منقول من المصرى اليوم و لم أجد أرق أو أعمق من تلك الكلمات لتهنئة جميع الأخوة المسلمين بحلول عيد الأضحى امبارك
كم هى روعة وجمال الحياة حين تصفو النفس وتعود لطبيعتها المليئة بفيض الحب والعطاء وقبول الكل، والعمل على فرحة وسعادة الآخرين ومن هم فى أشد الحاجة للسؤال عنهم ومد يد العطاء لهم والتضحية من أجلهم، خالص وأعمق التهانى منى وأسرتى وأهلى إلى إخوتنا المسلمين بمصر وكل بقاع العالم بعيد الأضحى المبارك، ومع بهجة وفرحة العيد لا ننسى طلب تعزيات السماء إلى أسر وأهل وذوى ضحايا الحوادث المختلفة والراحلين وأن يسكنهم الله فسيح جناته.
مرت الأيام سريعًا بعد الاحتفال بعيد الفطر، وها نحن نلتقى بكل الحب والسعادة لنعيش احتفالات أيام عيد الأضحى المبارك، فلكل عيد مناسبة لكنها واجبة أن يضع فيها الإنسان مراجعة ومحاسبة النفس لمعرفة ما قدمته من عطايا حسنة، فكل عمل طيب وكل صدقة وتضحية لا يضيع أجرها، وكذلك ما قدمته من أعمال تسىء للآخرين ولا ترضى الله فأجرها عقاب شديد..
فمع أيام الاحتفالات بعيد الأضحى تتزامن أصوام أعياد الميلاد المجيد لدى المسيحيين لتصنع سمفونية المحبة والتآلف بالصلاة والتعبد والتضحية لإلهنا الواحد الذى لا شريك له ولا نعبد غيره.. الإله الحى خالق الكون.. المخلص والمحيى والمميت.. الحاكم العادل الديان..
وصلاتى وكل أمانىّ الصادقة أرفعها أمام الله أن يزيل عنا الكرب، والأمراض اللعينة، وتنتهى الحروب والخلافات وتحل المشاكل وتنقى بذور الشر الدفينة التى زرعها الشيطان بأفكار ووساوس فى الصدور لهدم بنيان المجتمع والوطن واغتصاب أرض الجوار، واطلب أن تتآلف قلوبنا وتتعانق المحبة والتسامح بقبول الآخر، ليسود الأمن والأمان فى رحلة حياة الناس، لترفرف حمامة السلام، لتعمل على حياة أفضل للجميع،
فأعظم تضحية يقدمها الإنسان هى النابعة من ينبوع الحب الخارج من أعماق القلب التى تبدأ بالتسامح لبعضنا، وترفعنا عن الصغائر والضغائن والتحلى بفضيلة التواضع، لتهزم شيطان الكبرياء والمظاهر التى تسقطنا فى دوامات غريبة تهلكنا.. دعائى لكل نفس شوهتها رحلة فساد وحيل إبليس وشروره، التى جرت بحثًا عن المال والجاه والسلطة وإشباع رغباتها بطرق غير مشروعة..
لابد أن تتذكر قدرة الله وتعرف من أين سقطت وتتوب وتستغفر الله فهو أرحم الراحمين وخير التوابين.. نطلب منه بإيمان وانسحاق أن يعيدها لرتبتها الأولى بالصوم والصلاة بخشوع وتقديم الزكاة والأضاحى، فالمعطى المسرور عظيمة هى تضحيته، فالمحبون للخير دائمًا نفوسهم مشتاقة لفرحة المساكين والفقراء، لأن ما يقدمونه هو من فيض عطايا الله الجزيلة..
أتمنى أن تكون التضحية والأضحيات فى حياة الجميع باستمرار كجزء لا يتجزأ من حياتنا.. وندعو العلى القدير أن يساعدنا لرسم البسمة على شفاه الحزين، وتضميد المجروحين، ونشر السلام بين الجميع.. وندعو أن تعود أرض فلسطين لأصحابها وينعم أهلها بالأمن والأمان والسلام، وتصبح مشاعر فرحتهم بالعيد صادقة.. وكل عام وجميعكم بخير وسلام