السيدات والسادة
تحية طيبة،،
ترددت كثيراً قبل أن أكتب تعليقى هذا، فأنا لا أود الدخول فى مجادلات أو مشاحنات مع أىٍ من أعضاء الموقع الكرام أو أىٍ من ملاك الرحاب،، ولكنى لاحظت منذ فترة أن هناك سوء فهم بين مجموعتين من الملاك على هذا الموقع،، مجموعة ترى أن الوضع فى المدينة رائع ومُطمئن،، والأخرى ترى أن الوضع مُقلق ويحتاج إلى وقفة جادة.
ما يزعجنى هو قيام بعض أفراد هذه المجموعة أو تلك باتخاذ مواقف شخصية واتهام الآخرين بهذا أو ذاك من التهم!! ويهمنى فى هذا المجال أن أُذَكر الجميع بأننا جميعاً نقطن هذه المدينة، كما تقطنها أسرنا وأبناءنا وأقاربنا وأصدقائنا،، أى أننا جميعاً فى قارب واحد ويجب علينا أن نتعاون لكى نحافظ على هذا القارب.
لم أتصور يوماً أننا فى حرب حتى نطلق على بعض أعيرة نارية من طراز "ضربة قوية .." أو أن نُلقَب بـ"أصحاب النظرة السوداوية"!!
وبما إننى من أشد المعترضين على سياسات الشركة التربحية فى المدينة فسوف أعتبر نفسى ممن لُقِبوا بـ "أصحاب النظرة السوداوية" وعلى هذا فمن حقى أن أدفع عن نفسى هذه الصفة الكريهة.
معظم المتفقين مع سياسات الشركة والجهاز لم ينكروا يوماً أن هناك سلبيات كثيرة فى المدينة،، ولكنهم يدافعون عن الشركة تأسيساً على أن مدينة الرحاب هى أنظف مكان موجود بالقاهرة وأنه ينبغى أن نكون سعداء بذلك،، أنا شخصياً لم أذكر يوماً أن الرحاب مدينة قذرة!! والمكان الوحيد الذى استأت من قذارته فى المدينة هو هذا السوق الكريه!! والكثيرون من المتفقين مع سياسات الشركة لم يختلفوا أبداً على قذارة السوق وعدم تنظيمه، أو على تحول أرصفته وممراته وشوارعه إلى مرتع للتجار يفعلون فيها ما يريدون.
على هذا فالإشكالية بالنسبة لى وللآخرين من "أصحاب النظرة السوداوية" ليس جمال المدينة أو نظافتها،، فلو كانت المدينة قذرة لما سكناها أصلاً ولما بقينا بها،، الإشكالية الأساسية تتعدى هذا بكثير،، ليست المشكلة هل يتم كنس الشوارع أم لا!! أو هل يؤدى فرد الأمن واجبه أم لا!! هذه نظرة قصيرة للأمور،، الأهم هو "ما الذى يضمن أن تستمر النظافة والنظام والأمن والخضرة والهدوء فى هذه المدينة...؟؟ هذا كله لا يتحقق إلا إذا استقامت العلاقة بين الملاك والشركة (أو بين الملاك وجهاز إدارة المدينة).
حتى الآن فإن هذه العلاقة مبتورة والشركة تعتبرنا مجرد سكان فى أملاكهم ليس لنا أى حقوق ويجب علينا السمع والطاعة، وعلى هذا فنحن نطمع أن نتمكن من تغيير هذه العلاقة وتأكيد صفة "الملاك" بالنسبة لنا،، وإلا فستضيع هذه المدينة وتتحول إلى حى شعبى وسوق تجارى مثله مثل أى منطقة أخرى فى القاهرة التى هربنا منها.. أى أننا نحاول الحفاظ على هذا المكان لنا ولأولادنا ولا نحاول هدمه كما اتهمنا البعض!!
الأمر الآخر الذى نهتم به كثيراً يتعلق بالحقوق والواجبات،، عقود تم توقيعها وأخلت الشركة ببنودها الواحد بعد الآخر،، استغلال لمرافق المدينة (من أجل التربح) بدون وجه حق،، استيلاء الشركة على أملاكنا بالقوة والبلطجة....
