كم حياة ستعيش؟...الجزء الأول
نصيحة للآباء: لا تسرقوا حلم الشباب واتركوهم يفكرون بطريقتهم ولو أخطؤوا
كتبت: جنة ممدوح
تحت عنوان "كم حياة ستعيش؟" أقام المركز الثقافي بنادي الرحاب مؤخرًا ندوة للأستاذ كريم الشاذلي، الباحث في العلوم الإنسانية. تحدث الشاذلي في البداية عن فكرة "كم حياة ستعيش"، واستهل حديثه – كما استهل كتابه الذي يحمل ذات الاسم- بأبيات لإيليا أبو ماضي يقول فيها:
قل للذي أحصى السنين مفاخرا يا صاح ليس السر في السنوات
لكنه في المرء كيف يعيشها في يقظة أم في عميق سبات
قم عدّ آلاف السنين على الحصى أتعدّ شبه فضيلة لحصاة؟
خير من الفلوات، لا حدّ لها روض أغنّ يقاس بالخطوات
فالأهم من عدد السنوات التي ستعيشها هو عدد إنجازاتك خلال هذه السنوات، وكم فعلت من أفعال عظيمة تنافح وتكافح عنك في الدنيا والآخرة. وأشار الشاذلي أن لديه سلسلة من الكتب التي يتحدث فيها عما يجب أن يفعله أبناء السبعينات والثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، وما يجب أن يتعامل معه الجيل الأكبر تجاه هؤلاء الشباب. فبفضل الله تعالى أثبت الشباب في الأحداث الأخيرة أنهم لم يكونوا خاملين أو خامدين كما يجري اتهامهم دائمًا ويقال عنهم إنهم ليس لهم أثر في الحياة، نظرًا لأن الجيل الأقدم تربى ورأى أن الشخص المفيد والفعال في الحياة له سمت و"كاريزما" معينة ليست موجودة في جيلنا. إن طريقة الشباب في الحياة تختلف عن طريقة جيل آبائنا وأمهاتنا.
أفضل مني .. أم أسعد مني؟
وأوضح كريم الشاذلي أنه مهتم بإعطاء بعض الإشارات والرؤى التي يجب أن ننتبه لها في حياتنا فقال: بدأت حديثي في كتاب "ما لم يخبرني به أبي" و كتاب "كم حياة ستعيش؟" بالتنبيه على ما أسميته " نصيحة أبي الخاطئة"، هذه كانت إشكالية تواجهني دائمًا مع والدي، وأظن أنها واجهت أيضًا كثيرا من الشباب من جيلي، فكان أبي دائما يقول لي: ابني هو الشخص الوحيد على سطح الأرض الذي أريد أن أراه "أفضل" مني. أنا أدعي أن هذه المقولة هي من أكثر العبارات التي قيلت لي خطأً، وكانت سببًا في تصادم دائم بيني وبين والدي، لأنه كان يرى أن كلمة "أفضل مني" لها معنى معين في ذهنه؛ فمثلا في المجال الدراسي كان والدي يتمنى أن يكون مهندسًا ولذلك كان يرى أنه ليكون ابنه أفضل منه يجب أن يكون مهندسًا ، وكذلك والد أحد أصدقائي يمتلك عيادة كبيرة واسمًا معروفـًا ومكانة مرموقة في عالم الأطباء ولذلك كان يرى أن ابنه – ليكون أفضل منه- يجب أن يكون طبيبا ليبدأ من حيث انتهى هو، وكان يرى أنه سيوفر على ابنه مشكلات كثيرة مرت به وسيورثه اسمًا وسمعة وعيادة ومكانًا كبيرًا محترمًا. والحقيقة أنه بهذا الشكل كان والدي "يسرق" مني شيئًا مهمًا جدًا وهو حلمي ورؤيتي وتفكيري وما أريده، نعم هو صادق النية لكني عندما جلست أحلل هذه العبارة وجدت أن آبائنا لديهم من الصدق والنوايا الحسنة الشيء الكثير، لكن يجب أن تعدل هذه العبارة لتكون: (ابني هو الشخص الوحيد على ظهر الأرض الذي أريده أن يكون "أسعد" مني). أراه أسعد مني بطبيعته وبتكوينه وبأخطائه وبأفكاره وطموحاته ورؤاه الخاصة. ويكون دور الأب في دعم ابنه أن يضئ له مصباحًا يشعله بزيت الخبرة ليسترشد به في حياته، ولكن لا يمشي الطريق بدلا من ابنه، ولا يجبر ابنه على أن يسلك طريقًا ما لأنه يظن أن السعادة فقط في هذا الطريق. قد تكون السعادة – من وجهة نظر الأب ومن واقع خبرته وتجاربه في الحياة – في طريق ما، لكن من حق الابن أن يمشي وأن يختار طريقه، وأن يخطئ، وأن يقع وأن يستمد من أخطاء الحياة المتكررة ما يتقوى به.
