ندوات وفعاليات - شركاء في الرحاب..شركاء في الوطن - 2011-04-06
شركاء في الرحاب..شركاء في الوطن
كتبت دينا صقر
مسلم ومسيحي يد واحدة، كان هذا هو شعار الاحتفالية التي أقيمت في حب مصر في مدينة الرحاب، للإحتفال بنجاح ثورة 25 يناير من جانب، وللتأكيد علي مدي تماسك وترابط المصريين، مسلمين ومسيحين من جانب أخر.
فقد نظمت مجموعة من سكان المدينة من المسلمين والمسيحيين - بالتعاون مع شبكة رحابي وجمعية جنات الخلود وجهاز المدينة ومجموعة شباب الرحاب - هذه الاحتفالية الرائعة يوم الجمعة الموافق 25 مارس في الحديقة الكبيرة المواجهة لمسجد طلعت مصطفي بالرحاب والتي يصلى فيها عادة صلاة عيدي الفطر والأضحى.
تميز الاحتفال بالإقبال الجماهيري الكبير، من جميع الأعمار، أطفال وكبار، مسلمين ومسيحين، وكان الهدف الأساسي له هو تأكيد مدى تماسك المسلمين والمسيحين معاً ومواجهتهم معاً لأي تطرف أو فتنة من أجل مصر أفضل.
شملت أهداف المبادرة ورؤيتها بعدين اثنين: بُعد محلي داخل الرحاب، وبُعد أوسع خارجها، وتتلخص الرؤية المحلية في خلق نسيج واحد مع الأخر وإحداث التقارب بين المصريين بغض النظر عن أي إختلاف في الدين أو العمر أو المستوي الإجتماعي أو الثقافي.
ولتنفيذ هذه الرؤية تقوم المبادرة بتنظيم لقاءات أسرية إجتماعية، تطوير العلاقات بين الشباب وإعطائهم الفرصة للمساعدة والإبداع، تنظيم معارض فنية وغنائية للأطفال، عقد ندوات ثقافية وسياسية لزيادة وعي المصريين، عمل حملات توعية أخلاقية، وإقامة أسواق خيرية للمحتاجين.
أما بالنسبة للرؤية الأوسع، فتتلخص في محاربة الفقر، البطالة، الجهل، والمرض، لأن هذة الأفات الأربعة تعوق أي دولة أو أي مجتمع على التقدم والرقي، فهي تشكل تربة خصبة لنمو التعصب والفتنة والبلطجة، لذلك يجب القضاء أولاً على هذة الآفات لكي نستطيع أن نتقدم ونزدهر.
بدأ الحفل بالسلام الجمهوري وبعد ذلك وقف الحاضرون دقيقة حداد علي أرواح شهداء ثورة 25 يناير، مؤكدين على أنهم سيبقوا دائما في قلوبهم وأذهانهم، وأن أحداً لن ينسى أبداً فضلهم في جلب الحرية لمصر وشعبها.
بعد ذلك بدأت الفقرات الرئيسية مع كلمة للأستاذ "عماد السيد" صاحب فكرة مبادرة شركاء في الوطن، والذي ذكر فيها أن فكرة المبادرة بدأت من ميدان التحرير، فقد خطرت له لأول مرة عندما كان في التحرير أثناء الثورة، هناك شاهد هو وكل من كان في التحرير الروح الجميلة التي كانت سائدة بين كل الناس، حينها أدرك أن الشعب المصري كله لُحمة واحدة، لا فرق بين عنصري الأمة، لا فرق بين المسلم والمسيحي، وأن هذا ما كان يحدث في مصر على مدار الأزمان، وهذا ما ينبغي أن يعود مرة أخرى.
