ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين ملاك المدينة وجهازها
جهاز الرحاب أو الشركة أو كلاهما معاً، دة موضوع الحقيقة شاغل بالي من فترة. ظروف إقامتي في الخارج هي المانع الأساسي بالنسبة لي في عدم الإتصال بهم حالياً أو خلال أجازاتي، رغم وجود أمور مهمة (مثل أعمال الصيانة للمدينة ومصاريفها والتقارير الخاصة بها، ومصاريف المياه وطريقة توزيعها والأمن والسرقات، ...)، عاوز أستفسر عنها وأناقشها معهم، وأنا أعلم تماماً أنها ستحتاج إلى وقت طويل ومتابعة مستمرة، وهذا يعني وجودي الدائم في مصر، لأنه من غير المجدي أن أبدأ خطوة تحتاج متابعة، ثم أسافر لمدة سنة، ثم أعود لأسأل ماذا تم بشأنها!!! لن أحصل على نتيجة أو يجدي نفع، حتى الموضوع نفسه يفقد قيمته.
لكن فيه قاعدة مهمة جداً يجب أن يفهمها الجميع سواء ملاك الرحاب والجهاز، وهي أن مدينة الرحاب أنشئت من البداية بأموال ملاك الوحدات السكنية من خلال التمويل بالأقساط والدفعات المالية المنتظمة. صحيح أنها فكرة الشركة العربية للتطوير العمراني، وأنها نجحت في الوصول بتلك الأموال إلى بر الأمان والهدف المتفق عليه، وهذا جدير بكل تقدير طبعاً، لكنه أيضاً لولا تمويل الملاك، ما تحقق هذا المشروع، بل لولاه لفشل المشروع وخسر أصحاب الشركة الكثير. بمعنى آخر ملاك الرحاب هم أصحاب جزء كبير وهام في النجاح الذي حققه هذا المشروع، وبالتالي من حق كل مالك أو ساكن أن ينعم بما تحقق لأقصى درجة يأملها، وأن يحصل على الإهتمام المطلوب مادام ممكن ومتاح وفي الحدود الطبيعية والمقبولة.
توجد علاقة قائمة الآن بين ثلاث أطراف:
1- ملاك مدينة الرحاب،
2- والجهاز هو المدير العقاري لهذه المدينة،
3- والشركة المنفذة لمشروع المدينة، وقد باعت وسلمت الوحدات المنتهية للملاك، خلال عدة مراحل، ولازال تنفيذ بعض المراحل قائم، وباتمام عملية التسجيل النهائي في الشهر العقاري بين الشركة والملاك، تنتهي علاقة الشركة بالمدينة رسمياً، اللهم إلا من فترة ضمان سلامة العقارات والمنشآت حسبما ينص القانون.
تبقى العلاقة (بعد التسجيل النهائي في الشهر العقاري)، محصورة بين الطرفين الأولين. هذه العلاقة باختصار هي علاقة بين مالك ومدير أملاك، اليد العليا فيها هي يد المالك طبعاً. هذه العلاقة قائمة الآن بالفعل، ولكنها ليست بالشكل النهائي المباشر الواضح المنظم الذي يعرف فيها كل طرف حقوقه والتزاماته، ولا يجب بأي حال أن تترك هذه العلاقة مستقبلاً للعشوائية، أو لعدم معرفة الملاك بحقوقهم، وكذلك عدم معرفة الجهاز بالتزاماته. وأنا واثق أن خبرات القائمين على الجهاز يعلمون جيداً التزاماتهم، ولكنهم يعتمدون على عدم معرفة الملاك بحقوقهم. وبالتالي يتصرف الجهاز كما لو كانوا هم الملاك الفعليين، أو أنهم يستطيعون إملاء ما يريدون على ملاك المدينة. وهذا كفيل أن يفسح مجال رحب وخصب للفساد في الجهاز والعاملين فيه، ملامحه تبدأ بتعقيد كل شيء في وجه الملاك، والتعتيم وحجب المعلومات، والتعنت والطناش ووو....
المخرج من هذا كله، ولكي يكون زمام الأمور في أيدي ملاك الرحاب بالشكل والطريقة التي تضمن الحفاظ على علاقة سليمة، وضمان مصلحة ونفع متبادل بين الطرفين (الملاك والمدير العقاري)، يجب أولاً أن يقرأ ويفهم كل مالك جيداً شروط عقد التمليك (وعليه الإستعانة بالغير إن لم يستوعب بنفسه)، والأساس القائم عليه الجهاز وماهي صلاحياته وحدودها وكيفية حصوله عليها، وكذلك الإلمام بالقوانين الخاصة بالمجتمعات العمرانية الجديدة، والقوانين المتعلقة الأخرى. ثم يضع مجموع الملاك في مفهومهم للمستقبل، تكوين مجلس إدارة للمدينة يتولى العلاقة المباشرة مع الجهاز (ومؤكد أنه توجد الكفاءات والخبرات والإهتمام أيضاً من بين الملاك والسكان لتولي مثل هذه المواقع وهذه العلاقة).
للوصول إلى مرحلة تكوين مجلس إدراة للرحاب سليم ومحل ثقة من الجميع، يجب أولاً إنشاء علاقة تعارف بين مجموع السكان، وتبادل آراء وأفكار ومناقشتها، وياحبذا من توطيد علاقات التعارف بين الجميع. ويمكن الإستفادة من تقارب المستوى الإجتماعي والتعليمي و الثقافي ومن ثمَّ الفكري بين مجموع السكان.
وهنا يبرز دورهذا الموقع كإحدى الوسائل الفعالة في هذا الشأن.
تحياتي
إبراهيم سري
|