تربية للمستقبل
يقول جامبيا جين –أحد علماء النفس- "إن أخطر ما نفعله لأولادنا هو أن نحاول أن نجنبهم التجارب الخاطئة أو الفاشلة". فهذا يعيق الجهاز المناعي للابن – من الناحية النفسية وليس الطبية. فما الحياة إلا مجموعة من التجارب والخبرات. وأول ما بدأت به كتابي وأحب أن أبدأ به اليوم أنه يجب علينا أن نراجع هذا المفهوم في أذهاننا، فلا يجب – ونحن نربي أبناءنا- أن نفرض عليهم أسلوبًا أو نظامًا ما ليسيروا وفقه في حياتهم. يقول سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه كلمة في غاية العبقرية: "ربوا أبناءكم لزمان غير زمانكم". فلا تربي ابنك على تحديات اليوم أو ما تراه اليوم، بل تربيه على أن يكون ذهنه متسعًا وأفقه عاليًا بحيث يكون لديه من المرونة الفكرية ما يؤهله لأن يتعامل مع ما يمكن أن يراه مستقبلا، لأنك لا تعرف ما قد يستجد في الغد ولا يمكنك أن تتنبأ به، والحل أن تعطي للابن ذهنًا متسعًا وأفقًا رحبًا يجعله يتعامل مع ما يستجد من الأحداث بشكل جيد وسليم.
شخصية مستقلة
النقطة الثانية لكي تكون حياتنا جيدة وسعيدة، وهو أمر نحن بحاجة إليه اليوم في ظل الأوضاع السياسية التي نعيشها والانقسامات الكثيرة على الساحة، هي أن يكون المرء منا غير تابع لأحد، بل له شخصية منفردة ومستقلة، وأن يكون مبادرًا، وأن يتخذ قراراته بناءً على ما تمليه عليه قناعاته الداخلية. للأسف الشديد، ما أكثر ما تحركنا وسائل الإعلام، وما أكثر ما تحركنا النخبة، أو بعض الأقلام التي تكتب في الصحف أو بعض الأشخاص أصحاب ربطات العنق الأنيقة الذين يتكلمون كلامً منمقًا ويستطيعون أن "يسحبوا" وراءهم العقول إلى اليمين وإلى اليسار. والنبي -صلى الله عليه وسلم- له كلمة في غاية العمق: "لا يكن أحدكم إمعة". لتكن مسلمًا حقيقيًا يجب أن يكون لك تفرد واستقلالية تعرف بهما، وأن تكون معالم شخصيتك واضحة، وألا تكون تبعًا لأي شخص.
الثوب الوهمي
ثم سرد كريم الشاذلي قصة للكاتب الدانمركي أندرسون تظهر لنا كيف أن الخداع من الممكن أن ينطلي على الشعب كله إذا تمت صياغة الخدعة بشكل جميل وتم طرحها على الناس على أنها حقيقة مسلم بها، فمن الممكن أن ينساق الناس وراءها. تحكي القصة أنه كان هناك ملك يحب الثياب ويجزل في العطاء لمن يأتيه بثياب ذات شكل جديد أو مبتكر. ذهب للملك اثنان من المحتالين وقالا له إن لديهما للملك ثيابًا رائعة وجميلة، وهذه الثياب لا يراها إلا الشخص المخلص الذي يحبك ويستحق المكانة التي وضعته فيها، ولا يراها أي شخص خادع أو ماكر أو محتال. والديكتاتوريون لديهم دائمًا هاجس عدم الأمان لمن حولهم، كما أن المحتالين أذكياء في معرفة الثغرات التي لدى الشخصية التي يتعاملون معها. أعجب الملك بالفكرة وطلب منهما أن يصنعا له الثوب، فطلبا منه 100 ألف دينار من الذهب وبعض أطنان من الحرير، ومكانًا متسعًا، وآلة النول للغزل، ومهلة لمدة شهر. أعطاهما الملك ما طلباه ليبدآ العمل. فما كان منهما إلا أن هرّبا الذهب والحرير ووضعا النول في المكان المتسع وبقيا شهرًا لا يفعلان شيئا سوى الأكل والنوم. وبعد الشهر أراد الملك أن يبعث أحد رجاله ليتفقد العمل، وفكر في أن من يبعثه يجب أن يكون شخصًا موثوقًا فيه ليتمكن من رؤية الثوب، فطلب من وزيره ذلك. وعندما ذهب الوزير وجد أن النول يعمل لكنه فارغ، وقام المحتالان بإيهامه بأنهما يمسكان الثوب ويحركانه ويعملان في غزله. وعندما لم ير الوزير شيئا همّ بأن يتهمهما بالنصب والاحتيال لكنه تذكر أن الثوب لا يراه إلا الشخص الذي يستحق مكانته، فتراجع عن ذلك وأشاد بروعة الثوب وألوانه، فطلبا منه 50 ألف دينار للانتهاء من صنع الثوب.
