جارى دراسة النقاط التى تفضلت سيادتكم بأثارتها للرد عليها فى ضوء أحكام القانون.. وأسمح لى أن أسجل مرة أخرى أعجابى الشديد بهذه الروح القتاليه الأيجابية .. فنحن فى أمس الحاجه لأناس شرفاء ذوى أيادى بيضاء للسير بنا فى زمان يفتقر للصراحة و الحقيقة و يعتمد سياسة مس الجوخ و الأنتهازية.. ومن جانبى أنضم لسيادتكم أملا فى الأصلاح و حتى لايجرنا السلبيون الى سلبياتهم .. مع عظيم احترامى و تقديرى

 

 

 

الأستاذ الفاضل/ المستشار

 

تحية طيبة وبعد،

 

 

لك الشكر والتقدير على عرضك بالمساعدة بتقديم أي دعم قانوني نحن ( كشاغلين في الرحاب ) في حاجة إليه. فنحن كما تفضلت في مركب واحد.

 

 

سبق أن تفضل الأستاذ الفاضل/ أشرف، بالتعليق على ما يجري من أعمال بناء وتغييرات في ملامح مدينة الرحاب، وكم من مرة استفسر وكثيرين كذلك، عن الرؤية القانونية لهذه الأوضاع. وللأسف لم يلق إجابة لا من الجهاز ولا الشركة ولا أحد، وخاصة من رجال القانون القاطنين في الرحاب، وسعادتك أحدهم! وكما تفضلت كلنا في مركب واحد. هذا قطعاً صحيح!

 

أليس له ولنا جميعاً حق الإعتراض على تلك التغييرات التي تقضي على بعض مقومات الجمال الأخضر، ألا وهو تحويل أجزاء من المساحات الخضراء في بعض مواقع المدينة، لتحل محلها بنايات خرسانية، وما سيترتب على ذلك من زيادة الكثافة البشرية والآلية متمثلة في عدد السيارات التي ستظهر في تلك المواقع. وهذا من شأنه آن يستأصل الهدوء، ويؤدي إلى كثير من الضجيج، ناهيك عن التلوث البيئي والبصري والسمعي كذلك.

 

 

بالله أي أسباب يسوقها القائمين على هذه التغييرات، ولم يتعد عمر الرحاب بضع سنوات؟ أين كانت تلك الأسباب والرؤى عندما تم تخطيط المدينة؟ ألم تكن نسبة "60% مساحات خضراء" هي من أهم ما تبرزه الحملات الإعلانية للتسويق للمدينة؟ ماذا حدث الآن ولم تشغل المدينة بعد بكامل طاقتها السكانية؟ فما بالك بعد مضي بضع سنوات أخرى؟ هل تتحول باقي الحدائق بالتدريج وواحدة تلو الأخرى إلى بنايات خرسانية بحجة رفع الطاقة الخدمية وتحسين مستوى تقديم الخدمات للسكان؟ وحل مشكلة زيادة إزدحام سير السيارات ببناء مواقف رأسية؟ هل يستطيع أيٌ من المسؤولين والقائمين على الشركة والجهاز الآن، أن يوضحوا لنا رؤيتهم عن هذه الأمور؟ وعن حالة البوابة رقم 13 بعد أن يبدأ إستخدام الكنيسة بالشكل الطبيعي المنتظر؟ بالله كيف يخطئ مستشاري التخطيط الكبار لشركة كبيرة في مشروع ضخم هكذا بمثل هذه الأخطاء، التي لا يخطئها طالب في مشروع تخطيط في إعدادي هندسة؟

 

 

أليس من الأولى بنا وبهم اللقاء والنقاش ودراسة ما ستؤول إليه تلك المدينة التي يبدو أنها تحولت إلى بقرة حلوب وأصبحت مطمع لإستغلال حتى من المشرفين عليها ضاربين عرض الحائط برغبات من آلت إليهم ملكيتها؟ وما يأمله شاغليها من هدوء وسكينة جذبهم إليها بعيداً عن ضجيج القاهرة التي أنشأت لتكون باريس الشرق؟ أليست المفاهيم التي حولت القاهرة لتصبح هكذا، هي نفس المفاهيم التي تعبث بالرحاب الآن؟ ألا يجب أن نتعلم الدرس؟ وأن نعمل معاً لمنع هذا التخريب الذي يحدث الآن؟

 

 

مفهومي عن الرحاب أنها الآن تعتبر ملكية خاصة لمجموع المالكين، وليست ملكية عامة تخضع لقرارات التغيير حتى من قبل الدولة. فهل هذا المفهوم من وجهة نظركم كمحامٍ بالنقض مفهوم صحيح أم لا؟ وبناءاً عليه هل يحق لنا كملاك التدخل لمنع هذه الأعمال باعتبارها تجاوزات واعتداء على أملاك الغير، ومن ثم المطالبة بإعادتها إلى ما كانت عليه، بل والمطالبة بتعويض عن الأضرار التي لحقت بنا نتيجة هذه التغييرات؟

 

 

كما تفضلت سيادتك وعرضت، أنه حقاً من الإيجابية لنا جميعاً أن نتعاون ونتشارك ونتدارس هذه الأمور قبل أن تصبح وبال علينا جميعاً ونحن نرى ونسخط ولا نفعل شيئاً.

 

 

لك وللجميع كل تحية وتقدير،

 

 

إبراهيم سرِّي