تطوير لمزيد من التوضيح والإستفسار، ولتعرض كذلك وجهة نظرك.
وشكراً،
إبراهيم سرِّي