فليسأل كل منكم نفسه هذه الأسئلة وليحاول أن يجد لها إجابة شافية،، ثم فليسأل نفسه بعدها "هل نحن فعلاً أصحاب نظرة سوداوية؟"
ألم تتعهد الشركة فى العقود بإتمام إجراءات تسجيل العقود فور سداد كامل الثمن؟؟؟ هل أوفت الشركة بهذا التعهد خلال العشر سنوات الفائتة؟؟ هل اعتذروا للملاك عن عدم الوفاء بهذا التعهد؟؟ أليس تسجيل العقود حق من حقوقنا؟؟
ألم تتعهد الشركة فى العقود بعدم تغيير المخططات الأصلية وعدم البناء على الأماكن الخضراء؟؟ هل أوفوا بهذا التعهد؟؟ ألم يقوموا باغتصاب حديقة البنوك وحولوها إلى محلات؟؟ ألم يغتصبوا حديقة ليلاك وحولوها إلى محلات ومقاهى؟؟ ألم ينشئوا مقهى فى حديقة المول الأول؟؟ ألم ينشئوا مطعم إسمه "جاز كافيه" على رصيف المول الأول؟؟ ألم ينشئوا مطعم آخر إسمه "المطعم الصينى" على رصيف قاعة ليلاك؟؟ ألم ينشئوا محلات لبيع الزهور على الأرصفة؟؟ ماذا تسمون كل هذا؟؟ أليس هذا اعتداء على أملاكنا (حسب العقود)؟؟ أليس هذا تشويه لمنظر المدينة التى ارتأينا جميعاً أن نرحل إليها هرباً من زحام وضوضاء وقذارة القاهرة؟؟
ماذا لو قامت الشركة غداً بوضع كشك لبيع السجائر على الرصيف الملاصق لبيتك أو لبيتى؟؟ أو فى وسط الحديقة التى يطل عليها بيتك أو بيتى؟؟ هل سنستطيع منعهم من ذلك؟؟ إذا سكتنا اليوم عن مخالفاتهم، فسنسكت غداً عن أى مخالفة أخرى!!
أنظروا ماذا فعلت الشركة فى منطقة الفوود كورت!! لافتات إعلانية لا حصر لها!! أكشاك للدعاية متناثرة هنا وهناك،، منها ما هو دعاية للبنوك أو دعاية لشركات المحمول أو شركات السيارات!! ماذا ننتظر؟؟ أن يتحول الفوود كورت إلى سوق آخر تكون الكلمة فيه للتجار والمتربحين؟؟ تذكروا المنظر الجميل للفوود كورت عند إنشائه ببحيرته الجميلة ومنطقته الخضراء ومحلاته المنمقة!! أين هذا الآن من كم الإعلانات الضوئية وزحام السيارات وكمائن الشرطة وأكشاك الدعاية المتناثرة هنا وهناك؟؟؟
ما داموا سمحوا بكل هذا،، ما الذى يمنعهم من وضع فترينة لبيع السجائر على الرصيف، أو كشك لبيع البيبسى والعصائر؟؟
ثم:
هل قامت الشركة بعرض المخطط المعتمد للمدينة على الملأ؟؟ هل رأى أحد منكم هذا المخطط؟؟ هل فكر أحدكم لماذا يخفون هذا المخطط؟؟
هل قامت الشركة بعرض ميزانية الصيانة عليكم قبل مطالبتكم بدفع فروق مصروفات الصيانة؟؟ لماذا يخفون هذه الميزانية؟؟ أليس من حقنا الإطلاع عليها؟ أليست هذه أموالنا ومن حقنا أن نعلم أين هى وكيف تُصرف؟؟ المثل الشائع يقول: "المال السايب يعلم السرقة"
لماذا يجب أن يكون مالنا سايب؟؟ لماذا لا نحاسبهم على هذه الأموال؟؟ هل هم ملائكة لا يصح محاسبتهم؟؟
لماذا يصر مسئولى الشركة والجهاز على فتح أبواب المدينة لكل عابر سبيل، رغم اعتراض معظم الملاك؟؟ ألا يدل هذا الإصرار على "غرض فى نفس يعقوب" ؟؟
هل سأل أحدكم نفسه "لماذا لا تقوم الشركة بالرد مباشرة على الأسئلة والاتهامات الموجهة لهم من أصحاب النظرة السوداوية"؟؟ لماذا تتعمد الشركة اللف والدوران؟؟
الأسئلة كثيرة ولا أستطيع الاسترسال فيها أكثر من ذلك، ولكنى أود تذكير الجميع أننا شركاء فى هذه المدينة ومن واجبنا أن نحافظ عليها وأن نحترم حقوقنا وألا نفرط فيها.
أود أخيراً أن أكتب تعليق بسيط على مقال الأستاذ/ منتصر الزيات والذى اعتبره البعض "ضربة قوية...." فالرجل يرى أن المدينة جميلة وأنا لم أذكر أبداً أنها ليست كذلك!! اختلف معى حول قذارة السوق فهو يرى أنه نظيف!! فيما عدا ذلك فقد اتفق معى فى كل ما قلته عن تجاوزات الشركة ومخالفة العقود،، ويمكنكم مراجعة مقال الأستاذ منتصر وتعليقى عليه ورده على التعليق (المتضمن اعتذاراً ضمنياً عن عدم تمكنه من نشر ردى كاملاً على مزاعم الشركة) على الرابط التالى:
تقبلوا تحياتى
أشرف فهمى