وبعد عشرة أيام أرسل الملك قائد جيوشه ليتفقد الثوب، وعندما رأى النول فارغا وهمّ بأن ينادي الحراس ليقبضوا عليهما بادره المحتالان بقولهما: " نتمنى أن يكون الثوب قد أعجبك كما أعجب الوزير". فجاراهما فيما يقولان ثم ذهب إلى الملك وأخبره أن الثوب جميل ورائع، وأنه يمكن أن يستلمه الخميس القادم. وخرج الملك يوم الخميس في زفة، وخرجت المملكة كلها ليعرف كل أفرادها الصادق من غير الصادق، من الذي يستحق منصبه ومن لا يستحق. ودخل الملك فلم ير الثوب، وبادره المحتالان بقولهما: "نتمنى أن يكون الثوب قد أعجبك كما أعجب الوزير وقائد الجيوش". وهنا وقع الملك في حيرة وبدأ يفكر: هل من المعقول أن تكون المشكلة فيّ أنا؟ وأن أكون غير مستحق لمنصبي؟، ثم قرر أنه لن يكون أضحوكة المملكة، فأبدى إعجابه بالثوب، واستأذناه بخلع ثيابه ليلبساه الثوب الجديد، وألبساه الثوب "الوهمي" وخرج الملك على شعبه "عاريًا". وبدأ الناس على الجانبين يقولون: ما أجمل ثوب الملك! ما أبهى ثوب الملك! ما أروع ثوب الملك!. وكل منهم يخاف أن يقول للآخر أنه لا يرى الثوب حتى لا يتهم بأنه مخادع أو غير مستحق لمنصبه أو غير صادق. وأصبح الخداع العملة الرائجة في ذلك الوقت.
صحوة العقل
أصبح الكل مخدوعًا إلا شابًا صغيرًا لم يتلوث بما يقال حوله، تنطق فيه فطرته فقال: أي ثوب! إني أرى الملك عاريًا. وهنا بدأت الناس ينتبهون إلى أن هناك صوتًا بريئًا لم يتلوث بوسائل الإعلام، ولا بالنخبة المثقفة، ولا بالبرامج الحوارية، ولا بالجرائد وما تكتبه، وأطلق ما بداخله ببساطة ويسر دون أن يتهم بأن يقال إنه غبي أو لا يعرف شيئًا ولا يفهم شيئًا، وإنما قال ما يمليه عليه ضميره، وما تمليه عليه الفطرة؛ إني أرى الملك عاريا!. ونحن نتعامل اليوم في حياتنا، ونرى ما يحدث حولنا، كم نحتاج إلى التراجع خطوات إلى الوراء والصمت قليلا وإعمال عقولنا. نحن نرى اليوم مجموعة من الناس تنتقل من قناة فضائية لأخرى لكي تردد على أذهاننا ما يحاولون إيهامنا بأنه الحقيقة والأمر الواقع.
عندما دخل الطفيل بن عمرو -أحد الصحابة- مكة كانت قريش تشن ثورة مضادة على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى دعوته، ويقولون إنه يفرق بين المرء وزوجه، وما بين الأب وابنه، ويحذرون الناس منه، قوضع الطفيل القطن في أذنيه خوفًا مما ظن أنه سحر النبي صلى الله عليه وسلم، وبدأ في الطواف حول الكعبة، وبعد فترة – ولأنه رجل حصيف- انتبه لنفسه وقال: "ويحك! أوليس لك عقل؟". وذهب الطفيل وجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال له : قل لي يا محمد مما لديك، فقرأ النبي صلى الله عليه وسلم بعض آيات من القرآن فأسلم الطفيل ودخل قومه جميعهم في الإسلام من بعده. كم نحتاج اليوم أن يكون عقلنا كعقل الطفيل، وأن يطلق كل منا هذه العبارة: أوليس لك عقل؟. العقل من الأشياء التي تزيد قيمتها كلما "اشتغل" أكثر وليس بإبقائه جديدًا في "السلوفان". من الممتع ومن الرائع في الطرح الإسلامي عامة، وهو ما لن نجده إلا في الإسلام، أن المجتهد المخطئ له أجر. فلا يوجد منهج فلسفي ولا يوجد دين ولا توجد رؤية عصرية تدعو الشخص إلى أن يمتلك أدوات الاجتهاد وأن يعمل عقله ويجتهد وإن أخطأ فله أجر. لأن اتخاذ القرار والمبادرة والثقة بالنفس وكل الصفات الجيدة في المجتمع الحيوي تتأتي مع التجربة. أنا شخصيًا لم أتعود على اتخاذ قرار، فعندما كنت طفلا كان هناك من يشتري لي ملابسي، وعندما كبرت قليلا وأردت أن أملأ ورقة تنسيق الجامعة وجدت حولي أبًا وأمًا وعائلة تطلب مني الالتحاق بكلية الطب لأن أبي يريد أن يكون "أبو الدكتور" أو أمي تريد أن تكون "أم المهندس"، وعندما أردت الزواج وجدت من يؤكدون أنه يجب أن أمشي في طريق معين وأن أختار بطريقة معينة، حتى في الانتخابات لم أختر مرشحًا أبدًا، وبالتالي لم أتعود على اتخاذ القرار. اتخاذ القرار في حد ذاته ممارسة، ويجب أن أمارس وأتخذ قرارات وأخطأ فيها وأتعلم لأستطيع بعد ذلك أن أتخذ قرارًا سليمًا. وبالتالي يجب أن يعيش المرء منا حياته في استقلالية عقلية وذهنية، ويجب عليه في حياته عامة -سواء السياسية أو الاجتماعية أو الوظيفية- أن يربي نفسه على أن كل شخص له شخصية متفردة، يأخذ قراراته بنفسه ويتحمل تبعية القرارات التي يتخذها.