و لنقل الفكرة من ميدان التحرير إلى الرحاب، بدأ الأستاذ عماد بالبحث عن مؤيدين لها فقابل الأستاذ جورج موريس، وأخبره عن فكرة المبادرة فرحب بها وفي اللقاء التالي اصطحب كل منهما عدداً من أصدقائه الذين تحمسوا للفكرة، ناقشوا سوياً كيفية تنفيذ المبادرة على أرض الواقع، واستقر الرأي على تنظيم فعاليات مشتركة تعمّق فكرة النسيج الواحد والوطن الواحد والرغبة في العيش المشترك بشكل طبيعي، فكان إيفنت جمعة 25 مارس "شركاء في الوطن". "طالع الفلاير الدعائي"
قامت بعد ذلك الدكتورة "زينب علوب" رئيس مجلس إدارة جمعية جنات الخلود، بالحديث عن الأنشطة الخيرية التي تقوم بها الجمعية من قبل ومن بعد الثورة، مثل تنمية المجتمعات العشوائية كمنطقة الدويقة، وتنظيم وتنفيذ حملات توعية وحملات لمحو الأمية داخل الرحاب وخارجها.
أعقب ذلك كلمة الدكتورة "سامية لويس" التي أكدت فيها علي مدى تماسك وترابط وحب المسلمين والمسيحين لبعضهم البعض ولوطنهم مصر، وأعربت عن رغبتها للبدء في عمل جلسات تعارف بين سكان الرحاب من خلال لقائات ثقافية، سياسية وترفيهية.
وأخيراً كانت كلمة الدكتور ماهر الضبع الطبيب النفسي، الذي ألقى بكلمة عن مشاعر المصريين قبل وبعد الثورة وإحساس الشعب المصري بالخوف والتذبذب في الآونة الأخيرة، ومدي تأثير هذه الأحاسيس على الناس وعلى أبنائهم وكيف يمكن تحويل تلك المشاعر السلبية الي مشاعر إيجابية تفيد الناس وتفيد الوطن.
كان هناك أيضاً العديد من الأنشطة الترفيهية المختلفة، والتي استمتع بها كل الحاضرين صغاراً وكباراً، إذ أقيمت منطقة مخصصة لألعاب الأطفال، شارك في اللعب فيها الكثير من أطفال الرحاب مع آبائهم وتحت إشراف منظمي الاحتفال.
ابتكر منظمو الاحتفالية كذلك فكرة جديدة أطلقوا عليها "عيش وملح" وهي عبارة عن دعوة لأن يتبرع المشاركون في الاحتفال بإحضار بعض المخبوزات المنزلية وتسليمها للجنة المنظمة لتقوم ببيعها وتخصيص إيرادها للمساهمة في الأعمال الخيرية المختلفة من تنمية المجتمعات والعشوائيات، ومحاربة الفقر والجهل وغيرها من الأنشطة الخيرية المختلفة.
تميزت الاحتفالية أيضاً بوجود إذاعة حرة، إذ خُصّص مكان لتسجيل آراء وأفكار المشاركين أمام الكاميرا، تلك الآراء والأفكار التي من شأنها دعم المبادرة وإنضاج رؤيتها عبر عصف ذهني جماعي، وذلك تمهيداً لنشرها على موقع المبادرة تخلل المهرجان أيضاً فقرات ثقافية قدمها عدد من الشباب الموهوب، وتنوعت هذه الفقرات ما بين إلقاء للشعر، وغناء، وفقرات كوميدية، وحتي التقليد.
وانتهى الحفل مع سحب التمبولة، قدمت جوائزها الثلاث الأولى جمعية جنات الخلود وكانت من إنتاج مشغل الجمعية، كما قدم الفنان التشكيلي "زكي زعفان" جائزة رابعة، وهي عبارة عن لوحة تشكيلية مستوحاة من فكرة المبادرة "مسلم مسيحي يد واحدة". واقتضى الدخول في السحب ملء كوبون تعهد بالتبرع بعشرة جنيهات شهرياً لصالح الأعمال الخيرية، كما صمم المنظمون صفحة على الانترنت لتلقي تلك التبرعات لإعطاء الفرصة لمن لم يشارك في الاحتفال للمساهمة في عمل الخير.
ساهمت الاحتفالية في تحقيق التعارف والتواصل بين سكان الرحاب مع بعضهم البعض، والتأكيد علي مدى تماسك المصريين، مسلمين ومسيحين، وأنهم شركاء في الرحاب، شركاء في الوطن.