 كيف يصدر هذا من إمام مسجد
يوم الجمعة الموافق 31 يوليو فى مسجد طلعت مصطفى كانت الخطبة غريبة و فريدة فى موضوعها ففى وسط مواضيع الجهاز و تأسيس الشركة تفضل الأخ زكريا الفران و لن أقول الشيخ أو الإمام نظرا لما ورد فى هذه الخطبة من كلام لا يمكن السكوت عليه فقد كان موضوع الخطبة هو السادة المسئولين عامة فى الدولة أو أى مكان فهؤلاء لا يصح الكلام عنهم أو ذكرهم لأن هذا يعد غيبة و بهتان و قال الأخ زكريا الفران بالنص لو أن مسئولا كان فاسدا أو ظالما فيترك أمره إلى الله و يجب أن يكف أصحاب الأقلام أقلامهم و ألا يكتبوا عن هؤلاء لأن الذى يكتب شيئا لو وقع تحت يد هذا المسئول سوف يغير كلامه و يتراجع عما قال و أورد مثلا لذلك رواية عن الحجاج بن يوسف أنه قابل رجلا لا يعرفه و سأله عن رأيه فى الحجاج فأفاض الرجل فى وصف الحجاج بكل ما هو سئ ثم قال له الحجاج هل تعرف من أنا فقال الرجل لا قال أنا الحجاج بن يوسف فأجاب الرجل و أنا مجنون هذه القرية و علق الأخ زكريا على ذلك قائلا إنظروا كيف تراجع هذا الرجل عن كلامه فى التو و اللحظة
أسرعت بعد الخطبة إليه و أخبرته أن ما ورد فى هذه الخطبة يعد هدما للدين و يجب تصحيحه أين الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر أين كنتم خير أمة أخرجت للناس أين أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر و أخبرته أننى لم أسمع مثل هذا الكلام لا فى درس أو خطبة أو تليفزيون أو إذاعة فهذا كلام جديد و أن الرواية التى أوردها دائما تقال من باب الفكاهة و ليست للإستدلال على شىء و ما الغريب فى تغيير كلام الرجل من أجل إنقاذ نفسه من القتل أليس من الجائز نطق كلمة الكفر خوفا من الموت
فأجاب أنه يقصد الخوض فى عرض المسئول فأخبرته أن هذا لم يكن المعنى الواضح فى الخطبة فلو كان قال مسئولا عاصيا أو مذنبا لا داعى للكلام عليه مع أنى أشك فى هذا و لكنه قال مسئولا فاسدا ظالما و الظلم و الفساد لا يكون إلا فى حق العباد فوعدنى أنه سوف يحاول تصحيح ذلك وفى الجمعة التالية بتاريخ 7 أغسطس كان خطيبا آخر و بعد الخطبة ذهبت إليه و أخبرته بالموضوع و أنه يجب تصحيح هذا الكلام و كان موجودا الأخ محمود الفران أخو زكريا الفران فلما سمع قال بملئ فيه كيف ذلك الجمعة القادمة سوف يتم التصحيح و فى الجمعة التالية 14 أغسطس كان الخطيب هو محمود الفران ولم يذكر شيئا عن الموضوع فذهبت إليه بعد الخطبة
أسأله ما السبب فأجاب أن الجمعة التالية سوف يقوم الأخ زكريا الفران بالتصحيح بنفسه و اليوم كان خطيبا آخر و لم يذكر شيئا عن الموضوع
و أتعجب لكل شيخ فى هذا المسجد سمع عن هذا الموضوع و لم يتحرك فيه ساكنا و لم يشعر بخطورة الأمر و لم يسارع بالتصحيح فكثيرا من الناس يعتبرون أن ما يقال على المنبر أمر مسلم به و يصبح معتقدا له و لأولاده من بعده أليس ما ذكر فى تلك الخطبه مناقضا لديننا و معتقدنا و يعد هدما فى أساس هذا الدين
ما الذى يحدث هل وصلنا إلى آخر الزمان هل قبض العلم و العلماء
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يترك عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا
رواه البخارى و مسلم
تابعتهم فى المسجد على قدر إستطاعتى دون جدوى لذلك أكتب هذا من باب الأمانة و التبليغ و أنصح بعدم السماع للأخ زكريا الفران حتى يقوم بتصحيح ما قاله و أرجو لكل من يسمع للأخ زكريا أن يفكر جيدا فيما يسمع و ألا يعتبر أن كل ما يقال صحيحا
أحمد مصطفى
|
