السيدات والسادة
تحية طيبة،،
أتوجه بهذا الكلام لكل من دافع عن الجهاز أو الشركة أو كلاهما عندما قاموا بذبح الحديقة المواجهة للبنوك وحولوها إلى كتلة أسمنتية!!!
دفاع السادة المدافعين ارتكز على أن مشروع الجراج مفيد للسكان، وأن الشركة (كتر خيرها) تنازلت عن الملايين التى كان يمكنها الحصول عليها من بيع هذه الأرض للشركات،،،، وحولتها إلى مشروع خيرى لخدمة الملاك الغلابة اللى مش لاقيين مكان يركنوا فيه!! وهذا طبعاً هدف نبيل ينبغى علينا أن نشكر الشركة عليه وعلى اهتمامها بمصالحنا وتنازلها عن الملايين!!!
أقول للسادة المدافعين أن هذا كله كلام ليس له أساس وإليكم الدليل:
أولاً: هذه الأرض لا هى أرض شركات ولا خلافه وظلت حديقة لأكثر من خمس سنوات،، ولا أعتقد أن الشركة ظلت محتارة منذ 1997 ومش عارفة تعمل إيه بالأرض!!!
ثانياً: أنا شخصياً عندى منشورات دعائية خاصة بالشركة موضحاً بها أن هذه الأرض منطقة خضراء!!!
ثالثاً: بقاء الحديقة هذه المدة الطويلة هو فى حد ذاته إثبات أنها حديقة بدليل أن القانونيين الذين تحدثت معهم بشأنها أفادوا بأنه كان يكفى بلاغ للنائب العام (موقعاً من عدد من السكان) عما تفعله الشركة حتى يأمر بإيقاف كافة الأعمال بالحديقة!!!
رابعاً: الشركة لم تحول الحديقة إلى "مسطح انتظار سيارات" كما ادعوا!!! بل قاموا بعمل خطير للغاية وهو تحويل الحديقة إلى مشروع تجارى ضخم يدر عليهم عشرات الملايين،، ويضمن لهم دخل شهرى يقدر بالملايين أيضاً!!
وإليكم ما فعلوه:
لقد قامت الشركة باستغلال باطن هذه الأرض وسطحها وجوها، أى ثلاثة مشاريع فى خبطة واحدة!!!!
أما عن الباطن فقد حفروه وحولوه إلى جراج سيارات سيدر عليهم دخلاً شهرياً يتجاوز النصف مليون جنيه!!!
على سطح هذه الأرض قاموا ببناء محلات تجارية،، هذه المحلات تكلفة إقامتها بسيطة جداً حيث أنها عبارة عن أربعة حوائط وسقف،، أما عن قيمة بيعها فحدث ولا حرج!!!
قامت الشركة ببناء حوالى 30 محل فى هذه المنطقة،، مساحة المحل الواحد حوالى خمسون متراً بارتفاع حوالى خمسة أمتار،، ثم تم بناء سندرة داخل كل محل على مساحة حوالى ثلاثون متراً،، فتصبح المساحة الكلية لكل محل حوالى ثمانين متراً (مساحة الأرضية + مساحة السندرة) ويباع المتر الواحد يا سادة بمبلغ 40000 جنيه مصرى (أربعون ألف جنيه مصرى فقط لا غير)!!!! أى أن قيمة المحل الواحد 3.2 مليون جنيه مصرى!!!! لو ضربت هذا الرقم فى عدد 30 محل ستكتشف أن الشركة ستحصل على حوالى 100 (مئة) مليون جنيه من حصيلة بيع المحلات!!!!
هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟؟؟ لالالالا،، فالجو مازال موجوداً ويمكن استغلاله أيضاً!!! تقوم الشركة حالياً بتجهيز سطح هذه المحلات للقيام بتأجيره لعدد من القهاوى والمطاعم بدخل يتجاوز المليون جنيه شهرياً!!!
هل رأيتم التفكير العبقرى؟؟؟
إذن فما هى المحصلة النهائية؟؟؟
حصلت الشركة على مبلغ ضخم (100 مليون) من بيع المحلات + مبلغ ضخم آخر شهرى (أكثر من مليون ونصف) يدخل خزينة الشركة!!!
بالنسبة للملاك الغلابة (أصحاب الحديقة) فقد حصلوا على كتلة أسمنتية + زحام غير عادى بهذه المنطقة (عنق زجاجة) + دوشة ومعاكسات ودخان شيشة بعد أن تبدأ هذه المحلات والقهاوى فى العمل!!!! وخسروا حديقة خضراء جميلة هادئة كانت تضفى على المكان رونقاً وهدوءاً وجمالاً.
والآن نأتى للمقارنة
ماذا لو صدقنا (جدلاً) أن هذه الأرض كانت فعلاً مخصصة لشركات، وماذا لو قامت الشركة (جدلاً) ببيع هذه الأرض فعلاً لشركات؟؟؟ تعالوا نحسبها!
لو قامت عشر شركات بشراء أراضى وإقامة مبانى فى هذه المنطقة فماذا ستكون الحصيلة؟؟؟
لو افترضنا أن كل شركة اشترت 500 متر لتقيم مبناها،، فستدفع حوالى 3 مليون جنيه للشركة (أعلى سعر لمتر الأرض فى الرحاب هو 6000 جنيه)،، وتكون النتيجة حصول الشركة على مبلغ 30 مليون جنيه من حصيلة بيع الأرض لشركات،، هل ترون الفرق؟؟؟؟
إذن ما قامت به الشركة ضاعف من حصيلة بيع الأرض وضمن للشركة مبلغ شهرى محترم!!! ولم تقم به خدمة للملاك كما يدعون!!!
لكن الشهادة لله،، المنظر من فوق سطح المحلات جميل،، والجو رائع فى ليالى الصيف الدافئة خصوصاً على رائحة الشيشة والفحم وأصوات القهوجية!!!
وكما نسينا حديقة ليلاك وأصبحت "مبلطة ليلاك" يجب أيضاً أن ننسى حديقة البنوك ولنسميها من الآن "قهوة البنوك لصاحبها المعلم كرشة"،، والبقية تأتى!!!!
اتقوا الله يا سادة!!!
احترموا حقوق الملاك!!!
تحياتى وأطيب أمنياتى
أشرف فهمى