الإنصاف
النقطة الثالثة لكي نعيش حياة سليمة وصحية أن يتمتع كل إنسان منا بصفة الإنصاف. أنا أدعي أن الإنصاف لغة غائبة عن المجتمعات العربية بشكل عام. نحن نتعامل في مجتمعنا العربي على أساس "من معي فهو قديس ومن ضدي فهو إبليس". فعندما توافقني الرأي والهوى أسكنك قلبي، وإن خالفتني في شيء أو أشياء أعلن عليك الحرب وتصبح شخصًا لا يستحق ما أعطيته إياه من حب واحترام ومودة وتقدير. وهذا شيء خاطئ، يجب على كل منا أن ينطلق في الحياة وهو منصف { ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا}.
عندما قرأت في سيرة عبد الرحمن الداخل (أو عبد الرحمن بن معاوية) توقفت عند جزئية وتأملتها بعمق: من الذي سمى عبد الرحمن الداخل بـ "صقر قريش"؟ عبد الرحمن الداخل هو أحد آخر أبناء بني أمية، فعندما خرجت الخلافة العباسية خرجت على أساس أن تقضي على بني أمية تمامًا حتى لا يطالبوا بحقهم في الخلافة، وتتبعوهم في كل مكان، لكن أحدهم هرب وخرج من العراق إلى فلسطين ثم إلى مصر فالمغرب ثم أرسل خادمه بدر إلى الأندلس، وفي خلال رحلته هذه يلاحقه أبو جعفر المنصور أو جنوده ليقتلوه، وكادوا أن يظفروا به في أماكن كثيرة. وفي أحد الأيام كان أبو جعفر المنصور جالسًا وحوله حاشيته، وقال لهم: أتعلمون من هو صقر قريش؟. فقالوا: أنت يا أمير المؤمنين. قال: لا. وبدؤوا يعددون أسماء عدة فقالوا: هو السفاح، وقالوا: هو معاوية، وقالوا: هو عبد الملك بن مروان، وكانت إجابة المنصور بالنفي في كل مرة. ثم قال لهم صقر قريش هو عبد الرحمن الداخل. فقالوا: أنت تقول ذلك يا أمير المؤمنين وهو رجل من عدوك؟، فقال: ما يمنعني عدائي له من أن أعطيه حقه، إنه رجل خرج طريدًا وحيدًا معتدًا برأيه فعبر القفر والبحر، ومصَّر الأمصار، وجيش الجيوش، وأقام في المغرب دولة وخلافة بعد زوالها، الحمد لله الذي جعل بيننا وبينه البحر لا تطلبوه بعد اليوم.
عندما أتوقف أمام هذا المشهد أجد أنه رجل بدرجة خليفة، ولا يمنعه عداؤه لشخص من أن ينصفه. نحن نحتاج لأن يكون في أذهاننا هذا المعنى من الإنصاف. يمكن أن أختلف مع جماعة أو حزب أو شخص ومع ذلك عندما أتحدث عنه أذكر حسناته وأذكر سيئاته، أقول إنني أتفق معه في نقطة أو اثنتين أو ثلاث، وأختلف معه فيما عدا ذلك. دائما المجتمعات المتحضرة هي المجتمعات التي ليس بها تعصب أو ضيق أفق. الشيخ محمد الغزالي يقول: " اختلافي معك لا يعني أبدا أنني أفضل منك، فحقيقة الفضل لا يعلمها إلا الله، واتفاقي معك لا يعني تسليمي بكل ما تقول."
روابط ذات صلة:
كم حياة ستعيش؟ .... الجزء الثاني
عن كريم الشاذلي
عن الكتاب